أعلن مسؤولو البرنامج الأميركي «الغذاء للمستقبل» أن الولاياتالمتحدة تجاوزت ما تعهَّده رئيسها باراك أوباما عام 2009، حول تقديم مبلغ 3.5 بليون دولار لدفع عجلة التنمية الزراعية قدماً في الدول ذات الدخل المنخفض. وقالت تجادا ماكينا، المسؤولة في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية التي تدير البرنامج، إن المبلغ المسدد ومقداره 3.8 بليون دولار، أفضى إلى تعزيز حلول دائمة لمشكلة الجوع عبر التنمية الزراعية، وتحسين التغذية، والتخفيف من حدّة النزاعات، وإرساء الحوكمة الرشيدة الضرورية لخفض مستوى الفقر. وشددت ماكينا على أن الرئيس أوباما أنشأ برنامج «الغذاء للمستقبل» في أعقاب تعهّد قادة العالم في قمة مجموعة الثماني في لاكويلا بإيطاليا عام 2009، زيادة الاستثمار في الأمن الغذائي. وحقق البرنامج خلال السنوات الثلاث الماضية خطوات واسعة في دفع عجلة البحوث الزراعية قدماً وتعزيز أحوال صغار المزارعين، خصوصاً النساء، ورفع مستوى الدعم المالي من القطاع الخاص في سبيل التخفيض المستدام لمستويات الجوع والفقر. وقال الممثل الخاص الموقت لوزارة الخارجية الأميركية لشؤون الأمن الغذائي العالمي، جوناثان شراير، أمام لجنة فرعية لمجلس الشيوخ الأميركي، إن هذا الالتزام «عزز الثقة بين صفوف المانحين الآخرين للوفاء بتعهداتهم المالية ومواصلة الدعم المالي القوي للأمن الغذائي العالمي». وأكد أن أربعة من الدول الثلاثة عشر التي قدمت تعهدات لتحقيق الأمن الغذائي في قمة الدول الثماني، وهي كندا وإيطاليا وهولندا وبريطانيا، دفعت التزاماتها كاملة بحلول أيار (مايو) الماضي. وأوضحت ماكينا أن برنامج «الغذاء للمستقبل» يساعد الدول التسعة عشر التي تشكل محور تركيز البرنامج في تطوير خطط على مدى سنوات للتنمية الزراعية القائمة على أساس الإجماع الشفاف والشامل. وشددت على أن البرنامج هو أول برنامج يربط بين جميع الجهود القومية للحكومة التي تستهدف الجوع العالمي. وخصصت إحدى الوكالات المنخرطة في جهود الأمن الغذائي، وهي مؤسسة تحدي الألفية، نصف صناديقها الاستثمارية لدعم الأمن الغذائي، ووفرت الإرشاد لعمليات تصميم حقوق امتلاك الأراضي وحقوق الملكية والبنية التحتية وبرامج التكامل بين الرجل والمرأة المنصوص عليها في برنامج «الغذاء للمستقبل». ولفتت ماكينا إلى أن وزارة الزراعة هي من بين الوكالات الأخرى العاملة مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في الأبحاث لمكافحة صدأ القمح والفطر السام الذي يشكل تهديداً رئيسياً للإنتاج العالمي من القمح. وأضافت أن «برنامج الغذاء للمستقبل» يدرب من خلال «برنامج بورلوغ لقيادة القرن الحادي والعشرين»، 2000 باحث زراعي، لتمكينهم من الاستفادة من الاختراقات العلمية والتكنولوجية وتعزيز الابتكار في قطاع الزراعة، كما يوفر البرنامج الإرشاد والتوجيه إلى 1000 باحث إضافي، ويقدم زمالات دراسية إلى 75 طالباً من طلاب درجتي الماجستير أو الدكتوراه في الدول النامية. وأكد ممثل خدمات الإغاثة الكاثوليكية لتنزانيا، كونور والش، ونائب رئيس منظمة «أوكسفام»، بول أوبراين، أمام اللجنة الفرعية، موافقة منظمتيهما على النهج الذي يتبعه برنامج «الغذاء للمستقبل». وأشارت ماكينا إلى أن البرنامج يشارك كثيراً من منظمات المجتمع المدني لتعزيز نجاحه، كما أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في أيلول (سبتمبر) أن تحالف «إنتر أكشين»، الذي يضم 200 منظمة غير حكومية أميركية، تعهّد تقديم بليون دولار على مدى ثلاث سنوات لتحسين الأمن الغذائي والتغذية حول العالم. وتعزز الولاياتالمتحدة شراكاتها مع قطاع الأعمال في هذا الصدد. ولفتت ماكينا إلى أن التحالف الجديد للأمن الغذائي والتغذية، الذي أنشأته مجموعة الدول الثماني في أيار، حصل على تعهدات من 70 شركة عالمية وأفريقية بتقديم مبلغ 3.5 بليون دولار لتوسيع الأعمال ذات الصلة بالزراعة في أفريقيا. وتابعت أن القطاع الخاص يفرز الاستثمارات الضرورية والتكنولوجيا التي تحتاج إليها البلدان والمجتمعات الأهلية والمواطنون لخلق فرص جديدة لشركات الأعمال الجديدة، ولإنشاء مُزارع أقوى وأسواق زراعية أكثر حيوية، ستساعد في بناء قدرة صمود ونهوض المجتمعات الأهلية في المدى الطويل، كي تتمكن من التكيّف والتعافي الاقتصادي من الصدمات والضغوط.