في تطور قد يفسح في المجال امام «اندماج» في اللعبة السياسية يضع حداً للتمرد في افغانستان، أعلن رئيس اللجنة الانتخابية الأفغانية فاضل احمد مناوي أمس، ان اعضاء حركة «طالبان» وباقي الجماعات المسلحة سيستطيعون الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 5 نيسان (ابريل) 2014، والإدلاء بأصواتهم فيها. وقال مناوي: «انني مستعد للإفساح في المجال امام الجماعات المعارضة المسلحة سواء كانت طالبان او الحزب الاسلامي للمشاركة في الاقتراع بصفتهم مرشحين او ناخبين». وأكد انه «لن يحصل تمييز في هذه الانتخابات الحاسمة لاستقرار افغانستان»، علماً ان «طالبان» لم تشارك في الانتخابات الرئاسية hgعام 2009، وهاجمت مراكز اقتراع لمنع الناخبين من التصويت. وقررت اللجنة الانتخابية تسلم الترشيحات بين 16 ايلول (سبتمبر) وتشرين الاول (اكتوبر) 2013، تمهيداً للتحقق من ملفات المرشحين ونشر لائحة اولية في 19 تشرين الاول، ثم لائحة نهائية في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام المقبل. والملاحظ ان هذا الاعلان يأتي في اعقاب بيان اصدره زعيم «طالبان» الملا محمد عمر، أكد فيه حرص الحركة على ان تتشكل حكومة تمثل كل مكونات الشعب الافغاني، مشدداً على وجوب عدم الاستئثار بالسلطة. كما يأتي الاعلان بعد ابداء «الحزب الاسلامي» (ثاني اكبر حركة تمرد في افغانستان) استعداده لبدء مفاوضات سلام مع حكومة الرئيس حميد كارزاي. على صعيد آخر، قتل 17 مدنياً على الاقل في 3 انفجارات جنوبافغانستان. ودمرت عبوة شاحنة مدنية وتسببت في سقوط 10 قتلى داخلها، بينهم 7 نساء و3 اطفال، وجرح 6 آخرين، فيما انفجرت ثانية بعد ساعات، ما ادى الى مقتل رجل يستقل دراجة نارية وجرح 4 آخرين من عائلته. اما القنبلة الثالثة اليدوية فأدت الى مقتل 6 مدنيين على متن باص في ولاية قندهار (جنوب). من جهة أخرى، لمّحت رئيسة الوزراء الأسترالية جوليا غيلارد الى إمكان إرسال مزيد من قوات بلادها الى افغانستان، من اجل تنفيذ انسحاب منظم للقوات الأجنبية من البلاد، ونقل مسؤوليات الأمن إلى القوات الحكومية. وقالت غيلارد للبرلمان الأسترالي في الحديث السنوي للحكومة عن الحرب في افغانستان: «مع بدء تخطيطنا للمراحل الأخيرة، يرجح أن نلمح حاجة إلى توفير عناصر وموارد إضافية لإنجازها، علماً اننا نتمسك باستكمال عملية نقل مسؤولية الأمن للقوات الحكومية في اوروزجان بحلول نهاية 2013، والاطلاع بدور استشاري بعدها». لكنها شددت على أن هذا لا يعني نهاية العمليات القتالية للجنود الأستراليين، «إذ ستواصل فرق العمليات الخاصة عملها ضد التمرد، وستحتفظ الوحدات الاستشارية بقدرة الاستعداد للقتال». وتابعت: «نعلم ان طالبان ستختبر القوات الأفغانية بعد تسلمها القيادة في 2013، وان قرى لن تنعم بسلام أو تخلو من التمرد».