كابول، قندهار، لندن - أ ف ب، رويترز – وزعت حركة «طالبان» منشورات تضمنت تهديداً للمرة الاولى بمهاجمة مراكز التصويت مباشرة اثناء الانتخابات الرئاسية ومجالس الولايات المقررة الخميس المقبل. وأكد الناطق باسم الحركة يوسف احمدي التهديدات المدرجة في منشورات الصقت ووزعت في قرى جنوبية. وطالبت الحركة في المنشورات السكان ب «عدم المشاركة في الانتخابات لئلا يقعوا ضحية عملياتنا لأننا سنستخدم تكتيكات جديدة». وقال يوسف احمدي: «سنستخدم تكتيكات جديدة تستهدف مراكز التصويت. وكل من سيصاب في مراكز التصويت وحولها سيكون مسؤولاً عن ذلك لانه ابلغ مسبقاً». وأضاف: «سنسرع نشاطاتنا عشية الانتخابات وفي اليوم الذي تنظم فيه»، موضحاً ان قادة «طالبان» كلفوا بأمر الشعب بمقاطعة الاقتراع. وكانت «طالبان» درجت على الدعوة الى مقاطعة الانتخابات من دون التهديد بهجمات على مراكز التصويت. كما درجت على دعوت الافغان الى حمل السلاح ضد «الغزاة» الاجانب، اي القوات الدولية التي اطاحت نظام الحركة اواخر 2001. ويبلغ قوام هذه القوات اليوم مئة الف عنصر وهي مكلفة مع القوات الافغانية السهر على ضمان امن الانتخابات. وأكدت رسالة التهديد ان الناخبين سيعتبرون بمثابة اعداء الاسلام بصفتهم حلفاء للحكومة الافغانية والقوات الاجنبية. وأوضح الناطق ان هذه الرسائل موقعة من قادة محليين في ولايات عديدة اخرى في جنوب البلاد، مؤكداً ان مقاتلي «طالبان سيستهدفون مراكز التصويت في كل انحاء البلاد». وقال احمد شاه وهو من سكان ولاية زابل (جنوب): «رأيت مثل هذه التحذيرات. فهي تقول ان مراكز التصويت ستستهدف وان على الناس الا يتوجهوا اليها». كذلك وزعت رسائل تهديد مماثلة في خوست (جنوب شرقي). وقال قاضي علم مياخيل المرشح الى انتخابات مجالس الولايات في المدينة التي تعرضت للعديد من هجمات المتمردين في الاشهر الستة الاخيرة: «هناك ايضاً تهديدات لأناس سيتوجهون الى مراكز التصويت وتهديدات بالقتل». ويأتي هذا الاعلان غداة هجوم انتحاري تبنته «طالبان» امام المقر العام لقوات الحلف الاطلسي وسط التدابير الامنية المشددة للقوات الدولية في كابول. واثبت الهجوم الذي اوقع سبعة قتلى من المدنيين على الاقل و91 جريحاً ان بأمكان المتمردين الضرب في اي مكان قبل خمسة ايام من الانتخابات. وشكلت تهديدات «طالبان» نفياً لما اعلنه الجمعة احمد والي كارزاي شقيق الرئيس حميد كارزاي ان قادة الحركة في جنوب البلاد وافقوا على عدم شن هجمات تهدد امن الافغان اثناء الانتخابات في 20 آب (اغسطس) الجاري. وكان الرئيس كارزاي المرجح فوزه في الانتخابات وحلفاؤه الغربيون دعوا مرات عدة «طالبان» الى محادثات سلام. لكن الحركة رفضت على الدوام، مشترطة انسحاب القوات الاجنبية من البلاد. وكلما اقتربت الانتخابات الرئاسية الافغانية ازدادت تساؤلات المراقبين حول صدقيتها ذلك ان حرية الاقتراع والمشاركة، مهددة بأعمال العنف وخيبة امل الشعب والضغوط والمناورات في الكواليس والتزوير. وبلغت اعمال العنف خلال الاشهر الاخيرة مستويات غير مسبوقة في افغانستان منذ اطاحة نظام «طالبان» وقد يدفع ذلك بالعديد من الافغان الخميس المقبل الى الامتناع عن التصويت في الانتخابات الرئاسية ومجالس الولايات. وزاد الاعتداء الانتحاري امام مقر «الاطلسي» من شدة هذا الخوف موجهاً نكسة حقيقية لحكومة الرئيس المنتهية ولايته وحلفائه الغربيين الذين وعدوا ببذل كل ما هو ممكن من اجل ارساء الامن خلال الحملة الانتخابية والاقتراع. في لندن، اعلنت وزارة الدفاع البريطانية ان عدد العسكريين البريطانيين الذين قتلوا في افغانستان منذ الغزو الذي قادته اميركا عام 2001 ارتفع الى 200 السبت عندما توفي جندي في مستشفى بريطاني متأثراً بجروح أصيب بها في انفجار. وأصيب هذا الجندي وهو من الكتيبة الملكية الويلزية الثانية في انفجار وقع على جانب طريق يوم الخميس في ولاية هلمند في جنوبافغانستان ولفظ انفاسه الاخيرة في مستشفى وسط انكلترا. وقال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في بيان ان «موت العسكري البريطاني في افغانستان نبأ مفجع». وتنشر بريطانيا حوالى تسعة آلاف جندي في افغانستان.