على عكس أوضاع البلد المتوترة بشكل متواصل، يشهد النشاط السينمائي في بيروت حراكاً دائماً، فما أن ينتهي نشاط، حتى يبدأ آخر. ومن جملة ما يقدّم في هذه الفترة بالذات، مع ابتداء موسم النشاطات الثقافية بعد أن هدأت حمّى النشاطات السياحية/الفولكلورية، تعرض صالات لبنانية الفيلم الروائي «روك القصبة» للمغربية ليلى مراكشي، كما انطلقت أمس الدورة الأولى من «أسبوع الفيلم الألماني» بالتعاون مع «معهد غوته»، الذي ستقدم فيه مختارات من الإنتاجات الحديثة في «متروبوليس أمبير صوفيل»، فيما اختتمت قبل يومين تظاهرة «ساورا» التي نظمها معهد ثربانتيس في بيروت، حول الإنتاج السينمائي للمخرج وكاتب السيناريو الإسباني كارلوس ساورا. وتنطلق في الأول من الشهر المقبل في صالات سينما «أبراج»، الدورة الرابعة عشرة لمهرجان بيروت الدولي للسينما. وسيفتتح المهرجان بفيلم «سيلز ماريا» للمخرج الفرنسي أوليفييه السايس، مع جولييت بينوش وكيرستن ستيوارت وكلوي فرايس موريتز، على أن يكون الاختتام مع فيلم «الرجل المطلوب» لأنطون كوربيجن من بطولة الراحل فيليب سايمور هوفمان وعن رواية الإنكليزي جون لوكاريه، في التاسع من الشهر المقبل. وشددت مديرة المهرجان كوليت نوفل على أن «السمعة المتنامية» للمهرجان «مكّنته من الفوز بالعرض الأول في الشرق الأوسط والولايات المتحدة لفيلم «سيلز ماريا»، الذي كان - في رأيها الذي لا يشاركها فيه الكثيرون - من أبرز الأفلام التي نافست على السعفة الذهبية لمهرجان كانّ الفرنسي هذه السنة». وتتوزع الأفلام ال 78 التي يتضمنها برنامج المهرجان البيروتي، على مسابقة الأفلام الشرق أوسطية بفئاتها الثلاثة، وست فئات خارج هذه المسابقات. وتعود هذه السنة مسابقة الأفلام الشرق أوسطية الروائية بعد غياب سنتين، إضافة إلى مسابقتي الأفلام الشرق أوسطية القصيرة والأفلام الشرق أوسطية الوثائقية. أما الفئات الأخرى فهي «البانوراما الدولية»، و «جبهة الرفض» التي تضم فئتين فرعيتين هما «الساحة العامة» و«أفلام الغذاء والبيئة»، إضافة إلى فئة أفلام حقوق الإنسان «هيومن رايتس ووتش»، وقسم استعادي لأفلام المخرج الإيطالي روبرتو روسيليني وفقرة «ضوء على أعمال مخرج» التي تخصص لأفلام المخرج الإرلندي والناقد السينمائي مارك كازنز. وستكون لجنة التحكيم برئاسة الممثلة والمنتجة الفرنسية جولي غاييه. وتضم اللجنة أليسيا وستون، والرئيس التنفيذي لشركة Protagonist Pictures مايك غودريدج، والممثل الإيراني همايون إرشادي (67 سنة)، الذي يؤدي دوراً في فيلم الإختتام والإعلامية وكاتبة ومنقّحة السيناريوات اللبنانية جويل توما. وتقول نوفل ان المهرجان يستضيف في دورته الرابعة عشرة هذا العام، «أكثر من سبعين من السينمائيين، من مخرجين وممثلين ومنتجين ومسوّقين ونقاد بارزين، من المنطقة وأوروبا والولايات المتحدة»، بينهم عدد من النجوم سيكونون موجودين في العرض الإفتتاحي، ومنهم ألسايس وبينوش وغاييه وأعضاء لجنة التحكيم، ومخرج فيلم Siddarth الهندي ريتشي ميهتا، والمخرجة الإيرانية ميترا فاراهاني، والمخرج اللبناني زياد دويري. ويقول اصحاب المهرجان في الختام، ان مهرجانهم «يعزز هذه السنة صيغته المألوفة لكنه في الوقت نفسه يعيد صوغ مفهومه ليرتكز أكثر فأكثر على ثلاثة محاور: حرية التعبير وحقوق الإنسان والبيئة». وانطلاقاً من هنا فإن المهرجان، بفئاته كافة، ومن خلال استحداثه فئة جبهة الرفض، وفئة حقوق الإنسان التي تستمر للسنة الثالثة على التوالي، يتيح للمنتجين والمخرجين في المنطقة أن يعبروا عن أنفسهم بأكبر قدر من الحرية، من دون اية قيود، في كل المواضيع، السياسية منها أو الإجتماعية أو الثقافية.