واشنطن - نشرة واشنطن - دعا جدول أعمال التنمية الذي وضعه قادة مجموعة الدول العشرين في اجتماعهم الأخير في سيول، الدول الأعضاء لمساعدة بلدان في العالم، على خفض اعتمادها على المساعدات الخارجية بتفعيل الاستثمارات الأجنبية والرساميل المحلية لتشجيع النمو الاقتصادي المستدام. ويهدف صندوق مستحدث يحمل اسم «برنامج الزراعة العالمية والأمن الغذائي»، إلى تحسين الأمن الغذائي العالمي كأداة لتحقيق هذا الهدف، وأعلن الشركاء فيه أن إثيوبيا ومنغوليا والنيجر «ستتلقى ثاني أكبر هبة قيمتها 97 مليون دولار. وستساعد هذه الهبات كلاً من هذه الدول على دعم الأمن الغذائي وزيادة مداخيل سكان الأرياف وخفض الفقر، من خلال تمكين المزارعين الصغار من زراعة محاصيل أكثر وجني دخل أكبر». وتقدمت 20 دولة نامية من أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية بطلبات للحصول على حصص من مجموعة الهبات الثانية التي يقدمها الصندوق والبالغة بليون دولار. وأوضح وزير المال الأميركي تموثي غايتنر، أن هذه الهبات «تعكس وعود برنامج الزراعة العالمية والأمن الغذائي، لأن هذه الاستثمارات ستحسّن الوصول إلى بذور زراعية وتربة أفضل جودة، وعلى إنشاء بنية تحتية في الأرياف، وربط المزارعين بأسواق منتجاتهم». وحضّ دول المجموعة على «الانضمام إلينا في هذا الجهد». ويذكر أن برنامج الزراعة العالمية والأمن الغذائي، الذي أطلق في نيسان (أبريل) الماضي، تسانده الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية وإسبانيا ومؤسسة «بيل ومليندا غيتس» الخيرية، وانضمت إليه أخيراً أستراليا بمساهمة بلغت 50 مليون دولار. ولفتت وزارة المال الأميركية، الى أن الصندوق «يمثل جهداً عالمياً لإحياء القطاعات الزراعية في بلدان فقيرة، ما يُعتبر عنصراً أساسياً في مبادرة الرئيس الأميركي باراك أوباما لتعزيز الأمن الغذاء على صعيد عالمي». وخُصّص مبلغ 321 مليون دولار في الأشهر الستة الأولى من عمر الصندوق لدعم ثماني دول. وأعلن بيل غيتس، أن مجموعة الدول العشرين «تعهدت تقديم 22 بليون دولار العام الماضي، لتدارك الإهمال اللاحق بالمزارعين الصغار في العالم النامي على مدى عقود من الزمن. وآن الأوان لمتابعة العمل على هذه الوعود». واعتبر أن «الطلب الكبير على هذا الصندوق يثبت طريقته الذكية والفاعلة لدعم البلدان التي تخصص أولوية لقطاعاتها الزراعية، ومساعدة أسر المزارعين كي تكون أكثر إنتاجية وتزيد من أرباحها، وسيكون لذلك أثر كبير في الجوع والفقر». وأشار وزير المال الكوري الجنوبية يون جينغ هيون، إلى التزام بلاده «العمل مع دول نامية لتعزيز قطاعاتها الزراعية، وتزامناً مع اجتماع بلدان مجموعة العشرين في سيول هذا الأسبوع، ترسل هذه الهبات إشارة تعبّر عن عزمنا الوفاء بالتزاماتنا بإنهاء الجوع المزمن». وأوضح أن برنامج الزراعة العالمية والأمن الغذائي هو «شريك حاسم للدول النامية»، داعياً الدول الجديدة المانحة ضمن المجموعة إلى «المساهمة في هذا الصندوق». وحصلت إثيوبيا على هبة بقيمة 51.5 مليون دولار، لدعم زيادة الإنتاجية الزراعية والحد من انحطاط التربة وتآكلها. وسيساعد الصندوق على تسريع وتيرة التسويق الزراعي والتنمية الزراعية - الصناعية وتحسين التغذية والأمن الغذائي، وحماية عائلات معرضة لأخطار الكوارث الطبيعية. وحازت النيجر على هبة قيمتها 33 مليون دولار، لتمويل إنشاء بنية تحتية جديدة خاصة بالري واستغلال موارد المياه الرامية إلى تحسين إنتاجية المحاصيل. ومنح الصندوق منغوليا مبلغ 12.5 مليون دولار، يُخصص لربط المزارعين بأسواق منتجاتهم وزيادة إنتاجية قطعان الماشية وتحسين نوعيتها، وتوفير مساعدات فنية ما سيسهل على الرعاة تسويق مواشيهم. يُذكر أن الزيادة المفاجئة في أسعار الأغذية عام 2008، أوقعت 100 مليون نسمة في براثن الفقر، وكان 850 مليون نسمة يعانون قبل قفزة أسعار الغذاء من سوء تغذية مزمنة. ويسعى البرنامج، في ضوء عدم وضوح اتجاه أسعار الغذاء في المستقبل، إلى تحسين وضع الأمن الغذائي وتقليص الفقر من خلال تمويل القطاعات الزراعية في بلدان متدنية المداخيل.