عاد الوضع الأمني إلى صدارة المشهد اللبناني أمس، مع توقيف مطلوبين في الشمال ومحاولة توقيف مطلوب في الغبيري وسطو مسلح على مصرف في غاليري سمعان. ونوه رئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال استقباله أمس وزير الداخلية مروان شربل ب «الجهود التي تبذلها القوى الأمنية والعسكرية لضبط الوضع الأمني، لا سيما مطاردة الذين يقومون بأعمال الخطف واعتقالهم في ضوء التوجيهات الصادرة عن مجلس الوزراء». في حين تفاعلت قضية محاولة توقيف المطلوب عنتر كركي في منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت، مع فرار المطلوب بعد إصابته وإصابة ضابطين (أحدهما الرائد عباس جمعة وإصابته دقيقة) وعدد من العسكريين باشتباك مسلح مع كركي المطلوب بموجب عدد من مذكرات التوقيف. على الأثر، أصدرت قيادة الجيش – مديرية التوجيه بياناً أكدت فيه أنه «خلال قيام دورية تابعة لمديرية المخابرات بملاحقة أحد المطلوبين للعدالة في محلة الغبيري، تعرضت لإطلاق نار من قبل عناصر مسلحة، ما أدى إلى إصابة عدد من العسكريين بينهم ضابطان بجروح مختلفة، وعلى أثر ذلك تمّ استقدام المزيد من قوى الجيش إلى المنطقة، حيث فرضت طوقاً أمنياً حولها، وباشرت تنفيذ عمليات دهم لأماكن إطلاق النار، أسفرت عن توقيف عددٍ من المشتبه بهم، وتتابع هذه القوى مهمتها الأمنية لتوقيف الشخص المطلوب وباقي المتورطين في الحادث». ميقاتي: لا تساهل واطلع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من قائد الجيش العماد جان قهوجي، خلال اتصال هاتفي، على عملية المداهمة في الغبيري، مطمئناً إلى صحة العسكريين الذين أصيبوا خلال العملية. وجدد تأكيده «أن القوى الأمنية ماضية في ضبط الأمن بحزم، ولن تتساهل مع أي محاولة للإخلال به والنيل من هيبة الدولة». وأفادت مصادر أمنية «الحياة» بأنه عند الثانية عشرة ظهر أمس حضرت دورية من مخابرات الجيش بلباس مدني إلى محل لبيع الأجهزة الخليوية يملكه كركي، فدخل عدد من العناصر إلى المحل وحاولوا القبض على كركي لكنه قاومهم مستخدماً رشاشاً كان بحوزته، وتمكن من الفرار بعد إصابته إثر اشتباك مع عناصر الدورية. وعلى الفور نقل الجرحى إلى المستشفيات وحضرت قوة من الجيش إلى المنطقة وطوقتها بحثاً عن كركي، في حين أقفلت المحال التجارية أبوابها. وجرى تعميم صورته على الحواجز، وطلب من المستشفيات والمستوصفات إفادتها في حال حضور مصاب بطلق ناري. يذكر أن الشارع ذاته الذي شهد الاشتباكات كان شهد في بداية الشهر الأمني الذي دعا إليه الوزير شربل أواخر حزيران (يونيو) الماضي إشكالاً بين عيسى كركي شقيق عنتر وأشخاص من آل الغصين تطور إلى تبادل لإطلاق النار ما أدى إلى إصابة كركي ونقل في حينها إلى مستشفى الجامعة الأميركية. وفي تطورات موضوع الخطف مقابل فدية مالية، زار وفد من كتلة «الوفاء للمقاومة» ضم النائبين محمد رعد ونوار الساحلي يرافقهما مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا أمس، قائد الجيش العماد جان قهوجي في اليرزة، والذي زاره أيضاً النائب روبير فاضل. وأشاد النواب ب «الجهود التي يبذلها الجيش للحفاظ على مسيرة السلم الأهلي، ومكافحة الجرائم المنظمة على أنواعها». واستقبل قهوجي يوسف بشارة الذي كان خطف في منطقة بصاليم في المتن الشمالي وأطلقه الخاطفون بعد دفع عائلته فدية قيمتها 400 ألف دولار، ورافقه في الزيارة عدد من أفراد عائلته الذين شكروا قائد الجيش على اهتمامه بقضية خطف بشارة وإعادة الفدية المالية إليه. وكانت وحدة من مخابرات الجيش تمكنت من القبض على أحد خاطفي بشارة أول من أمس في منطقة الشياح وضبطت في منزل أحد المشاركين في الخطف (وهو فار) مبلغ 380 ألف دولار أميركي أعادته إلى عائلة بشارة، وبوشر التحقيق مع الموقوفين وتواصل البحث عن الفارين. وزار بشارة وعائلته رئيس الأركان اللواء الركن وليد سلمان الذي سلمه بناء على إشارة القضاء المختص الأموال المضبوطة. وأكد رئيس الأركان عزم الجيش على مكافحة جرائم الخطف وملاحقة مرتكبيها. عودة السطو وعاد أمس مسلسل السطو على المصارف، إذ دخل مسلحان كانا على متن دراجة نارية عند الحادية عشرة إلا ربعاً نهاراً إلى فرع «البنك الأهلي الدولي» عند طريق صيدا القديمة في منطقة غاليري سمعان، وشهرا مسدسين حربيين في وجه العاملين في المصرف مهددين إياهم بالقتل، وتمكنا من سلب مبلغ قدره 12 ألف دولار أميركي و12 مليون ليرة وضعاها في كيس، ثم غادرا المصرف وحاولا أن يستقلا الدراجة النارية التي كانا أوقفاها بالقرب من المصرف إلا أنهما لم يتمكنا من الانطلاق بها ففرا سيراً على الأقدام إلى جهة مجهولة. توقيف مطلوبين وأعلن قائد سرية طرابلس العميد بسام الأيوبي توقيف 14 شخصاً متورطين بالاعتداء على سراي طرابلس ومطعم «كنتاكي» في المدينة الذي أحرق احتجاجاً على الفيلم المسيء للإسلام، مؤكداً أن لديه معلومات عن 22 شخصاً إضافيين متورطين بالاعتداءات والعمل جار على توقيفهم. وأكد الأيوبي أن «لا أحد فوق القانون ولا تغطية على أحد والقوى الأمنية ستكمل مهماتها». ونفذت «مبادرة طرابلس مدينتي» وجمعيات، اعتصاماً أمام مطعم «كنتاكي» في طرابلس. ودان منسق المبادرة سامر دبليز في بيان الفيلم، مؤكداً أن «الغضب مشروع، ولكن التعبير عنه لا يكون بحرق المؤسسات وتخريبها». واستنكر ما حصل من «تخريب وحرق وآخرها مطعم «كنتاكي» حيث يعمل عشرات من أهالي الشمال»، مطالباً السلطات ب «حماية المواطنين ومصالحهم وملاحقة المرتكبين». وعصراً، وقع إشكال في منطقة خلدة أمس بين عناصر من عرب خلدة وآخرين من «حزب الله»، عملت القوى الأمنية على تطويقه.