برعاية ودعم حضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ينطلق مهرجان الفنون الإسلامية في دورته الخامسة عشرة خلال الفترة من 12 ديسمبر الجاري وحتى 12 يناير 2013 . المهرجان تنظمه إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، في كل من مدينة الشارقة، مدن المنطقة الشرقية (خورفكان، كلباء، دبا الحصن)، إضافة لمدينة الذيد بالمنطقة الوسطى، حيث تتنوع المشاركات المحلية والدولية لتصل الأعمال المعروضة إلى 1700 عمل فني تتنوع بين اللوحة، الفيديو، المجسمات، الأعمال التركيبية، وكذلك أعمال تنتمي للفنون التطبيقية، الجرافيك، الخزف، الحلي، السجاد، كما يبلغ عدد المعارض 45 معرضاً محلياً ودولياً، تنتمي ل 18 دولة، من بينها الإمارات، السعودية، قطر، بريطانيا، أمريكا، فرنسا، تركيا، أذريبجان، مصر، فلسطين، لبنان، العراق، السودان، الهند. وحول فلسفة هذه الدورة صرح الأستاذ هشام المظلوم مدير إدارة الفنون أن المهرجان يتجه لتحقيق التوازن بين فنون راسخة أكدت جدارتها من خلال الطرح الأصيل المستند في جانبه الأكبر على أسس وجماليات ضابطة، وفنون أخرى تبدو في هيئة معاصرة كونها تطرح جملة من المفاهيم الآنية اعتماداً على قدراتها في استلهام معطيات الفنون الإسلامية، بإعادة صوغها عبر تقنيات ووسائط تمتاز بالابتكارية والروح العصرية، التي تتسيدها تكنولوجيا رقمية، أتاحت لكثير من الفنانين مساحات شاسعة لتقديم أعمال بصرية ناجزة وقادرة على إثارة الدهشة وشحذ المخيلة الجمعية. الندوة الفكرية: كما ذكر أن هذه الدورة ستحتضن خلال أيام 16، 17، 18 ديسمبر 2012 بمتحف الشارقة للحضارة الإسلامية ندوة فكرية بعنوان (الصيغ المتجددة في الفن الإسلامي المعاصر) يشارك بها نخبة من المفكرين ونقاد الفن والباحثين العرب هم د. أحمد رجب صقر (مصر)، د. الحبيب بيدة (تونس)، د. عاصم فرمان (العراق)، الناقد عبد الرحمن السليمان (السعودية)، د. عبد الكريم السيد (فلسطين)، د. محمد أبو سبيب (السودان)، الباحث محمد مهدي حميدة (مصر)، د. نصار منصور (الأردن)، وسوف تتناول الندوة مجموعة من المحاور الهامة منها: مفهوم المعاصرة بالتطبيق على نتاجات الفن الإسلامي في العقدين الأخيرين. تحولات الفنون الإسلامية في الزمان والمكان، أبرز الفنانين المشتغلين بالفن الإسلامي المعاصر، الفلسفات والفكر المرتبط بالمنجز المعاصر للفن الإسلامي. تاريخ موجز للمهرجان انطلق مهرجان الفنون الإسلامية قبل 15 عاما بدعم ورعاية صاحب السمو حاكم الشارقة في سبيله للنهوض بالفنون الإسلامية ومبدعيها، وقد ارتكز المهرجان في دوراته الأولى على معرض (المرئي والمسموع) الذي خصص لنتاجات الفنانين المحليين، إلى أن تطور لاحقاً باستضافة المعارض الدولية الكبرى، وتخصيص مجموعة من الشعارات الفنية لبعض الدورات التي عقدت مطلع العقد الثاني من عمر المهرجان من أبرزها طريق الحرير، فلك الفسيفساء، نقش ونقش، منمنمات، وقد بات المهرجان من الفعاليات الدولية الكبرى والمتفردة على المستوى الدولي بتواصله من الإبداعات الراسخة ومراكبته للنتاجات الراهنة في هيئتها المعاصرة. ويحتفي المهرجان خلال دورتين قادمتين هما الدورة 16، 17 باختيار الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية، ومن المرجح أن تشهد فعاليات المهرجان تطوراً كبيراً، خاصة أنه سيفتتح فعاليات العاصمة الإسلامية في مطلع 2013 ويختتمها في نهاية العام ذاته ومطلع 2014م. أولاً: المعارض الدولية أما المعارض الدولية التي سيشتمل عليها المهرجان فهي: 1- أربع كلمات من الشرق للفنان رشاد أكبروف- أذربيجان وهو يبدع أعمالاً تركيبية مدهشة تفوق توقعات المشاهدين، حيث يقوم بجمع أشياء مختلفة أمام مصدر ضوء لتظهر بظلها على الحائط كلوحة جديدة تحمل من الإبهار والدهشة ما يكفل لها تميزها وفرادتها. بمعنى أنه ينتقل من المجسم إلى الشكل ذي البعدين، ومن الكتلة إلى التسطيح، ومن الألوان إلى حيث يشرق الضوء مؤلفاً موضوعاً آثراً في ثنايا الظلال، حيث تتشابك الأشياء مكونة مجموعة من العلاقات الخطية الجديدة. تخرج أكبروف من جامعة أذربيجان للفنون الجميلة في العام 2001، حيث تخصص في الفنون الزخرفية. كما شارك في بينالي فينيسيا ال 52 في العام 2007. 2- أسود و أحمر للفنان روح العالم تعلقدار من بريطانيا شغف روح العالم تعلقدار الذي ولد عام 1981 في بريطانيا ونشأ في كنف عائلة أصولها من بنغلاديش، بالفنون الإسلامية منذ طفولته خاصة الشعر والأدب إلى جانب الزخارف والخط. وبعد دراسته لفن التصميم والرسم التصويري، بدأ باستخدام مختلف وسائط الفنون البصرية الحديثة في مشاريعه من فن الفيديو إلى التصوير الفوتوغرافي والخط العربي. ودفعه حبه للفنون الإسلامية للسفر إلى مصر، وهناك درس الفنون العربية على مدى سنوات. وساعدته دراسته للتصميم والطبوغرافيا، للتعبير من خلال الحرف العربي عن ثقافة فنون الخط وما تحمله من عمق المعاني وحالات التأمل، بتصاميم فنية معاصرة مستخدماً فيها التقنية الرقمية، ومعبراً من خلال أعماله عن السلام والحب، وبالتالي دفع المشاهدين على مختلف مشاربهم إلى التفكير والتأمل في حياتهم. ويحسب لروح العالم الذي يدرس حالياً اللغة العربية والخط، تأسيسه لمشروع (الذكر المنظور) عام 2003، الذي يساهم في تطوير حركة الفن الإسلامي بين الفنانين من مختلف بلدان العالم. وكان أحدث ظهور له في الفيلم الوثائقي الذي أنتجته قناة ال BBC تحت عنوان (الفن الإسلامي الخفي). كما أسس الفنان استوديو خاصا به يقع في لندن تحت اسم (اجعلني أؤمن)، حيث يعمل في التصميم، و الإدارة الفنية، تصميم المواقع الإلكترونية، وتطوير التطبيقات والبرامج الإلكترونية، إلى جانب مشاركته في العديد من المعارض في بريطانيا وخارجها.