بعمله الفوتوغرافي التركيبي «خارج الإطار»، حقق الفنان الفلسطيني بشار الحروب إنجازاً بنيله الجائزة الأولى (غراند برايز) في الدورة الخامسة عشرة لبينالي الفن الآسيوي في بنغلادش، متفوقاً على أكثر من 300 فنان من 48 دولة آسيوية. وسجّل بذلك اسم فلسطين للمرة الأولى على قائمة جوائز البينالي، الذي احتفل هذه السنة بثلاثين سنة على انطلاقه، وهو واحد من أهم النشاطات الفنية الآسيوية على صعيد الفنون البصرية. وقال الحروب ل «الحياة» إن «خارج الإطار» هو عمل فوتوغرافي تركيبي معاصر، يتحدث عن الحياة في فلسطين بصورة رمزية، بعيدة من الشعارات السياسية المباشرة والتي انعكست لسنوات طويلة على الأعمال الفنية الفلسطينية، ومنها الأعمال التشكيلية والبصرية عموماً... وأضاف: «شاركت في هذا العمل لأطرح فكرة اللامكان التي عبّرت عنها في البياض، وهي حالة تحاصر الفلسطيني كثيراً». لم يكن الحروب يعلم أن ثمة جوائز ومسابقة ولجنة تحكيم دولية في البينالي مكونة من فنانين ونقاد من ألمانيا وإيران وبنغلادش ودول أخرى. وفوجئ خلال الافتتاح الذي حضره وزراء ثقافة وسفراء من مختلف دول العالم، بحصوله على الجائزة الأولى بإجماع اللجنة التي وجدت في العمل طريقة جديدة في رسم العلاقة بين الاغتراب وعلاقته بالمكان، وعملية التركيب الفوتوغرافي للعمل. «مع العلم أن هناك العديد من الأعمال المهمة، كالعمل الياباني الذي فاز بالمركز الثاني، والبنغالي الفائز بالمركز الثالث، وأعمال أخرى»، كما قال الحروب. ولفت إلى أنه حظي باحتفاء بنغالي وأجنبي وعربي، كونه العربي الوحيد الفائز في البينالي لهذا العام، والفلسطيني الأول الذي يفوز بهذه الجائزة منذ انطلاقها قبل 30 سنة، في حين لم يحظ بالاحتفاء الفلسطيني المتوقع. وأفاد: «دعتني إدارة البينالي لإطلاعها على أعمالي الفنية المختلفة، والتي جابت ولا تزال تجوب العالم، ولم تُرشّحني أي جهة فلسطينية لذلك، بل اعتذرت وزارة الثقافة عن عدم تغطية تكاليف تذكرة السفر لهذا الحدث الآسيوي المهم، بسبب الأزمة المالية التي تعانيها السلطة». فما كان من الحروب إلا دفع تكاليف السفر بنفسه، «لإدراكي أهمية وجود فلسطين في محفل كهذا». وكشف أنه فضّل المشاركة في بينالي الفن الآسيوي في بنغلادش، على الوجود في واحد من أهم المعارض في «أحد متاحف ولاية ميتشيغن الأميركية، حيث يشارك 12 فناناً من العالم بأعمالهم التي ساهمت في إحداث تغييرات على مستوى الفيديو في العقود الأربعة الأخيرة». ولفت إلى أنه يخطط لإطلاق مشروعه الفني «خارج الإطار» وغيره من المشاريع التي عرضت في أنحاء العالم، في فلسطين العام المقبل، مؤكداً أن «نجاح تنظيم حدث كهذا يتطلب دعماً من المؤسسات الفلسطينية الرسمية وغير الرسمية بالدرجة الأولى». ويشارك عمل الحروب، «سموات»، وهو تركيب فيديو يعبر عن التغيرات التي فرضها الاستيطان على البلدة القديمة في الخليل، في متحف «برود آرت» في ولاية متشيغن الأميركية حتى 24 شباط (فبراير) المقبل. كما يشارك الآن بعملَيْ فيديو تركيبيين في معرض «آرت لاب» في برلين، بعنوان «هنا والآن» و «مكان لا زمان». ومن المقرر أن يشارك في مهرجان السينما العربية في إيطاليا بعملي فيديو تركيبيين بعنوان «الآخر هو أنا» و «الأعراف».