واشنطن – «نشرة واشنطن» - تستثمر الحكومة الأميركية، يدعمها علماء أميركيون وشركات كبيرة، أموالها وطاقاتها للحد من الجوع والفقر العالميين بحلول عام 2015. وأبلغت مسؤولة في الخارجية الأميركية مكلّفة الإشراف على برنامج الغذاء من أجل المستقبل باتريشا هاسلاتش، لجنة في الكونغرس، أن تعهد الرئيس باراك أوباما تقديم مبلغ 3.5 بليون دولار في قمة مجموعة الثماني في لاكويلا في إيطاليا، لإنفاقها على التنمية الزراعية والأمن الغذائي حتى نهاية 2012، «حفّز جهات مانحة أخرى على تقديم مبلغ إضافي بقيمة 18.5 بليون دولار». وتشكل مبادرة الغذاء من أجل المستقبل، أداة حكومة أوباما لدعم هدف الأممالمتحدة المتمثل في خفض حالات الفقر والجوع إلى النصف بحلول عام 2015. واعتبرت هاسلاتش أن تعهدات قمة لاكويلا البالغة 22 بليون دولار، «يمكن أن تزيد في شكل ملحوظ مداخيل ما لا يقل عن 40 مليون فرد، بمن فيهم 13 مليوناً يعيشون في فقر مدقع ويقل دخلهم عن 1.25 دولار في اليوم». ورأت أن البرنامج «ليس مجرد مبادرة أميركية، بل مبادرة عالمية، وتعترف بلدان أخرى بأن من مصلحتها الجماعية معالجة أسباب الجوع والفقر». وأوضح ممثل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وليم غارفلينك في خلال جلسة لجنة الكونغرس، أن مبادرة الغذاء من أجل المستقبل ترمي إلى «إيجاد حلول تنموية طويلة الأجل تتجاوز إيصال معونات الغذاء وتسليمها لتخفيف المعاناة الحادة». وأكد ضرورة «معالجة الجوانب المتعددة للتغذية والوصول إلى الخدمات الصحية، وتحكم النساء بمداخيلهن، وتحسين الغذاء كمّاً ونوعاً، خصوصاً ما تتناوله النساء والأطفال». وأشار إلى أن المزارعين في أفريقيا الذين تشكل النساء غالبية المنتجين الصغار منهم، «محط تركيز شديد لبرنامج الغذاء من أجل المستقبل». وشدّد غارفلينك على أن هدف الأممالمتحدة خفض الفقر والجوع إلى النصف بحلول 2015، «سيكون صعب التحقيق، لأن 51 في المئة من الأفارقة يعيشون على دخل يقل عن 1.25 دولار في اليوم». ورأى أن هذا الخفض هو «7 في المئة قياساً إلى عام 1990 وهو بعيد جداً عن هدف تقليص عدد الذين يعيشون بدخل 1.25 دولار في اليوم إلى النصف». وأعلن رئيس مركز دونالد دانفورث للعلوم النباتية في سانت لويس وليم دانفورث، أن «ما يحقق تقدماً علمياً ويقود إلى إنتاج مزيد من الغذاء مع استهلاك أقل لكميات المياه ومساحات الأراضي والطاقة، يفيد البرنامج». وأكد المدير في شركة «مونسانتو» الزراعية والمطوِّرة للتكنولوجيا البيولوجية جيرالد ستاينر، التزامه دعم مبادرة الغذاء من أجل المستقبل، و «سنساعد مزارعين على مضاعفة المحاصيل الأساسية من ذرة وقطن وفول الصويا خلال الأعوام 2000 -2030». وأشار إلى أن الشركة «ستتبرع بتكنولوجيتها الإحيائية، وهي سلالة ذرة بيضاء مقاومة للجفاف، ومعارف في تسريع تنمية المزروعات، وستنتج أصناف ذرة بيضاء جديدة تزيد محاصيلها 20 إلى 35 في المئة خلال فترات جفاف معتدل، ما يساهم في كبح الجوع».