في بناية متهالكة وقديمة في جنوبالرياض تسكن أم علي (35 عاماً) في وسط بيئة امتزجت فيها الحاجة والمرض، حيث لا تجد قوت يومها إلا بصعوبة من صدقات المحسنين وأهل الخير. بدأت معاناتها بعد طلاقها من زوجها، تاركاً لها ثلاثة من الأطفال وأشقاء معوقين. تقول أم علي: «طلقني زوجي وتزوج بأخرى وانقطع بشكل تام عن الصرف على أطفاله، ولا يسأل عنهم نهائياً، وبعد مرور أشهر طويلة يرسل مبلغاً لا يسد رمق أطفالي في ظل ارتفاع الأسعار، متناسياً مسؤوليته تجاههم حتى في مصاريف علاج أبنائه، فبمجرد طلاقي منه أصبحت مهمشة من المجتمع ومن الحصول على أبسط حقوقي في العيش الكريم. وتضيف بمرارة: «نحن ثلاث أسر تسكن في منزل متهالك، وهو مكشوف من الأعلى ونحن معرضون للبرد في الأيام المقبلة»، مؤكدة أنها ذهبت إلى الكثير من الجمعيات الخيرية وأخذت بعض الأرزاق التي لا تكفي إلى نهاية الشهر لكثرة عددهم في المنزل المتواضع. وتوضح أم علي أنها تعبت كثيراً من التردد على الجمعيات وتريد أن ترتاح من هذا الهم الذي يحاصرها ليل نهار. ولا تخفي أنها وعائلتها المكونة من 20 شخصاً يعيشون على صدقات المحسنين وعلى راتب الضمان الذي لا يكفي. «الحياة» زارت أم علي في منزلها الشعبي المكشوف من الأعلى، الذي يفتقر لأبسط مقومات الحياة، علاوة على انتشار الفئران به، وتحاصرهم وتصيبهم بالفزع طوال اليوم، إضافةً إلى تعفن المكان الذي يعج بالجراثيم. ما يؤرق أم علي هو عدم تأمين المعيشة، فهي تنتظر مع كل شروق شمس يوم جديد صدقات المحسنين، التي لا تكاد تسد جوعها وأبنائها، على رغم مساعدة الضمان الاجتماعي لها، فهي لا تغطي إيجار المنزل. ولا تخفي أم علي رعبها الشديد هي وأطفالها في الليل، لأن المنزل غير مؤمن، فقد يتعرض للسرقة في أي لحظة، بسبب الأبواب الخشبية التي يمكن فتحها بسهولة، وهي تناشد أهل الخير في مد يد العون لها وإنقاذها وأطفالها من الجوع والخوف واليتم.