تمكن فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي اللبناني من قتل ضالعين اثنين اساسيين في عملية خطف الاستونيين السبعة، في كمين على طريق عزة - البيرة في البقاع الغربي، وقضى في الوقت نفسه على خطة كانت معدة من قبل هذين الشخصين وآخرين لخطف خمسة اجانب في مكان ما من لبنان لقاء فدية، وكانت ساعة الصفر امس على الارجح كما ذكرت المعلومات المتوافرة من مصادر مواكبة لما حصل. وعلمت «الحياة» ان العملية التي قام بها فرع المعلومات في الثانية عشرة والنصف بعد منتصف ليل الاثنين - الثلثاء نقذتها مجموعات عدة: واحدة للمراقبة والرصد والثانية للملاحقة والثالثة نفذت الكمين. واستخدمت المجموعة الثانية سيارات عادية لملاحقة سيارة المطلوبين وسارت خلفها ببطء على مسافة كيلومتر واحد ومن دون استخدام الانارة ولدى اقتراب السيارة من منطقة مجموعة الكمين كشفت مجموعة الملاحقة عن نفسها وأمرت سيارة المطلوبين بالتوقف فلم يمتثلا بل اسرعا في السيارة لكنها اصطدمت بالعوائق التي كانت اعدت سلفاً وهي عبارة عن عوائق حديدية واطارات سيارات وحجارة، فانقلبت على نفسها الى جانب الطريق وحينها اقترب منها عناصر فرع المعلومات وهم يشهرون اسلحة ليزر، الا ان احد المطلوبين وكان يضع مسدساً بين رجليه شهره واطلق النار من الزجاج الخلفي للسيارة باتجاه القوة الامنية ولمحه قائد القوة وهو برتبة رائد وحاول ابعاد عنصر عن مرمى نيران المطلوب فأصيب برصاصة في اصبعه فيما اصيب العنصر برصاصتين في بلعومه، وردت القوة الامنية بإطلاق النار على المطلوبين ما ادى الى مقتلهما. وجرى نقل القتيلين الى مستشفى بعبدا الحكومي للتأكد من هويتيهما بناء على عينات من ال «دي ان اي» ورجحت المصادر الامنية ان القتيلين هما: م . ج وك . ي وهما من مجدل عنجر، الا ان حسم هويتيهما رهن مقارنة عينات من حمضيهما النووي مع عينات من اهاليهما سبق ان اخذت منهم بعد الاشتباه بالمطلوبين الاثنين غداة خطف الاستونيين. وتشير المعلومات الى ان المطلوبين القتيلين كانا على رأس المجموعة التي قتلت المؤهل راشد صبري في كمين لدورية لفرع المعلومات في نيسان (ابريل) الماضي. وهما اساسيان في مجموعة خطف الاستونيين الى جانب مطلوب ثالث كان اصيب برجله في كمين في جرود عرسال وتمكن من الهرب، والثلاثة هم الذين خططوا لعملية خطف الاستونيين وأمنوا الفان الذي نقلوهم فيه الى سورية وفاوضوا وقبضوا الفدية. وتبين ان المطلوبين كانا يقطنان داخل منزل في بلدة البيرة يملكه م. ط وضبطت من المنزل اسلحة رشاشة حربية. كما واصل فرع المعلومات مختلف اجراءاته الامنية والعسكرية في تعقب الباقين من افراد العصابة. بيان قوى الامن الداخلي وفي وقت لاحق، صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي - شعبة العلاقات العامة بلاغ جاء فيه: «في إطار متابعة قضية خطف الاستونيين السبعة التي حصلت بتاريخ 23/3/2011 وتمكّن شعبة المعلومات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي من توقيف تسعة أشخاص من المتورطين وتواري الباقين عن الأنظار، وعلى أثر المتابعة وتشديد الخناق عليهم أقدمت مجموعة منهم على اغتيال المؤهل أول راشد صبري من شعبة المعلومات في بلدة مجدل عنجر بتاريخ 10/4/2011 نتج منها مقتل أحد أهم أفراد العصابة المدعو درويش خنجر، كما قاموا بعدة عمليات سلب في منطقة البقاع الأوسط». وذكر البلاغ بأنه «على اثر تحرير الأستونيين السبعة، تابعت شعبة المعلومات عملية ملاحقة أفراد العصابة حيث جرى اعتراض أحد أهم الضالعين في القضية في بلدة عرسال بتاريخ 11/9/2011 بهدف توقيفه فحصل تبادل إطلاق نار تمكن المذكور على اثره من الفرار بعد إصابته، وبتاريخ 16/9/2011 تعرضت إحدى دوريات شعبة المعلومات لكمين مسلح في بلدة جلالا، ما أدّى الى إصابة رتيبين أحدهما إصابته بالغة، وبنتيجة التحقيقات تبيّن أن المجموعة نفسها قامت بنصب الكمين بعد قيام أفرادها بسلب سيارة من محلة جبّ جنين بغية استعمالها في تنفيذ العملية وعمدت الى إحراقها بالقرب من مكب النفايات في البلدة ذاتها بعد التنفيذ. على أثر ذلك استمرت عمليات رصد ومراقبة أفراد العصابة فتم التعرّف الى السيارة التي يستخدمونها وهي من نوع شيروكي ليبرتي لون أسود سرقت من محلة خربة قنافار بتاريخ 31/8/2011 وتبيّن ان مستقلّيها قاموا بعمليات تخريب لعدة مزارات دينية في منطقة عميق ومحيطها». وأوضح البلاغ حيثيات العملية التي جرت امس، وذكر ان «بتاريخ 19 - 20 ايلول رُصدت السيارة المذكورة على طريق عام راشيا فأقامت قوة من شعبة المعلومات في محلة طريق عزّة – قضاء البقاع الغربي حاجزاً بغية توقيف السيارة المشبوهة، وبوصولها الى الحاجز رفض ركابها الامتثال وقاموا بإطلاق النار باتجاه عناصر الحاجز الذين ردواّ على مصادر النيران، ما أدّى الى مقتل شخصين مطلوبين كانا بداخلها على الفور، وإصابة عنصرين من القوى الأمنية. وتبيّن أن القتيلين من الأفراد الرئيسيين في العصابة، وبتفتيش السيارة عُثر بداخلها على أسلحة حربية وقنابل يدوية وقناع ومستندات عائدة لأشخاص تعرضوا للسلب، كما دوهمت شقة كان أفراد العصابة يستعملونها، وعثر في داخلها على أسلحة حربية وقنابل يدوية وصواعق كهرباية وغيرها. والتحقيقات جارية بإشراف القضاء المختص». تنويه شربل وريفي ونوه وزير الداخلية مروان شربل في اتصال مع المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي بشعبة المعلومات وبالضباط والعناصر الذين شاركوا في عملية عزة. فيما نوه اللواء ريفي بشعبة المعلومات «للانجاز النوعي الذي اضيف الى سجل قوى الامن الداخلي في مكافحة الجرائم وتعقب المجرمين». وقال الوزير شربل في تصريحات ان «المطلوبين خلال المطاردة التي جرت فجر امس في خراج بلدة عزة وشارك فيها فرع المعلومات وسرية من الفهود بمؤازرة الجيش اللبناني، كانوا يعدون لعملية خطف جديدة لأجانب بعدما حصلوا على فدية مالية للافراج عن الاستونيين السبعة، ما فتح شهيتهم لتحقيق المزيد من الاموال، علماً ان معلومة دفع الفدية اكدتها التحقيقات التي قامت بها القوى الامنية في وقت لاحق». وكشف ان «قوى الامن أرسلت ضابطين الى استونيا لمعرفة الجهة التي كانت تتفاوض معها لتحرير مواطنيها»، مؤكداً ان «عملية تعقب خاطفي الاستونيين مستمرة حتى القبض على المتبقين». وكان ريفي ورئيس شعبة المعلومات العقيد وسام الحسن زارا امس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.