واشنطن - «نشرة واشنطن» - أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن مبادرة للبحوث الزراعية تخليداً لذكرى نورمان بورلوغ، العالم الأميركي الذي أدت بحوثه إلى إنتاج نوعية من القمح تدرّ محصولاً كبيراً وتستطيع مقاومة الأمراض ما أفضى إلى ثورة خضراء في الستينات والسبعينات من القرن العشرين. ووصفت المبادرة بأنها «سترعى تحسين الإنتاج الزراعي والتغذية والدخل بالنسبة إلى الأسر عالمياً». وستستخدم المبادرة موارد وزارة الزراعة الأميركية و «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» في معالجة المشاكل التي يواجهها أصحاب الحيازات الصغيرة من المزارعين عالمياً. وقالت كلينتون إن المبادرة ستكون جزءاً من برنامج الحكومة الأميركية «الغذاء من أجل المستقبل» وجهودها الرامية إلى تأمين الغذاء في الدول النامية، عبر مساعدة القطاع الزراعي فيها. وأفاد وزير الزراعة الأميركي توم فلساك بأن المبادرة جاءت في وقت يزيد عدد من يعانون من الجوع المزمن عالمياً على بليون شخص، وهي أيضاً طريقة ملائمة لتكريم ذكرى بورلوغ، الذي أظهرت جهوده القدرة الفائقة للابتكار والبحث العلمي في القضاء على الجوع في العالم كله. وتابعت كلينتون أن حكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما طلبت من الكونغرس الموافقة على زيادة تمويل دعم البحوث الزراعية الدولية بنسبة تقارب 50 في المئة في السنة المالية 2011. وكان مدير «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» راجيف شاه حاضراً عند الإعلان عن المبادرة والإعلان عن الفائزين بجوائز «مسابقة الغذاء العالمي لعام 2010»، وقال إنه أثناء الاجتماع الإقليمي الذي حضره في السنغال، طلبت الحكومات الأفريقية مواصلة الاستثمار في الأدوات والتقنيات الزراعية وزيادة الاستثمار في البحوث. وأضاف: «إننا نستجيب مطالبهم بمضاعفة جهودنا في مكافحة الفقر والجوع عبر البحث العلمي والابتكار». واستشهدت كلينتون بمثال من شرق أفريقيا، حيث يدمر الجفاف كل بضع سنوات كميات كبيرة من محصول الذرة، ما يضر بعلف الماشية على المستوى الإقليمي. وأشارت إلى أن الولاياتالمتحدة تقدم حالياً الدعم للعلماء ومؤسسات البحوث في كينيا وأوغندا، الذين يطورون نوعيات مختلفة من الذرة تستطيع النمو في حالات ندرة المياه أو الأمطار، ستساعد أربعة ملايين شخص على تفادي الفقر وستزيد دخل المزارعين بنصف بليون دولار سنوياً. ويختبر الباحثون في هاتين الدولتين نوعيات جديدة من البذور التي طُورت لتتكيف مع الظروف المحلية للزراعة، وهم يتواصلون لإشراك المزارعين من زامبيا وموزمبيق وتنزانيا. ولفتت كلينتون الأنظار إلى قصص نجاح أخرى تتمثل في البحوث التي تجريها «جامعة كاليفورنيا - ديفيز» و«معهد رايس الدولي للبحوث» في الفيليبين. فهاتان المؤسستان تتعاونان لتطوير سلالات جديدة من الرز المقاوم للفيضانات. وستتضمن المبادرة بحوثاً عن الماشية والأمراض التي تصيبها، مثل حمى الساحل الشرقي، التي تتسبب في مقتل مليون رأس من الماشية سنوياً في أفريقيا، كما تتضمن تحسين تقنيات غير مكلفة، كالزراعة من دون فلاحة أو حرث التي تحول دون تآكل التربة ويعتمدها آلاف المزارعين في آسيا بدعم من الولاياتالمتحدة، وبرنامج تدريبي للعلماء ومضاعفة التمويل لدعم المرأة الأفريقية العاملة في برامج البحوث الزراعية والتنمية.