وسط أجواء من الغضب والاحتقان، اعتصم المئات في مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال الأردن، احتجاجاً على زيارة المبعوث الدولي والعربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي إلى المخيم أمس، قبل أن يتعرض موكبه إلى الرشق بالحجارة من قبل شبان غاضبين. وكما هي العادة في طريقة استقبالهم مسؤولين عرباً وغربيين، انتفض لاجئون جلهم من الشباب في وجه الإبراهيمي واعتصموا في مقدمة المخيم. وزار الإبراهيمي المخيم الذي يحتضن أكثر من ثلاثين ألف لاجئ سوري في منطقة صحراوية، وسط بيئة يصفها اللاجئون ب»السيئة وغير الإنسانية» وجال في المخيم وسط حراسة مشددة. وخلال زيارته الاستكشافية للمخيم المشيد على طول ثماني كيلو مترات في عمق الصحراء، ردد لاجئون هتافات غاضبة منها: «هي يلا هي يلا إبراهيمي يطلع برا»، كما هتفوا ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وجال الإبراهيمي أثناء الزيارة القصيرة على بعض خيام السوريين، وراح يستمع إلى شهادات لعائلات سورية. ولم تنجح محاولات المحتجين بالوصول إلى المبعوث الدولي، الذي فشل مرافقوه في عقد مؤتمر صحافي بسبب تصاعد الاحتجاجات، حيث اكتفى بتقديم تصريحات مقتضبة للصحافيين. وفرضت قوات الأمن المتواجدة في المكان طوقاً مشدداً على حركة الإبراهيمي، ومنعت وسائل إعلام محلية وعربية من تصوير جولته السريعة على الخيام. وما إن شاهد بعض سكان الخيام المبعوث الدولي يتجول بينهم حتى أوقفوه وطالبوه بمغادرة المخيم فوراً، كما ذكر ل «الحياة» مسؤولو إغاثة يعملون في المكان. وصاحت إحدى اللاجئات من مدينة حمص وهي أم لطفلين موجهة كلامها للإبراهيمي: «لا نريد منك شيئاً سوى الخروج من مخيمنا... أنت مثل كوفي أنان شريك في الجريمة التي يتعرض لها السوريون كل يوم». وقال آخر: «لسنا في حاجة إلى زيارات بروتوكولية، إن كنت تريد المساعدة عليك أن تسلح الثوار في سورية». لكن الإبراهيمي الذي بدا على وجهه التعب والإرهاق أثناء الزيارة، قال إن «الوضع في سورية سيء للغاية». وأضاف «الوضع هناك يتجه نحو مزيد من التدهور، لكننا نبذل كل جهد ممكن من أجل مساعدة الشعب السوري للخروج من هذه الأزمة». كما زار الابراهيمي مخيماً للاجئين السوريين في جنوب تركيا حيث التقى لاجئين للمرة الأولى منذ بدء مهمته. وخلال زيارته تحدث الابراهيمي مع سكان مخيم التينوزو الذي فتح قبل 15 شهراً في محافظة هاتاي ويؤوي حالياً حوالى 1300 سوري فروا من العنف في بلدهم. واستقبل العديد من اللاجئين الابراهيمي مرددين «حرروا سورية» و»سنقاتل حتى الموت». واطلع الموفد من المسؤولين المحليين الأتراك على ظروف معيشة اللاجئين واحتياجاتهم بينما تطالب تركيا بدعم الأسرة الدولية لتتمكن من استضافة السوريين. وأعلن الديبلوماسي الجزائري خلال اجتماع مع المسؤولين الأتراك «نأمل بأن يستعيد بلدهم السلام وأن يتمكنوا من العودة إليه في اقرب وقت ممكن». وأعرب عن ارتياحه للاستقبال الذي حظي به لدى المسؤولين الأتراك مؤكداً أن اللاجئين السوريين «مرحب بهم وهم عموماً يلقون معاملة جيدة في تركيا».