استقر سعر خام القياس الأوروبي مزيج «برنت» فوق مستوى 112 دولاراً للبرميل أمس، لكنه ظل في طريقه لتسجيل ثالث انخفاض أسبوعي في خمسة أسابيع مع تراجع المخاوف المتعلقة بالإمدادات، إذ ينتظر استئناف العمل قريباً في أكبر حقل نفطي بريطاني. واستقر سعر «برنت» في عقود كانون الأول (ديسمبر) على 112.42 دولار للبرميل من دون تغيير في طريقه لتسجيل خسارة أسبوعية قرب اثنين في المئة. وهبط سعر الخام الأميركي في عقود كانون الأول تسعة سنتات إلى 92.01 دولار. وأعلنت منظمة «أوبك» أن سعر سلة خاماتها القياسية انخفض إلى 109.77 دولار للبرميل أول من أمس من 110.24 دولار في اليوم السابق. وأكدت شركة «نكسن» التي تدير حقل «بوزارد» في بحر الشمال، وهو أكبر حقول بريطانيا، أنها ستستأنف الإنتاج بعد غد ما يزيد إمدادات الخام ويقوّض أسعار عقود «برنت» الآجلة. إلى ذلك، أعلنت شركة «أو أم في» النمساوية للطاقة، أن إنتاجها ارتفع في الربع الثالث بفضل تحسن الإنتاج في اليمن بعد إصلاحات في حقول وخطوط أنابيب تضررت من هجمات متشددين رغم أنها لم ترسل أي شحنات من هناك. وأوضحت الشركة أن إنتاجها الإجمالي زاد واحداً في المئة إلى 309 آلاف برميل من المكافئ النفطي يومياً مدعوماً كذلك بزيادة الإنتاج من النمسا وتونس ما عوض تراجع الإنتاج من بريطانيا. غير أن كميات المبيعات تراجعت، إذ لم تشحن الشركة أي إمدادات من اليمن وشحنت أقل من إنتاجها في تونس وليبيا والذي تضرر من الثورة هناك. وهبط سهم «أو ام في» بنسبة 1.5 في المئة إلى 28.40 يورو مسجلاً أداءً اقل من أداء مؤشر القطاع الذي تراجع بنسبة 1.2 في المئة فقط. ويمكن أن ينتج اليمن سبعة آلاف برميل من المكافئ النفطي يومياً أي ما يعادل اثنين في المئة من إجمالي إنتاج المجموعة. وتوقف إنتاج الشركة أشهراً هناك بسبب هجمات متكررة على خطوط أنابيب النفط والغاز من جانب متشددين إسلاميين. في شأن آخر، أشارت مصادر من قطاع التجارة إلى أن شحنات النفط الخام الإيراني التي تسلمتها الصين تقل عن الكميات المتعاقد عليها منذ أيلول (سبتمبر) الماضي، نظراً إلى أن أسطول إيران من ناقلات النفط يلقى صعوبة في الوفاء بمواعيد التسليم. وأجّلت إيران تحميل بعض الشحنات المتعاقد عليها لأيلول وتشرين الأول و تشرين الثاني (نوفمبر) إلى الصين. وتمثل هذه التأخيرات دلالة أخرى على أن شركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية تواجه صعوبة في الوفاء بمواعيد التسليم، بعد أن تسبب حظر فرضه الاتحاد الأوروبي على التأمين في دفع المشترين إلى خفض طلباتهم، ما أجبر الشركة الإيرانية على نشر أكثر من نصف أسطولها من الناقلات لتخزين النفط. وقال أحد المشترين الصينيين «ما تم طلبه كان مختلفاً عما تم شحنه بالفعل». وأضاف «تأخرت كل الشحنات تقريباً بل أن بعضها تأخر لفترة تتراوح بين 10 أيام و15 يوماً». ويتوقع أن تكون الصين طلبت 15.5 مليون برميل من النفط الخام الإيراني في أيلول بمعدل 520 ألف برميل يومياً ما يستلزم ثماني ناقلات ضخمة للخام لتوصيل النفط كل شهر. وتستغرق الرحلة البحرية بين إيران والصين ذهابا وإياباً نحو 48 يوماً. ومن بين أسباب تأخر الشحنات الموجهة إلى الصين استئناف كوريا الجنوبية استيراد النفط الإيراني الذي قررت شحنه عبر الناقلات الإيرانية لما تواجهه من صعوبات في الحصول على تغطية تأمينية على السفن. وأظهرت بيانات جمركية أن واردات الصين من النفط الخام الإيراني انخفضت بنحو 20 في المئة في آب (أغسطس) على أساس سنوي لتصل إلى نحو 371 ألف برميل يومياً. وتراجعت الواردات في الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي بنسبة 22 في المئة على أساس سنوي إلى 425 ألفاً و600 برميل يومياً.