اذا كنت من مرتادي المهرجانات السينمائية الأوروبية او غيرها، او كنت من هواة السينما الذين يتابعون عروضها بين مكان وآخر، لن تكون في حاجة الى حضور الكثير من عروض مهرجان بيروت للسينما الذي يعقد في العاصمة اللبنانية بدءاً من الخامس من الشهر المقبل. وذلك بالتحديد لأن العروض الرئيسة التي يقدمها هذا «المهرجان» تتألف من أفلام سبق وتجولت في المهرجانات وحتى في صالات العرض التجارية منذ ربيع هذا العام وبعد عروضها الأولى في «كان» وغيره، حتى ولو أشار بيان المهرجان الى ان الدورة تتضمن 67 فيلماً من 29 دولة «عدد كبير منها يعرض في الشرق الأوسط للمرة الأولى». مهما يكن يبقى ان المتفرجين المحليين سيتاح لهم ان يشاهدوا تحفتين في الافتتاح («شجرة الحياة» للمخرج الأميركي من أصل لبناني تيرينس مالك)، والاختتام (فيلم المخرج الدنماركي المثير للجدل لارس فون تراير «كآبة»). وأوضحت مديرة المهرجان السيدة كوليت نوفل، أن الأفلام ال67 تتوزع على سبع فئات، ثلاث منها مسابقات، هي فئة الأفلام الشرق أوسطية الروائية (سبعة أفلام) والأفلام الشرق أوسطية القصيرة (16 فيلماً) والأفلام الشرق أوسطية الوثائقية (ثمانية أفلام). أما الفئات الأربع الأخرى فهي: «البانوراما الدولية»، و«ركن الأفلام القصيرة»، و «أفلام المطبخ»، و «افلام الأطفال»، مضيفة ان من بين المخرجين المشاركين 14 لبنانياً، ومؤكدة ان المهرجان تميز بحضور لافت للسينما الايرانية من خلال أفلام لستة مخرجين، خمسة منها ضمن المسابقات الثلاث، والعراقية من خلال أفلام لخمسة مخرجين، كلها تنافس على جوائز المسابقات الثلاث، وبين هؤلاء وأولئك سينمائيون أكراد، وهو ما جعل مجموع المخرجين الأكراد المشاركين أربعة، بينهم عراقيان وإيراني واحد وسوري مقيم في سويسرا، وجميهم يسعون الى الفوز بجوائز. ومن الخليج فيلم واحد بحريني، في حين تحضر السينما المغاربية بثلاثة أفلام: تونسيان (أحدهما من انتاج فرنسي) ومغربي واحد. وتعززت المشاركة الأردنية هذه السنة الى ثلاثة أفلام، ومثلها المشاركة المصرية. ولاحظت نوفل أن «2011 كانت سنة مهمة للسينما الشرق أوسطية، وثمة أفلام عدة جيدة، ولكنها يا للأسف ليس ضمن مسابقاتنا، وهذا عائد الى وجود مهرجانات عدة في الخليج تقدم جوائز قيمة، وتساهم في انتاج هذه الأفلام، ولها تالياً الحق في أن تكون عروضها الشرق أوسطية الأولى فيها». وأضافت: «على كل حال، ليست العروض الاولى للافلام هي التي تهمنا، بمقدار ما إن هدفنا هو ان نقدم هذه الافلام الى الجمهور اللبناني، ونتيح له فرصة مشاهدتها، لذلك قررنا أن نؤخر تاريخ اقامة المهرجان في عام 2012 الى يوم الاربعاء من الاسبوع الاخير من شهر تشرين الاول (أكتوبر)، لإتاحة الفرصة أمام الافلام الشرق أوسطية لاقامة عروضها الاولى في الخليج، ثم المشاركة في مهرجاننا». اما حفلتا الافتتاح والاختتام فلن تقاما كالعادة في مسرح قصر الاونيسكو، في صالة مسرح كركلا في سنتر ايفوار (حرج تابت). اما العروض العادية فستقام في صالات سينما أمبير سوديكو سكوير.