لم تكد أم خالد تُلملم أحزانها إثر فراق ابنها قبل نحو عام، حتى تفاجأت بأمراض عدة، لتضيف على الوضع المالي السيئ الذي تعيشه مع بناتها المطلقات والأرامل والمعلقات، خطراً يهدد حياتهم، بخاصة أنهم يسكنون بجوار عمالة، فلم تستطع مقاومة الحياة وحدها، ما جعلها تعيش في دوامة وحيرة. تقول أم خالد ل«الحياة»: «أستلمُ من الضمان الاجتماعي 800 ريال لا تكفي مصاريفنا، بخاصة أن لدينا سبعة أطفال، وتصرف لنا مكافأة من إحدى الجمعيات الخيرية قدرها 500 ريال»، لافتةً إلى أن المنزل يفتقر إلى أبسط متطلبات الحياة. وتضيف: «تكالبت الظروف الصعبة والحياة المعقدة بعد وفاة ابني، فلا مُعيل لي بعد الله إلا المحسن، لكن الصدقة لا تدوم وتتقطع بين الحين والآخر»، مؤكدة أنها مهددة بالخروج من المنزل في أية لحظة. تحاول عبثاً المسنة المعوزة كبح جماح دموعها، لكنها تفشل، «أخاف ولا أستطيع النوم إذا تذكرت أن صاحب المنزل يهدد بطردنا، فنحن لم نتحمل حرارة الصيف في داخل المنزل، فكيف إذا طردنا في الشارع؟». وتضيف: «أقسم أنني أفكر في الجلوس على طريق المارة للتسول»، لافتة إلى أنها أجهدت نفسياً وجسدياً من استمرار الوضع، على رغم أنها حاولت كثيراً وطرقت جميع الأبواب للبحث عن حياة آمنة مستقرة، ولكن جميع محاولاتها باءت بالفشل. وتوضح المرأة المغلوبة على أمرها بأن فصل التيار الكهربائي عن منزلها يؤذيهم، بخاصة مع شدة الحر سيؤثر على صحتها وصحة أبنائها، مستدركة: «تبرع أحد الجيران بإيصال الكهرباء وسداد الفاتورة أكثر من مرة، ولظروفه المالية الصعبة التي يمر بها لم يستطع تقديم المزيد من العون». وتناشد أم خالد فاعلي الخير مساعدتها في تحسين وضعها المادي، وتوفير بيت لها، «الحصول على منزل ملك هو أهم الأمور لديّ حالياً، فهو سيبعد شبح التشرد الذي يقلقني دائماً».