أظهرت بيانات أخيرة صادرة عن شركات صناعة السيارات الألمانية، تحسّناً ملموساً في مبيعاتها وأرباحها العالمية، بعكس مبيعات أوروبا التي سجلت تراجعاً واضحاً، على رغم تقدمها على شركات السيارات الأوروبية التي وصل بعضها إلى حدّ الإفلاس. وبلغ تراجع مبيعات السيارات الألمانية في الأسواق الأوروبية خمسة في المئة في تموز (يوليو) الماضي، قياساً الى الشهر ذاته من العام الماضي. وأوضحت «نقابة صناعة السيارات الألمانية» في بيان أن عدد السيارات التي باعتها الشركات الألمانية في ألمانيا في تموز بلغ 248 ألف سيارة، اي أقل ب 13 ألفاً منها في حزيران (يونيو). وفي حين حققت المبيعات زيادة في حزيران بلغت 2.9 في المئة، سجلت في أيار (مايو) تقهقراً بنسبة 5 في المئة. وعن التراجع الأخير أشار رئيس النقابة ماتياس فيسمان «إلى تزايد الدلائل على تنامي حذر المستهلكين الألمان من استمرار أزمة اليورو والديون الأوروبية، وانعدام وجود حل لها في الأفق». وحضّ الحكومة الألمانية «على إعادة الثقة إلى المواطنين عبر إثبات قدرتها على إيجاد حلول سريعة لأزمة منطقة اليورو تعيد الاستقرار المالي إليها». وكانت سوق السيارات الألمانية في أوروبا، بخاصة في دول منطقة اليورو، انخفض بشكل كبير بسبب مرحلة الركود الاقتصادي والمالي التي تمر بها القارة منذ فترة غير قصيرة، ما أوصل صناعة السيارات الفرنسية والإيطالية وغيرهما إلى حافة العجز والإفلاس، لكن تمكنت شركات السيارات الألمانية من تحقيق مبيعات عالية في أسواق آسيا وأميركا الشمالية والدول الصاعدة الغنية. وأدّت الكلفة العالية لإنتاج السيارات الفرنسية والإيطالية إلى عجز شركاتها عن المنافسة في الأسواق الدولية. وترك هذا الأمر الباب مفتوحاً أمام الشركات الألمانية لبيع انتاجها الأقل كلفة. وأعلنت شركة «فولكسفاغن»، أكبر شركة سيارات في أوروبا، أن مبيعاتها من سيارات الركاب في النصف الأول من العام الجاري زادت بنسبة 10 في المئة مقارنة بها في النصف الأول من العام الماضي، وبلغت 2.8 مليون سيارة، وأنها سجلت دخلاً بلغ 94 بليون يورو (113 بليون دولار)، و 8.82 بليون يورو أرباحاً، بزيادة بلغت 35.9 في المئة. وبلغت مبيعات شركة «أودي» التابعة للمجموعة 733 ألف سيارة في الفترة المذكورة، محققة 2,9 بليون يورو من الأرباح ضمن المجموعة التي تضم عشر شركات لصناعة السيارات، منها «بورشه» الألمانية و«سيات» الإسبانية و«سكودا» التشيخية. وبدورها، تمكنت شركة «بي إم دبليو» الألمانية من تحقيق مبيعات وأرباح متنامية، وسجّلت في تموز (يوليو) الماضي مبيعات قياسية بلغت 135537 سيارة ركاب عالمياً من طراز «بي إم دبليو» و«ميني» و«رولزرويس»، بزيادة بلغت خمسة في المئة مقارنة بالشهر ذاته من عام 2011. وازدادت مبيعات «أودي» في الصين واليابان وكوريا الجنوبية، وتراجعت في أوروبا بنسبة 2.4 في المئة. وللمرة الأولى منذ سنوات، تراجعت مبيعات شركة «دايملر» الألمانية التي تنتج سيارات «مرسيدس» المعروفة. وباعت الشركة 105449 سيارة ركاب عالمياً في تموز (يوليو)، بتراجع 3.2 في المئة. وكان تراجعها الأكبر في السوق الألمانية حيث باعت في الشهر المذكور 20487 سيارة، بتراجع مقداره 11.3 في المئة، وكذلك الأمر تقريباً في أوروبا الغربية، التي تُعتبر سوقها الأكبر تقليدياً، حيث تراجعت مبيعاتها بنسبة 10.2 في المئة. كما ان الطلب العالي على سياراتها في الصين شهد خلال الأشهر والسنوات الماضية تراجعاً بمقدار 0.8 في المئة.