واشنطن – «نشرة واشنطن» – أشار الخبيران الأميركيان المتخصصان في التنمية الزراعية جوناثان شراير من وزارة الخارجية وغريغ غوتليب من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، إلى أن «برنامج إطعام البشرية في المستقبل»، الهادف إلى زيادة الإنتاج الزراعي، ورفع مستويات المداخيل الريفية وتحسين التغذية في البلدان النامية، مستمر «في تحقيق التقدم». يستثمر هذا البرنامج الممول من الحكومة الأميركية في بلدان وضعت مخططات لإنتاج كمية أكبر من الأغذية، وتحسين تغذية مواطنيها، ورفع مستويات المداخيل الريفية، وإيجاد أسواق قوية. واعتبر شراير وغوتليب، أن الأمن الغذائي أو تأمين إمداد ثابت يمكن الوصول إليه من الأغذية، يشكل «تحدياً للبلدان التي تحتاج إلى مساعدة، وكذلك للمانحين الدوليين». وأعلنا أن «سدس سكان العالم يعانون من الجوع المزمن، ويقضي سوء التغذية على حياة ملايين الأطفال سنوياً، كما يحتاج 13.3 مليون شخص في القرن الأفريقي إلى مساعدات طارئة بسبب التغيرات الحادة في المناخ». وأوضح شراير، أن «الناس في المنطقة بدأوا يظهرون قدرات قيادية قوية في معالجة المشكلة»، لافتاً إلى أن الحكومة الكينية «استضافت اجتماعاً لقيادات المنطقة لمناقشة الحلول على المديين المتوسط والطويل لحالات النقص في المواد الغذائية لديها في السنوات الأخيرة». وأعلن أن إحدى الخصائص الرئيسة لبرنامج إطعام البشرية في المستقبل البالغة قيمته 3.5 بليون دولار، تتمثل في «العمل مع قطاعات المجتمع في البلدان العشرين المستهدفة لتخطيط استراتيجيات لسنوات عدة لتحقيق النمو الزراعي المستدام ومستويات متزايدة من التغذية، خصوصاً للأمهات ولأطفالهن». كما «يعمل المانحون بالشراكة مع مستثمرين من القطاع الخاص». وأكد غوتليب، «العمل مع شركات إنتاج الأسمدة والبذور للتأكد من أنها إذا استثمرت، يمكننا مشاركتها في ذلك لتحقيق النتائج الطويلة الأمد لإمداد المزارعين بالمواد التي يحتاجون إليها». وأشار إلى مثال الشراكة الثلاثية الطرف، التي أُعلنت في أيلول (سبتمبر) الماضي، بين الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ومؤسسة «بيبسيكو»، وبرنامج الأممالمتحدة للغذاء العالمي، من أجل زيادة إنتاج الحمّص وتحسين المكاسب الغذائية الطويلة الأمد والأمن الغذائي في إثيوبيا، أكبر بلد منتج للحمّص في أفريقيا. ولفت غوتليب، العامل في برنامج الأمن الغذائي لدى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، إلى أن إحدى الخصائص الأخرى لبرنامج إطعام البشرية في المستقبل «تتمثل في دعم مزيد من الأبحاث لتطوير بذور أفضل للمحاصيل التي يمكن أن تقاوم الجفاف، والحرارة الشديدة والفيضانات والأمراض، مثل مرض صدأ ساق القمح الذي انتشر من شرق أفريقيا إلى الشرق الأوسط». وشدد شراير على أن التعديل الوراثي، «يشكل أحد الأساليب التقنية لتطوير بذور محسنة خلال وقت أقصر بكثير مما لو هُجّنت البذور وفق الطريقة التقليدية، كما تحتاج روابط النقل أيضاً إلى رفع مستواها كي يتمكن المزارعون ومربو المواشي من إيصال إنتاجهم إلى الأسواق». ويهدف «برنامج إطعام البشرية في المستقبل» أيضاً، إلى نقل المهارات الحديثة إلى المزارعين وتحديداً إلى النساء المنتجات، من خلال تقديم خدمات أفضل وأكثر انتشاراً في مجال المشورة الزراعية. وأكد غوتليب، أن المرأة «تنتج قدراً كبيراً جداً من الغذاء في العالم».