بين قسوة زمن العيش وألم فراق أعز ما تملك والديها وسندها بعد الله سبحانه وتعالى وألم مرض ابنها، إضافة إلى هجر زوجها لها ومن ثم تطليقها، وصلت «أم فارس» إلى مكتب « المدينة» وهي تحمل ابنها المصاب بالسرطان على أكتافها لتحكي معاناتها التي تدمي القلب ويندى لها جبين إنسانية المجتمع، حيث تقول: تكالبت علي ظروف الحياة فقد توفي والدي قبل عام وبعدها والدتي بعدة أشهر وليس لدي أخوة ولم يكونا يملكان من حطام الدنيا شيئاً ولا أملك شهادات دراسية، وتضيف بعدها هجرني زوجي لأكثر من سنتين عندما كنت في أشد الحاجة إليه وترك لي ابنا مصابا بسرطان الدم وأراجع بشكل مستمر في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض وعندما طلبت من أحد أقربائه التدخل نظراً لأن صاحب المنزل يطالب بمستحقاته المتأخرة، قام بالتواصل معه على مضض حيث أنه كان لا يرغب بالتدخل وأخبرني بعدها بأن زوجي قام بتطليقي وسوف يقوم بإحضار صك الطلاق بعد إنهاء الإجراءات في أقرب وقت وبالفعل بعد أسبوعين وصلني صك الطلاق وأخبرت صاحب المنزل بعدم قدرتي على دفع الإيجار لأنني لا أملك الطعام لسد رمقنا فكيف بإيجار المنزل فطلب مني الخروج وأمهلني مدة «10» أيام ، وتضيف «أم فارس» لقد ضاقت بي الدنيا أنا وابني فارس البالغ من العمر «9» سنوات، حيث أنني حاولت البحث عن عمل في أي مكان ولكن ظروف ابني المرضية حالت دون ذلك، وتقول «أم فارس»: انتهت المدة الممنوحة لنا من قبل صاحب المنزل فأخذت بعض حاجياتي المهمة وخرجت أمام باب المنزل أنا وابني فشاهدني أبناء جارتنا وأخبروها بوضعنا فعطفت علينا بالرغم من فقرها وسكنها في منزل شعبي هي وأبنائها إلا أنها أصرت على البقاء معهم ومقاسمتها لقمة العيش إلى أن يأتي فرج الله سبحانه وتعالى وتضيف وجهتني جارتي إلى الضمان الاجتماعي وأعطتني مبلغ إيجار سيارة الأجرة للوصول للضمان، والآن ولله الحمد يتم صرف «850» ريالا وهي لاتكفي للسكن في منزل أو حتى الطعام والشراب ورعاية ابني لأكثر من «10» أيام، وتقول «أم فارس» كل ما أتمناه من أهل الخير أن أجد منزلًا ولو غرفة واحدة وأن أسد رمقي ورمق ابني المريض، حيث أنني أثقلت على جارتي وأبنائها وأشهد الله سبحانه وتعالى أنني أدعو لها ولكل محسن بظهر الغيب.