تُمثّل مواجهات منتخبات الشمال الأفريقي تحديات ملتهبة، وعادةً ما تنتهي بالتعادل أو بفوز صعب لأحد المتبارين، ما شهده لقاء الجزائروتونس في منافسات الجولة الأولى في المجموعة الرابعة بكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقامة في جنوب أفريقيا الذي انتهى بفوز ثمين ل«نسور قرطاج»، بهدف نظيف سجله الموهوب يوسف المساكني الذي أطلق قذيفة مدوية في الدقيقة ال90، ليمنح تونس فوزها الأول في المونديال الأفريقي. ووضع الفوز المثير المنتخب التونسي في المركز الثاني خلف ساحل العاج بفارق الأهداف بالرصيد ذاته من النقاط، فيما احتلت الجزائر المركز الرابع بفارق الأهداف عن توغو ومن دون رصيد من النقاط. وبرهن المساكني على أنه الفتى المدلل للكرة التونسية، وأنه قادر في أي وقت على الوصول إلى المرمى مهما غاب في اللقاء. ويعد المساكني من طينة اللاعبين أصحاب المهارات والقدرات الخاصة التي تمكنه من فكّ الطلاسم وحلّ المشكلات، وهو ما حدث في موقعة «محاربي الصحراء»، حين وقع على هدف مثالي في الدقيقة الأخيرة من زمن الوقت الأصلي. والمساكني من مواليد 28 تشرين الأول (أكتوبر) 1990 في العاصمة التونسية، ويلعب في وسط الملعب، ولكنه يفضل اللعب في مركز الجناح الأيسر. بدأ مسيرته مع الملعب التونسي، ثم مع الترجي الرياضي التونسي منذ صيف 2008، وانضم إلى منتخب تونس منذ 2010. ولديه 15 مباراةً مع المنتخب الأوّل وثلاثة أهداف، وسجل هدفين في كأس الأمم الأفريقية 2012 ضد كل من المغرب والنيجر. ويعتبره الكثير الأفضل في تونس، خصوصاً أنه يتمتع بمهارات عالية وفنيات كبيرة، إضافة إلى تسديدته القوية وسرعته في تجاوز المدافعين، كما سجّل في الموسم الأخير (2012 - 2011) 17 هدفاً من 28 مباراة في البطولة المحلية، كما جعلها هدفاً لأندية أوروبية كبيرة، قبل أن ينتقل في يناير الجاري إلى نادي لخويا القطري بصفقة هي الأغلى في تاريخ العرب، تقدر ب23 مليون دينار تونسي (15 مليون دولار أميركي). ومع الترجي الرياضي التونسي، أحرز المساكني الدوري التونسي 2009 و2010 و2011، وكأس تونس 2008 و2011، وكأس شمال أفريقيا للأندية 2008، ودوري أبطال العرب لعام 2009، ودوري أبطال أفريقيا 2011. واعتذر المساكني لجماهير فريقه الترجي لعدم إسهامه في تحقيق دوري أبطال أفريقيا قبل انتقاله إلى فريق لخويا القطري. وقال المساكني: «كنت أتمنى إسعاد جماهير الترجي التي ساندتنا أمام الأهلي المصري منذ الدقيقة الأولى حتى نهاية المباراة، ولكن كرة القدم بها فائز ومهزوم». وعن رأيه في مباراة منتخب بلاده والجزائر في مستهل مشواره بأمم أفريقيا الحالية، قال: «منتخب تونس لم يلعب جيداً على رغم أفضليته في بعض فترات المباراة، لكن الفوز هو الأهم في هذه المواجهات العصيبة».