قرر وسطاء الاتحاد الأفريقي بدء جولة جديدة من المحادثات بين دولتي السودان وجنوب السودان الخميس المقبل لتسوية الملف الأمني وتوقيع اتفاق نفطي يسمح بمرور نفط الجنوب عبر الشمال. غير أن رئيس الجنوب سلفاكير ميارديت جدد رفضه إعادة تصدير نفط بلاده عبر السودان إلا باتفاق عادل. وقال مسؤول في وفد السودان إلى المحادثات مع الجنوب ل «الحياة» أمس، إنهم تلقوا إخطاراً رسمياً من كبير مفاوضي الاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي بمعاودة المحادثات بينهما الخميس المقبل، لمناقشة المنطقة العازلة بين الدولتين، موضحاً أن الطرفين أنجزا نحو 80 في المئة من التفاصيل المرتبطة بالشريط العازل الذي يمتد عمقه 20 كلم على جانبي حدود البلدين، وأن ما تبقى خلاف على منطقة الميل 14 بين ولايتي شرق دارفور وبحر الغزال، وحمل الوسطاء مسؤولية تعطيل الاتفاق بوضع المنطقة ضمن خريطة الجنوب. وتوقع المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، اختراقاً في الجولة الجديدة بعدما اتفق الطرفان على رسوم عبور النفط والعمليات المرتبطة به، ورأى أن الاتفاق النفطي سيعزز الثقة ويدفعهما إلى تسريع المحادثات لتسوية الملفات العالقة الأخرى المتصلة بالترتيبات الأمنية وترسيم الحدود والنزاع على منطقة أبيي. وحمَّل رئيس دولة جنوب السودان نظيره السوداني الرئيس عمر البشير مسؤولية بطء المفاوضات بين بلديهما في شأن القضايا العالقة نتيجة «رفض وقف نهب نفط الجنوب وإلاصرار على أخذه عنوة». وجدَّد سلفاكير تمسك بلاده برفض إعادة تصدير النفط عبر السودان، ما لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق عادل، لكنه أكد التزام حكومته الاستمرار في التفاوض مع الخرطوم. وأضاف في خطاب أمام حشد من أنصاره في منطقة توريت بثه التلفزيون الرسمي في جوبا لمناسبة مرور 57 عاماً على اندلاع أول حرب أهلية بين شطري البلاد، أن البشير رفض لقاء يجمعهما بجانب زعماء دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفزيقيا «إيغاد» لمناقشة وقف أخذ الخرطوم نفط الجنوب بالقوة عبر انفصال الجنوب، الأمر الذي دفعه إلى وقف ضخ نفطه عبر الشمال. وقال»خير لنا أن نموت جوعاً من أن تسرق الخرطوم نفطنا». وفي السياق ذاته قالت بعثة السودان في مجلس الأمن، إنها استطاعت تعطيل بيان متحامل تبنته واشنطن ضد الخرطوم في جلسة مغلقة للمجلس، ليل الجمعة - السبت، لمراجعة تنفيذ القرار 2046 في شأن المفاوضات بين دولتي السودان والجنوب. إلى ذلك أكد المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان السابق أندرو ناتسيوس، أن تحالف «الجبهة الثورية السودانية» الذي يضم متمردي دارفور و «الحركة الشعبية – الشمال» بزعامة مالك عقار الذي يسعى إلى إطاحة حكم البشير يفتقر إلى رؤية سياسية لإدارة البلاد، مشيراً إلى أن ما يجمعهم هو كراهية البشير ونظامه.