وصلت ذيول فضيحة الخيانة الزوجية لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) المستقيل الجنرال ديفيد بترايوس، إلى أفغانستان لتطاول قائد قوات الحلف الأطلسي (ناتو) الجنرال الأميركي جون آلن الذي جمدت ترقيته أمس، بعد العثور على نحو 30 ألف رسالة إلكترونية، بعضها «حار» بينه وبين جيل كيلي، المرأة اللبنانية الأصل (من عائلة خوّام) التي طالبت مكتب التحقيقات الفيديرالي (إف بي آي) بالتدقيق في مصدر رسائل تلقتها وتضمنت تهديدات، وقادت إلى بترايوس وعشيقته السابقة بولا برودويل. وفي ما يشبه مسلسلات الدراما الواقعية التي تجذب الأميركيين، حلت أحدث حلقات الفضيحة أمس، في عقر دار النخبة العسكرية الأميركية مع بروز اسم الجنرال آلن بين الخيوط النسائية المحيطة بفضيحة بترايوس، من خلال رسائله إلكترونية تبادلها مع كيلي. وحتم ذلك تجميد الرئيس الأميركي باراك أوباما قرار تعيينه قائداً أعلى لقوات الحلف الأطلسي، في انتظار نتائج التحقيق في الفضيحة. واستمرت التحقيقات على مدار الساعات الماضية مع تفتيش فريق من «إف بي آي» منزل برودويل في نورث كارولاينا، حيث تقيم مع زوجها سكوت وولديها. وصادر المحققون أجهزة كومبيوتر وملفات من المنزل، من أجل التحقيق في مضمونها واستكشاف ما إذا كانت برودويل، وهي مؤلفة السيرة الذاتية لبترايوس، تملك معلومات سرية عن «سي آي أي». وجمعت برودويل وبترايوس علاقة عاطفية امتدت منذ تسلمه منصب مدير «سي آي أي» في أيلول (سبتمبر) 2011 وحتى منتصف الصيف الماضي. وتواصلا بطريقة سرية للغاية، إذ دخل كل منهما إلى الحساب الإلكتروني ذاته لقراءة مسودات الرسائل بدلاً من إرسالها وتعقبها عبر الشبكات. ويبدو أن برودويل التي عينت محامياً رفيع المستوى أمس في حال ملاحقتها، شعرت بالغيرة من كيلي التي تعمل في قاعدة عسكرية في فلوريدا وتجمعها صداقة مع عائلة بترايوس، فأرسلت من خلال حساب مزور، تهديدات إلكترونية إلى حساب كيلي، وطالبتها بالكف عن ملاحقة الجنرال. وقدمت كيلي شكوى إلى «إف بي آي» عبر محقق تعرفه. وبعد إزاحة هذا المحقق عن القضية، نجح مكتب التحقيقات في الوصول إلى برودويل، ومنها إلى بترايوس واليوم إلى آلن من خلال تعقب الرسائل. وكشفت معلومات أن برودويل زارت مقر «سي آي أي» مرتين، مع تأكيد بترايوس أنه لم يمنحها معلومات سرية. لكن «إف بي آي» تحقق في إمكان حصولها على وثائق من هذا النوع، خصوصاً بعد زعمها في محاضرة في كولورادو أن اعتداء بنغازي جاء رداً على اعتقال «سي آي أي» عناصر من ميليشيات ليبية، وهي معلومة غير مؤكدة وغير متداولة في الإعلام الأميركي. أما كيلي فقد تطيح رسائلها المستقبل المهني للجنرال آلن، في حال قيامهما بعلاقة خارج الزواج، ما يخالف المادة 134 من قانون الجيش الأميركي، وهو أمر قد يجبر آلن على الاستقالة. وأفادت تقارير إعلامية بأن «كيلي من أصول لبنانية، وأن والديها جون ومارسيل خوام هاجرا إلى الولاياتالمتحدة في السبعينات من القرن الماضي، واستقرا في مدينة فيلادلفيا. لكن كيلي انتقلت بعد زواجها بالجراح سكوت كيلي للعيش في فلوريدا. سياسياً، زادت الفضيحة من هموم أوباما بعد أسبوع من إعادة انتخابه. وهو يعمل على إيجاد خلف لبترايوس في «سي آي أي»، حيث يتصدر جون برينان، نائب مستشار الأمن القومي، لائحة الأسماء المرشحة لهذا المنصب.