في حين توقعت الجماهير أن الصراع الأهلاوي الاتحادي مضى في طريقه نحو الهدوء مع مرور السنوات، عاد التنافس ليتجدد هذه المرة خارج الملعب، بعد أن أعلنت إدارة الاتحاد توقيعها عقداً احترافياً مع لاعب جارها سعيد المولد في ال18 من الشهر الجاري، قبل أن يعلن الأهلي بشكل صريح عبر تعليق لرئيس النادي الأمير فهد بن خالد استمرارية اللاعب مع الأهلي بتجديد عقده. وبعيداً عن التنافس التاريخي بين الجارين إلا أن الظاهر من القصة بشكلها الحالي يقول إن اللاعب سيكون هذه المرة الضحية الأكبر، فتوقيعه لعقدين احترافيين يعني مطالبة الناديين بحفظ حقوقهما وبالتالي إيقاف اللاعب عن تمثيل أي منهما. تفاصيل مفاوضات الاتحاديين مع اللاعب انطلقت قبل نحو شهرين بعد دخوله فترة الانتقالات الحرة في ظل رفض العرض الأول الذي قدمته إدارة النادي الأهلي لوكيل أعمال اللاعب في منتصف تموز (يوليو) الماضي، وتدخل - بحسب مصادر «الحياة» - اللاعبان محمد نور وأسامة المولد لإقناع اللاعب سعيد المولد بالانتقال إلى صفوف الاتحاد، وأعطاهما الضوء الأخضر للحديث مع وكيل أعماله وشرعت بعدها إدارة النادي في المفاوضات الرسمية. الإدارة الاتحادية قدمت عرضاً ب2.4 مليون ريال عن كل سنة ولمدة 4 سنوات، ووافق اللاعب من دون مماطلات، خصوصاً أن وكيل أعماله أحمد المزيني أشار إلى أن القاعدة التي استند عليها مع المولد أنه في حال تساوى عرضا الاتحاد والأهلي فستكون أولوية الانتقال إلى الأول من دون أفضلية للفريق الذي تدرج منه في فئاته السنية وحصل معه على 6 بطولات. وبحسب الأحاديث المتداولة اليوم فإن إدارة الأهلي تدخلت بعد مرور أسبوع من إعلان التعاقد الاتحادي وأقنعت المولد بالتوقيع لمدة 4 سنوات في مقابل 9 ملايين ريال، ليوقع عقدين مع الناديين ما سيوقعه في عقوبة إيقاف قد تصل لموسم كامل وفرض غرامة مالية عليه وعلى النادي الأهلي وفقاً لمصدر في الاتحاد السعودي لكرة القدم، لاسيما أن رئيس لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور عبدالله البرقان أوضح أن لجنته تسلمت إشعاراً بتوقيع اللاعب سعيد المولد للاتحاد. وعلى صعيد الانطباعات الرسمية رفضت إدارة نادي الاتحاد الدخول في قضية اللاعب سعيد المولد وتوقيعه عقداً آخر مع الأهلي، إذ التزمت الصمت تاركة للجنة الاحتراف البت في القضية، واكتفى رئيس النادي إبراهيم البلوي بالتأكيد على أن إدارته سارت في الطريق الصحيح في التعاقد مع اللاعب، واتفق معه المزيني في التأكيد على أن عقد اللاعب مع الاتحاد مكتمل الأركان خالٍ من الثغرات. في المقابل شدد المستشار القانوني ومدير الاحتراف في الأهلي على أنه لا قضية في موضوع اللاعب سعيد المولد، مبيناً أن الموضوع يخص اللاعب نفسه، وقال في تصريحه ل«الحياة»: «أسألكم.. هل أعلن النادي الأهلي تجديد عقد اللاعب سعيد المولد؟ ما قاله رئيس النادي بعد مباراة الشعلة أن اللاعب أهلاوي ومستمر، وهذا صحيح اللاعب مستمر فعقده لم ينتهِ، الموضوع يخص اللاعب، إذا ما وقع للاتحاد فالله يوفقه، فلنادي الأهلي 2 مليون و250 ألف ريال من انتقاله تودع إما في حساب النادي بحوالة مصرفية أو شيك بحسب اللائحة». إلى ذلك أكدت مصادر مقربة من إدارة الأهلي ل«الحياة» أن اللاعب طلب من إدارة النادي ليلة مباراة الشعلة في منافسات الجولة السادسة من الدوري، فرصة لتصحيح وضع تجديد عقده مع النادي الأهلي عبر إبطال عقد الاتحاد، معبراً للإدارة الأهلاوية عن ندمه على التوقيع للاتحاد، مؤكداً أن عقده مع «العميد» يحوي ثغرات في تفاصيله تمنحه فرصة إبطاله، ما دفع مسيري الأهلي إلى تقديم عرض جديد للاعب بقيمة 9 ملايين ريال عن خمسة - بحسب المصادر الأهلاوية ذاتها - في حال نكث اللاعب عقده من دون الإضرار بسمعة الكيان ومبادئ إدارته وجمهوره ولاعبيه، نافية أن يكون اللاعب وقع حتى اللحظة على استمارة تجديد العقد. مصادر «الحياة»: عقد المولد مع الاتحاد لم يعرض على «الاحتراف» نفت مصادر «الحياة» في لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم أن تكون تلقت نسخة من عقد اللاعب سعيد المولد مع نادي الاتحاد، موضحة بأنها استملت إشعاراً من النادي يفيد بتوقيع اللاعب لا العقد ذاته، إذ تنص الأنظمة على رفع العقد الجديد للاعب بعد نهاية عقده مع الأهلي تماماً، أي بعد أكثر من شهرين. وبحسب المصادر ذاتها فإن اللاعب وفي حال تورطه في توقيع عقدين فإنه سيتعرض للعقوبة القانونية والمتضمنة إيقافاً لمدة لا تقل عن عام وغرامة مالية، لكنها نفت أي علم لها بتجديد اللاعب لعقده مع الأهلي. وبحسب أنظمة لجنة الاحتراف فإن أي توقيع للاعب مع الاتحاد يعتبر ملزماً حتى وإن لم تطلع عليه اللجنة وقبل حتى أن يتم توثقيه ما دامت شروط التوقيع الرسمي بين الطرفين مكتملة وهو ما تؤكده اليوم إدارة الاتحاد، فيما تنفيه الأخبار المتداولة.