يحاول القيّمون على مهرجان بيروت الدولي للسينما، محاكاة أوضاع المنطقة العربية المتوترة عبر اختيارهم أعمالاً تعكس مدى التوتر والنجاح والفشل في بعض الثورات، ونظرة بعض المجتمعات إلى الدين والسلام. الدورة الثانية عشرة التي تنطلق في الثالث من الشهر المقبل ويفتتحها «قصة ثواني» للمخرجة اللبنانية لارا سابا، تختتم في الحادي عشر منه بفيلم «looper» للأميركي الشاب راين جونسون، مع جوزف غوردون ليفيت وبروس ويليس وإميلي بلانت. وتوضح مديرة المهرجان كوليت نوفل أن الأفلام ال57 المشاركة تتوزع على سبع فئات، بينها مسابقتان فحسب بدلاً من ثلاث كما درجت العادة، للأفلام الشرق أوسطية القصيرة والأفلام الشرق أوسطية الوثائقية. أما الفئات الخمس الأخرى فهي «البانوراما الدولية»، و«ركن الأفلام اللبنانية»، وأفلام حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش)، إضافة إلى قسمين استعاديين لأفلام المخرج الأميركي الراحل ستانلي كوبريك، وأعمال المخرج وكاتب السيناريو والمنتج الفنلنديّ آكي كوريسماكي. وستكون الدورة المقبلة أصغر حجماً «نظراً إلى الوضع الإقليمي المتوتر»، و»بعض الحوادث التي شهدها لبنان»، ما صعّب إمكانية توفير ضمانات كافية لمجيء ضيوف رفيعي المستوى من خارج لبنان، ووصول الأفلام في المهل التي يجب الالتزام بها. وتضم لجنة التحكيم الناقد السينمائي والأستاذ الجامعي إميل شاهين، والمنتجة السينمائية اللبنانية ريتا داغر التي عملت مع عدد من المخرجين الأميركيين والعالميين. وتغيب هذه السنة مسابقة الأفلام الشرق أوسطية الروائية، لكنّ قسم البانوراما الدولية يضم فيلم «ظل البحر» للإماراتي نواف الجناحي، إضافة إلى 11 فيلماً، منها وثائقيان عن مصر وثورة 25 كانون الثاني (يناير)، هما «انتفاضة» للأميركي فريديريك ستانتون، و»المرنون» للإيطالي فرانشيسكو كازولو. وتضم «البانوراما الدولية» أفلاماً برزت في المهرجانات الدولية خصوصاً مهرجان كان، بينها الفيلم الروماني «خلف التلال» لكريستيان مونجيو، و«الصيد» للمخرج الدنماركي توماس فنتربيرغ، و«أوسلو، 31 آب» للنروجي يواكيم تراير الفائز بجائزتي أفضل فيلم وأفضل تصوير في مهرجان استوكهولم 2011 وعرض في تظاهرة «نظرة ما» في مهرجان كان. ويحضر في مسابقة الأفلام الشرق الأوسطية الوثائقية، ستة أفلام بينها فيلمان لمخرجيْن مصريين، وواحد إيراني، وآخر فرنسي عن سورية، وفيلم إماراتي، وآخر لبناني. وتحضر الثورة المصرية بقوة في هذه الفئة أيضاً، من خلال فيلمين، هما «عيون الحرية... شارع الموت» للمخرجين أحمد صلاح سوني ورمضان صلاح، وهو يوثق أحداث شارع محمد محمود في الثامن عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، و «وداعاً مبارك» لكاتيا جرجورة، الذي يتناول الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أجريت في تشرين الثاني 2010، وما تلاها من احتجاجات كانت الفتيل الذي أشعل الثورة. أما الوضع في سورية، ودور المسيحيين فيه فيعالجه فيلم «دمشق... مواجهة مع الذاكرة» للفرنسية من أصل سوري ماري سورا، زوجة المستشرق وعالم الاجتماع الفرنسي ميشال سورا الذي اختطف واغتيل في لبنان قبل ثلاثين سنة. ويتناول المخرج الإيراني محسن مخملباف في فيلمه الجديد «البستاني» ، مفاهيم جيلين إيرانيين مختلفين ونظرتهما إلى الدين والسلام. وتضم مسابقة الأفلام الشرق الأوسطية القصيرة 11 فيلماً، منها عمل عن الثورة المصرية هو «برد يناير»، لروماني سعد، و«بايسكل» للعراقي رزكار حسين. ومن الأفلام في هذه الفئة، «لعبة» للبحريني صالح ناس، و«حياة شخص» لمواطنه محمد جاسم، و«عبور» للمخرجين الأردني محمد الحشكي واللبنانية ثريا حمدا. أما الأفلام اللبنانية المشاركة في هذه الفئة فهي «عالم متغيّر» لبيار سلوم، عن حادثة 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في الولاياتالمتحدة، و«شلوق» لهشام البزري، و«من بطولة جوليا» لإيلي فهد، و«وتجوزنا...» لجو عازوري»، وla Femme aux Raisins» لمايك مالاجاليان، وLeftover لإلهام أبي راشد. وخصص «ركن الأفلام اللبنانية» للأفلام القصيرة غير المشاركة في المسابقة، وفيه 11 فيلماً أيضاً لمخرجين لبنانيين شباب، منها «شكراً على اللقاء» لرودريك سليمان وطارق الباشا، و«كل شيء عن سارة» لجهاد سعادة، و«ورود ميتة» لسحر م. خوري.