تحولت نزهة عائلية لأسرة محسن بن راشد العازمي، في صحراء السفانية (محافظة الخفجي)، إلى حلقة أولى في مسلسل «المأساة» التي يعيشها ما تبقى من العائلة، وبخاصة الطفلة بدور (11 سنة)، التي فقدت والدها وأخاها التوأم. وعاشت وضعاً صحياً «حرجاً» طوال الأشهر التسعة الماضية. ودخلت بدور في «غيبوبة» إثر الحادثة المرورية التي وقعت لهم، وبقيت لأشهر لا تشعر بما حولها، فيما لازمتها أمها في المستشفى، على رغم كونها في فترة حداد، تاركة بيتها وبتين (13 و14 سنة) عند أقاربهن، لتقيم بجوار ابنتها الصغيرة في المستشفى، داعية الله في كل صلاة أن يرحم زوجها وابنها، وأن يشفي ابنتها الصغيرة، لتعود إلى المنزل وتحتضن أطفالها الثلاثة. ويقول ابن خال الطفلة عبدالله بن مفلح العازمي، ل«الحياة»: «تعرضت بدور إلى كسر في الرجل وضربة في الرأس، أدى إلى دخولها في غيبوبة، وأدخلت الطفلة إلى العناية المركزة في المستشفى الجبيل العام، في تاريخ 18 من صفر الماضي». وبحسب التقرير الطبي الصادر من المستشفى، الذي أحيلت إليه المريضة من مستشفى الخفجي العام، أنها «تعرضت إلى حادثة مرورية، وهي في حال غيبوبة، وتخضع لأجهزة التنفس الاصطناعي، وأجريت أشعة مقطعية على المخ، أظهرت وجود كدمات منتشرة في الدماغ، وتورم دماغي عام، مع كسر في عظام الجبهة والعظام الجدارية». وأوضح التقرير أنه تم «اتخاذ الإجراءات العلاجية الوقائية لعلاج إصابة الرأس، وتحسنت حال المريضة تدريجياً، وتم نزع أجهزة التنفس الاصطناعية، كما تحسنت حال الغيبوبة، ووصلت 9 من 15، وظلت المريضة في وضع التغذية النباتية، وبعد ذلك لم يحدث تحسن في حال الأعصاب، وتحتاج إلى ممرضة عامة في المنزل من أجل التغذية، وتهتم في حال الأمعاء والمعدة والمثانة البولية، وتمنع قرحة الفراش، ويتم علاجها فقط بأدوية «فينوتون» 100 ملي بالفم، ودواء «ثرو» للمعدة». ويضيف العازمي، أن والدة الطفلة ناشدت وزارة الصحة للموافقة على علاجها في مستشفى مؤهل على التعامل مع هذه الحالات، وأرسلت طلباً بذلك إلى الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية في السادس من رجب الماضي، «أخبروني عند المتابعة أن المعاملة فقدت ولم يجدوها». ويتابع: «أيضاً تقدمت والدة بدور إلى إمارة المنطقة الشرقية، بخطاب في الرابع من جمادى الأولى الماضي، مطالبة بمساعدة ابنتها، ونقلها إلى مكان متخصص في معالجة هذه الحالات، ووجهت الإمارة بنقل المريضة إلى مكان متخصص، ولكن المريضة لم تُنقل، فيما وجهت المعاملة إلى أكثر من جهة، منها مركز الأمير سلطان، ومستشفى الدمام المركزي، والهيئة الطبية، ومدينة الملك فهد الطبية في الرياض، والكل يرمي المسؤولية على الجهة الأخرى». ويلفت العازمي إلى أن مستشفى الجبيل العام «لا يقدم العلاج للمريضة حالياً، إذ اكتفى بالممرضات اللاتي يقمن بتنظيفها، فيما تناشد والدتها الكبيرة في السن، الجهات المتخصصة بمساعدة ابنتها في شكل عاجل، عبر نقلها إلى مستشفى يملك الإمكانات لمعالجتها، سواءً داخل المملكة أم خارجها».