تصاعدت المواجهات في بلدات تابعة لولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق السودانيتين قرب مناطق على الحدود مع دولة جنوب السودان، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، فيما أقال رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت حكام ولاياته المتاخمة للسودان بعد إقالة 117 من كبار ضباط الجيش. واتهمت الخرطوم «قوة من جيش جنوب السودان» بمهاجمة مناطق سودانية حدودية عدة، ما أدى إلى مقتل 23 مدنياً وجرح 21 آخرين. وقال مركز إعلامي حكومي إن قوة من الجيش الجنوبي هاجمت منطقة أولاد عمران ما أدى الى مقتل 11 مواطناً ومنطقتي شامة وجقجاق اللتين قتل فيهما 12 شخصاً. وطالب المسؤول في قبيلة المسيرية العربية آدم عبدالرحمن القوات الإثيوبية المنتشرة في منطقة ابيي المتنازع عليها بتكثيف مراقبتها لحماية الحدود السودانية. واعتبر الهجوم «امتداداً للانتهاكات التي قام بها الجيش الجنوبي خلال الفترة الماضية». وقال إن قبيلته «مستعدة للدفاع عن ابيي والقرى المجاورة في المنطقة التي ظلت تتعرض الى هجمات من القوات الجنوبية». وكان الجيش الجنوبي اتهم بمهاجمة منطقة أبو قرون شرق ابيي قبل يومين، ما أدى الى مقتل 7 من الرعاة ونهب 170 رأساً من الأبقار. إلى ذلك، أعلن الناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد أن القوات الحكومية أحكمت سيطرتها على منطقة مفو الواقعة في جنوب غربي ولاية النيل الأزرق المتاخمة للحدود الجنوبية بعد شنها هجوماً على مواقع متمردي «الحركة الشعبية - شمال» في المنطقة. وقال سعد في بيان إن القوات الحكومية قتلت 66 من مقاتلي المتمردين ودمرت دبابة وأربع سيارات وجرارين. وأكد انسحاب المتمردين جنوباً، مشيراً إلى أن قوتهم تقدر بكتيبة مشاة يساندها عدد من الدبابات والمدافع وسيارات. وأضاف أن عدد الجرحى بين قوات التمرد تجاوز سبعين مقاتلاً «جرى إجلاؤهم إلى منطقة البونج في جنوب السودان لتلقي العلاج». وأشار إلى «احتساب القوات الحكومية عدداً قليلاً من الشهداء، إضافة إلى جرحى يخضعون للعلاج». وكان الأمين العام ل «الحركة الشعبية - الشمال» ياسر عرمان اتهم الجيش السوداني بقصف مدنيين في قرية مفو الواقعة على بعد 21 كيلومتر جنوب غربي الكرمك، وقال إن القصف شرد نحو ثمانية آلاف من سكان القرية والمناطق المجاورة لها. وأشار عرمان الموجود في الولاياتالمتحدة إلى أن الهجوم الجوي والبري بدأ الخميس الماضي، واعتبره «جزءاً من سياسية الأرض المحروقة» التي تتبعها القوات السودانية في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. وقال الناطق الرسمي باسم متمردي «الحركة الشعبية - شمال» ارنو نقوتلو لودي إن الطيران السوداني شن غارة جوية على قرية كولو في محافظة هيبان التابعة لولاية جنوب كردفان وأسقط ثمانية قنابل على القرية أدت إلى مقتل امرأة وطفلين وجرح ثلاثة آخرين. وتتهم الخرطومجوبا بدعم المتمردين الشماليين الذين يقاتلون الجيش السوداني في جنوب كردفان والنيل الأزرق منذ حزيران (يونيو) 2011. ودعت الوساطة الأفريقية الطرفين إلى محادثات لتسوية النزاع في 15 آذار (مارس) المقبل. من جهة أخرى، أقال رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت حكام اربع ولايات جنوبية متاخمة للسودان، وهم حكام ولايات الوحدة تعبان دينق وغرب بحر الغزال رزق زكريا وأعالي النيل سايمون كون وشرق الاستوائية لويس لوبونق. وقوبلت الخطوة بردود فعل عنيفة من الحكام المقالين بعد رفضهم تنفيذ الأوامر. كما أحال 118 من كبار ضباط الجيش على التقاعد. ووصف وزير الاعلام في حكومة الجنوب برنابا بنجامين مريال الخطوة بأنها «شرعية وضرورية لتحويل الجيش الشعبي إلى جيش وطني خالٍ من جنرالات حرب العصابات». وأكد أن «القادة المقالين يتعاملون بعقلية التمرد». وكشف أن «القرار يهدف إلى إحداث تغييرات جذرية في قطاعي الأمن والدفاع». ودعا المقالين إلى «تقبل الأمر بروح متسامحة». وذكر مسؤولون في الحزب الحاكم في الجنوب أن التغيير داخل الجيش يعتبر بداية لتغييرات ستطول قطاعات الأمن والشرطة والخدمة المدنية ومن ثم مجلس الوزراء، وتسليم البلاد إلى قيادات جديدة. وفي شأن آخر، حذر «المجلس الإسلامي لجنوب السودان» من «محاولة إهدار حقوق المسلمين في الدستور الدائم». وانتقد أمين الاتصال الخارجي والتعليم في المجلس موسى المك كور في تصريح صحافي دعوة الحكومة إلى عقد مؤتمر المصالحة والتعافي الاجتماعي لمكونات البلاد بعد مرور أكثر من ثماني سنوات على تنفيذ اتفاق السلام الشامل.