شهدت غزة تظاهرات احتجاجية على اغلاق السلطات المصرية أنفاق التهريب بين قطاع غزة ومصر، في وقت قال وكيل وزارة الداخلية في الحكومة التي تقودها حركة «حماس» كامل أبو ماضي إنه «ليس مقبولاً الاستمرار في حصار القطاع من أي جهة كانت»، في اشارة الى مصر. وطالب أبو ماضي في تصريح نشره الموقع الالكتروني للوزارة امس الحكومة المصرية ب «فتح معبر رفح لدخول البضائع إلى القطاع في شكل طبيعي من دون التذرع بأي أعذار غير مقبولة». وكانت السلطات المصرية عمدت خلال الاسابيع التي تلت المذبحة التي ارتكبها مسلحون يُعتقد أن سلفيون متشددون في الخامس من الشهر الماضي ضد الجيش المصري، الى ردم عشرات الأنفاق من الجهة المصرية للحدود. وأدى إغلاق الأنفاق الى ارتفاع ملحوظ في أسعار بعض السلع التي تحظر اسرائيل دخولها الى القطاع ويتم تهريبها عبر الأنفاق، من بينها حديد التسليح والإسمنت والحصى الذي يدخل في صناعة الخرسانة المسلحة. اذ ارتفعت أسعار الإسمنت وحديد التسليح بنسبة تصل الى نحو 10 في المئة، فيما ارتفع سعر الطن الواحد من الحصى بنسبة تتراوح بين 40 الى 50 في المئة، ما أثقل كاهل المواطنين أصحاب مئات المباني قيد الإنشاء حالياً. ويطالب «الغزيون» و «حماس» وحكومتها السلطات المصرية والرئيس محمد مرسي بفتح المعبر المخصص لحركة الأفراد في شكل كامل وتحويله ايضاً الى معبر تجاري قبل إغلاق الأنفاق، علماً ان معبر رفح يعتبر المنفذ الوحيد على العالم لسكان القطاع البالغ عددهم نحو مليون وستمئة ألف فلسطيني. في هذه الأثناء، اعتصم مئات الفلسطينيين بدعوة من «حماس» أمام الحدود المصرية للمطالبة بعدم إغلاق الأنفاق قبل إيجاد بديل حقيقي لتوفير حاجات سكان غزة الضرورية. وناشد الناطق باسم «حماس» في مدينة رفح الحدودية جنوب القطاع منصور بريك خلال الاعتصام أمام «بوابة العبد جبر» التي تتركز حولها عشرات الأنفاق، مصر عدم ترك سكان غزة «يعانون من الحصار الخانق» والبقاء «رهن الضغوط والعنجهية الصهيونية». وأشار الى ان الاعتصام يأتي في وقت «يستمر التضييق وسياسات الاحتلال لخنق القطاع»، مطالباً برفع الحصار عن القطاع نظراً «لأن القاهرة تمثل شريان الحياة بالنسبة الى الفلسطينيين». واعتبر أن سكان القطاع لجأوا الى الأنفاق «لتوفير حاجاتهم والدواء ووسائل التعليم للاطفال والمحتاجين»، وقال: «حفرنا الأنفاق التي كانت تمثل الموت والرعب لمن حفروها، إلا أنهم فعلوا ذلك للحاجة والضرورة بحثاً عن الحياة وتوفير مستلزماتها». وأضاف: «يجب رفع الحصار وأن يكون هناك قرار سياسي مصري بإنهاء الحصار وفتح المعابر التجارية قبل الاستغناء عن الأنفاق»، مشدداً على أن «الأنفاق لم تكن ولن تكون هاجساً أمنياً لمصر، وأن غزة ستكون حصناً حصيناً لأمن مصر وسيادتها». وكان عشرات أصحاب الشاحنات والتجار اعتصموا أمام البوابة الفلسطينية لمعبر رفح لمطالبة مصر بفتح المعبر في شكل طبيعي لدخول البضائع الى القطاع.