منذ عام مضى، تنبّأ سيرجيو مارشيوني الرئيس التنفيذي لفيات وكرايسلر حالياً، بأن الأزمة المالية العالمية ستؤدي في غضون عامين تقريباً إلى خفض عدد كيانات السيارات ومجموعاتها العملاقة في العالم إلى النصف، أي إلى ستّة كيانات ضخمة. وبعد مضي أسابيع قليلة على مقولة مارشيوني، أعلنت فيات إقامتها تحالفاً مع كرايسلر. ومع إطفاء الشمعة الأولى على اندلاع شرارة الأزمة المالية التي عصفت بالاقتصاد العالمي في أيلول (سبتمبر) 2008، يُمكن القول إن عام 2009 انطوى على أحداث درامية متعلّقة بقطاع صناعة السيارات تحديداً. مرّ أكثر من عام على الأزمة المالية العالمية، ولجوء صانعي ديترويت الكبار إلى واشنطن وحكومة الرئيس باراك أوباما طلباً للمساعدة، وانتشالهم من هوّة الضياع التي كادوا يقعون فيها، من خلال ضخ بلايين الدولارات للشركات الثلاث «جنرال موتورز» و «فورد» و «كرايسلر»، درءاً لتسريح مئات الآلاف من العمال والموظفين، على حد قول أوباما نفسه. لتكون المحصّلة النهائية أحداثاً درامية عدة أعقبت ذلك. جنرال موتورز بدأت جنرال موتورز عام 2009 وهي تترنّح بشدة من جراء الضربات القاصمة التي تتلقّاها بفعل الأزمة العالمية من جانب، ومشاكلها الإدارية والهيكلية والهندسية التي طاردتها منذ أعوام قليلة من جانب آخر، ما حدا بها إلى التوجّه صوب واشنطن وحكومة أوباما لمدّ يد العون لها. لتسير الأحداث بعدها بالتسلّسل الآتي: استقالة رئيس مجلس إدارة الشركة ريك واغونر، ثم إعلانها العزم على إيقاف عمليات إنتاج علامتها «بونتياك» والاستغناء عن علامات «هامر» و «ساتورن» و «سآب» و «أوبل» ببيعها، وأخيراً إشهار الإفلاس في الأول من شهر حزيران (يونيو) الماضي، والذي لم يَدُم سوى 40 يوماً، لتطلّ بحلّة جديدة تضمّ أكثر العلامات الناجحة تحت لوائها، من ضمنها ماركات «شيفروليه» و «كاديلاك» و «بويك» و «GMC»، مع تعيين فريتز هندرسون رئيساً تنفيذياً، وإدوارد ويتاكر رئيساً لمجلس إدارة الشركة التي باتت الحكومة تمتلك 61 في المئة من أسهمها بعدما قدمت قروضاً بقيمة 50 بليون دولار. ولكن، لم ينته سير الأحداث عند هذا الحدّ بعد تراجع جنرال موتورز في اللحظات الأخيرة عن إتمام صفقة بيع فرعها الأوروبي «أوبل» ووحدة «فوكسهول» البريطانية، لمجموعة «ماغنا إنترناشيونال» الكندية - النمسوية المتخصّصة في صناعة السيارات، وشركائها بنك «سبيربانك» وشركة «جاز» الروسيّين، ما أزعج النقابات العمّالية والحكومة في ألمانيا نظراً الى عدد مصانع أوبل المتواجدة على أراضيها وآلاف العمال الذين يعملون بها، وذلك بعد نحو عام من المفاوضات بين الأطراف المعنية. وأدى هذا القرار إلى استقالة هندرسون، وتولّي ويتاكر مهمات الرئيس التنفيذي موقّتاً، تزامناً مع استقالة كارل بيتر فورستر الرئيس التنفيذي للعمليات الأوروبية وتعيين نيك ريللي بدلاً منه. وفي شآن آخر، دخلت مجموعة «كونيغسيغ» في مفاوضات مع جنرال موتورز من أجل شراء العلامة السويدية «سآب»، ولكن الصفقة لم يُكتب لها النجاح، فحدد الصانع الأميركي آخر عام 2009 مهلة لإيجاد مشتر لسآب، وإلا فإن وقف إنتاج موديلات هذه العلامة العريقة هو المصير الحتمي. وفي الأيام الأخيرة، توصلت شركة بكين القابضة لصناعة السيارات BAIC لاتّفاق موقّت مع جنرال موتورز لشراء معدّات الإنتاج وحقوق الملكية الفكرية المتعلّقة بالموديلين 9.5 و 9.3 السابقين، في الوقت الذي طفى على السطح مُجدّداً اهتمام «كونيغسيغ» بشراء سآب، عقب استعادة الأولى لذاكرة الأرباح أخيراً. كرايسلر شأنها شأن جنرال موتورز، أشهرت كرايسلر إفلاسها في 30 نيسان (إبريل) الماضي، لتبيع بعد ذلك أصولها إلى شركة جديدة تحمل الاسم ذاته، وإن دخلت في تحالف مع الصانع الإيطالي «فيات» الذي اشترى 20 في المئة من أسهم كرايسلر، على أن يزيد حصّته إلى 35 في المئة، ثم إلى 51 في المئة أي حصّة الغالبية، لاحقاً. ويشار إلى أن الحكومة الأميركية ضخّت 12 بليون دولار، في إطار قروض لمساعدة كرايسلر، على أن تدفع «فيات» ستة بلايين قبل استحواذها على حصّة الغالبية من أسهم صانع ديترويت. ولكن التحدّي الأكبر أمام سيرجيو مارشيوني، الرئيس التنفيذي لتحالف فيات - كرايسلر، يتمثّل في إقناع الزبائن الأميركيين تحديداً، في إعادة النظر في عروض طرز كرايسلر ودودج وجيب الحالية إلى جانب تجديد دماء عروضها الحالية من خلال إضفاء بعض اللمسات العصرية والجمالية بعد الاستفادة من خبرة فيات في مجال تطوير السيارات الاقتصادية صغيرة الحجم ذات المصروف المتدني من الوقود والإنبّعاثات الكربونية الملوّثة. فورد عانت فورد من تدهور مبيعاتها، ولكنها استحوذت في الوقت ذاته على ثقة الزبائن الأميركيين، كونها لم تطرق أبواب حكومة أوباما للحصول على أموال الإنقاذ من تداعيات الأزمة العالمية. كما استعادت فورد أخيراً حصّة كبيرة من السوق المحلية والعالمية، بل ورفعت معدّلات أسعار طرز مع زيادة الإقبال عليها، وذلك تزامناً مع إشادة مراقبين من مؤسّسات عالمية بجوّدة عروضها العالية، وتسجيل الصانع الأميركي لأرباح قياسية في الربع الثالث من عام 2009 قُدرت ببليون دولار، وذلك بعد أربعة أعوام ونصف العام من الخسائر المتتالية. لكن عام 2010 سيكون عام التحدّي لفورد، وكذا لباقي الصانعين الأميركيين. الأوروبيون نحو التحالفات على رغم تضرّر الصانعين من تداعيات الأزمة المالية العالمية، إلا أن نسب هذا الضرر تتفاوت بين صانع وآخر، ومن قارة إلى أخرى. وفي هذا السياق، انخفضت مبيعات السيارات في السوق الأوروبية بنسبة تفوق ال8 في المئة في الأشهر الثمانية الأولى مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2008، فيما يرى مراقبون أن المبيعات قد تتدهور بشدّة في عام 2010، فور انتهاء الحوافز التشجيعية التي تُخصّصها الحكومات لتسريع وتيرة المبيعات من خلال شراء موديلات جديدة. فولكسفاغن يمثل عام 2009 الانطلاقة الحقيقية لفولكسفاغن نحو حيازة لقب أكبر صانع للسيارات في العالم؛ فبعد المحاولة الفاشلة لبورشه للاستحواذ على أكبر صانع أوروبي للسيارات مطلع العام، لا سيما عقب شراء أكثر من نصف أسهم «فولكسفاغن» (51 في المئة)، قبل أن تتراكم الديون البالغة نحو 10 بلايين يورو على بورشه، لتتخلّى الأخيرة عن طموحاتها الجامحة. انقلب السحر على الساحر إذ أعلنت فولكسفاغن نفسها أخيراً الاستحواذ على 49.9 في المئة من أسهم بورشه في صفقة قُدرت ب 3.9 بليون يورو. واعتبرت خطوة أوّلية لاندماج الشركتين معاً بحلول عام 2011، علماً أن من شأن هذا الاندماج زيادة الأرباح التشغيلية السنوية بنحو 700 مليون يورو على المدى الطويل. ولم تنته طموحات فولكسفاغن عند هذا الحد، بل تجاوزتها من خلال اعتزامها شراء 19.6 في المئة من أسهم سوزوكي اليابانية، في صفقة من المقدّر لها أن تُكوّن أكبر تحالف لصناعة السيارات في العالم. إذ تعتزم فولكسفاغن شراء أسهم بنحو 222.5 بليون ين ياباني، على أن تكتمل الصفقة بحلول الشهر المقبل. وفي الوقت ذاته، ينتظر أن تستثمر سوزوكي نصف قيمة الصفقة، في شراء أسهم في فولكسفاغن. وعند إتمام هذه الإندماجات والتحالفات، يتوقع أن تضم مجموعة «فولكسفاغن» تحت جناحيها علامات: سيات، آودي، سكودا، بينتلي، لامبورغيني، بوغاتي، سكانيا، وأخيراً بورشه وسوزوكي، لا سيما إذا اشترى «الصانع الشتوتغارتي الأكبر» مزيداً من الأسهم في سوزوكي. وعلى رغم ذلك تتوقع فولكسفاغن عاماً عصيباً؛ إذ ينتظر تدهور المبيعات في السوق الأوروبية، في مقابل ارتفاعها في أسواق ناشئة، شأن الصين والهند تحديداً. بيجو - سيتروين أجرى تحالف بيجو - سيتروين، ثاني أكبر صانع أوروبي للسيارات، نهاية عام 2009 مفاوضات جادة مع الصانع الياباني ميتسوبيشي، لشراء حصّة كبيرة من أسهمه. وفي ضوء تقارير اقتصادية، ينوي هذا التحالف الاستحواذ على نحو 30 إلى 50 في المئة من أسهم الشركة اليابانية، في صفقة تُقدّر بنحو 300 بليون ين (3.4 بليون دولار) بهدف تعميق الروابط في ما بينهما لمواجهة أزمة الركود العالمية، وذلك بإنشاء عملاق كبير في صناعة السيارات الكهربائية، فضلاً عن أن من شأن هذا التحالف أن يحتل المرتبة السادسة في قائمة كيانات السيارات الضخمة ومجموعاتها. ويرى مراقبون أن هذا التحالف سيولّي اهتماماً كبيراً لتصميم سيارات تستقطب الزبائن الأوائل في أسواق ناشئة مثل آسيا وروسيا. كما أن هذه الصفقة في حال إتمامها، ستجعل من تحالف بيجو- سيتروين أكبر حاملي الأسهم المستقلين في الصانع الياباني، ما قد يغري شركات تنضوي تحت جناح مجموعة «ميتسوبيشي موتورز كورب» التي تُعاني الأمرّين، بالانفصال. آودي ومرسيدس- بنز وبي إم في آودي التي تنضوي تحت جناح مجموعة فولكسفاغن، نجحت في تقليص الفجوة بينها وبين مرسيدس - بنز، إحدى وحدات مجموعة «دايملر AG»، إلى 44100 وحدة فقط لجهة حجم المبيعات حتى شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، مقارنة بنحو 114611 وحدة في الفترة ذاتها من عام 2008. كما قلّصت أودي الهوة بينها وبين أكبر صانع نخبوي للسيارات بي إم دبليو، إلى 93112 وحدة، مقارنة ب 184294 وحدة (2008). وعلى رغم أرباح أودي الكبيرة في السوق الصينية، إلا أنها لا تزال ثالثة في قائمة أكبر صانعي السيارات النخبوية المُترفة، ببيعها 870600 وحدة من كانون الثاني (يناير) وحتى تشرين الثاني، وقد سجّلت خفضاً مقادره 5.4 في المئة مقارنة بعام 2008، وذلك خلف كل من بي إم دبليو التي باعت 963712 وحدة مع تسجيلها خفضاً في المبيعات نسبته 12.8 في المئة، ومرسيدس - بنز التي باعت 914700 وحدة عن الفترة ذاتها، والتي سجّلت بدورها خسارة تُقدّر بنحو 11.6 في المئة. خيبة يابانية وتقدّم كوري كان عام 2009 عاماً مخيّباً للآمال بالنسبة للصانعين اليابانيين تحديداً، لا سيما مع تدهور المبيعات والانخفاض الحاد في حجم الإنتاج المحلّي، ما يدل على أن التعافي الاقتصادي الكامل عند اليابانيين سيأخذ مزيداً من الوقت. وسجلت تويوتا أكبر صانعي السيارات في العالم لجهة حجم المبيعات، خسائر في المبيعات مقدارها 30.3 في المئة ما بين نيسان (إبريل) وأيلول (سبتمبر) 2009، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، كما أن الصادرات انخفضت بشدّة بنسبة 45.4 في المئة، ما يعكس مقدار تداعيات الأزمة الاقتصادية على تويوتا. وفي الوقت ذاته، لاحت بادرة تفاؤل تمثلت بتسجيل تويوتا أولى أرباحها الفصلية عن الأشهر الثلاثة التي انتهت في 30 أيلول الماضي، ما دفعها إلى التصريح بأن خسائرها المتوقّعة عن عام 2009، ستنخفض بمقدار النصف تقريباً، بفضل سياسة خفض النفقات والحوافز التي تنتهجها الحكومات، ما زاد الطلب على السيارات عموماً. ويعتبر مراقبون أن الارتفاع المتوقّع مُجدّداً للين الياباني، واقتراب انتهاء الحوافز التشجيعية على الشراء من قِبل الحكومات، من شأنه أن يرتد سلباً على أكبر صانع في العالم. أما هوندا، فوضعها أسوأ، إذ سجّلت تدهوراً قياسياً للمبيعات بنسبة 64.2 في المئة ما بين تموز (يوليو) وأيلول 2009، في الوقت الذي حقّقت فيه نيسان خسائر بنسبة 29.5 في المئة في اليابان وحدها (من نيسان إلى أيلول)، مع تسجيل انخفاضاً في المبيعات العالمية بنسبة 10.5 في المئة. وحال مازدا ليست أفضل، بعدما انخفضت مبيعاتها عالمياً بنسبة 14.7 في المئة في النصف الأول من عام 2009، كما انخفض حجم الإنتاج المحلي بنسبة 31.2 في المئة. وميتسوبيشي التي تبحث عن الخلاص في صورة تحالف أوروبي، سجّلت بدورها انخفاضاً في الإنتاج بنسبة 52.6 في المئة. لكن الصورة مختلفة في كوريا، فتحالف هيونداي- كيا يُعد أول مجموعة أو كيان ضخم للسيارات يُسجّل زيادة في مبيعاته في السوق الأميركية المضطّربة عام 2009؛ حيث ارتفعت المبيعات خلال حتى نهاية الشهر الماضي بنسبة 6.2 في المئة، بواقع 401269 (مقارنة ب2008). ويعزى الفضل في ذلك إلى تحسن الانطباعات عن العلامة التجارية للسيارات الكورية الجنوبية، بفضل طراز جينيسيس الذي حصد جائزة «سيارة عام 2009» في معرض ديترويت. كما تمكّن هذا التحالف من احتلال المركز الرابع في قائمة أكبر صانعي السيارات في العالم، بعد بيع ما مجموعه 2153000 وحدة في النصف الأول من عام 2009، متفوّقاً على فورد وتحالف بيجو - سيتروين وغيرهما. الصين الأكبر نجحت الصين في أن تتخطّى الولاياتالمتحدة، وتُصبح أكبر سوق للسيارات في العالم. ويتوقع أن تَنهي عام 2009 بمبيعات إجمالية تُقدّر بنحو 12.7 مليون وحدة، أي بزيادة مقدارها 44 في المئة مقارنة بعام 2008، في الوقت الذي لن تتجاوز الولاياتالمتحدة حاجز 10.3 مليون وحدة مُباعة، بعد أن كان حجم مبيعات السوق الأميركية 16 مليون سيارة قبل أربعة أعوام. ولا يُمكن القول إن هذه النتائج مخيّبة للأميركيين؛ فجنرال موتورز باعت وحدها 177 ألف وحدة في الصين في الشهر الماضي، أي بزيادة مقدارها 20 ألف وحدة عما باعته في الشهر ذاته في أميركا. وللتذكير فإن جنرال موتورز وفولكسفاغن هما أكبر صانعين في الصين، كما أولى صانعون آخرون هذه السوق اهتماماً خاصاً مثل فورد التي تزداد مبيعاتها هناك، وتويوتا التي باعت 70 ألف وحدة في الشهر ذاته، وغيرهما. على مستوى الصانعين الصينيين، يُمكن ذكر شركة بكين القابضة لصناعة السيارات BAIC التي تفاوض جنرال موتورز لشراء سآب، في الوقت الذي تسعى فيه الشقيقة «جيلي» لشراء «فولفو» من فورد، بينما إشترت شركة «سيتشوان تنغزهونغ» الصينية للآليات الصناعية الثقيلة ماركة هامر من جنرال موتورز في منتصف عام 2009، وتعهدت بإبقاء موقع إنتاج هامر الرئيس في الولاياتالمتحدة. وتبقى هذه الصفقات «هزيلة» مقارنة بتوسعة «شنغهاي جنرال موتورز» أعمالها في سوق الهند الواعدة؛ مع توقّع أن يتضاعف حجم المبيعات من 1.7 مليون وحدة عام 2008، إلى 3.2 مليون وحدة بحلول عام 2015. ويشار أيضاً إلى ارتفاع غير مسبوق للمبيعات بلغت نسبته 60 في المئة في تشرين الثاني الماضي، وهو ما يُغري صانعين كثراً الصانعين بالتوجّه نحو هذا السوق الذي يَنحاز إلى السيارات الصغيرة مُدمجة الحجم الموفّرة في استهلاك الوقود. كذلك برز صانعون هنود مثل «تاتا موتورز» التي امتلكت «جاغوار» و «لاندروفر»، والتي طرحت رسمياً طرازها المنتظر «نانو» في السوق المحلّية، الذي يُعد أرخص سيارة في العالم (2050 دولاراً أو 100 ألف روبية)، أي أنها أقل سعراً بنسبة الثلث من «ماروتي 800» أرخص سيارة في السوق الهندية، قبل هذا التاريخ. وباع الصانعون 1310597 وحدة في الأشهر ال11 الأخيرة، مقارنة ب1119640 في عام 2008 (زيادة 17.06 في المئة). الركود يطاول الشرق الأوسط ولم تكن منطقة الشرق الأوسط بمنأى عن الأزمة العالمية؛ إذ سجل مراقبون انخفاض مبيعات السيارات بنسبة 30 في المئة. وفي هذا السياق، سجّلت بي إم دبليو الشرق الأوسط انخفاضاً في المبيعات مقداره 8 في المئة في الأشهر ال10 الأولى. وكان حسين مراد، مدير مبيعات فورد الشرق الأوسط، أعلن أن سوق المبيعات في المنطقة ستنخفض 20 في المئة خلال عام 2009، لتأثر عدد من أسواق الشرق الأوسط بالأزمة العالمية، وأبرزها سوق دبي التي انخفضت فيها المبيعات عموماً بنسبة 40 في المئة. مساهمة عربية وبعيداً من أرقام البيع وإحصاءاته، شهد عام 2009 ظهور العرب على ساحة صناعة السيارات العالمية؛ فشركة «آبار للاستثمار البترولي» في أبو ظبي امتلكت حصّة 9.1 في المئة من شركة «دايملر - بنز»الألمانية، في صفقة قُدّرت ببليوني يورو. كما أن كل من «آبار» و «دايملر» استحوذتا أخيراً على نسبة 75 في المئة من أسهم فريق «براون GP» الفائز ببطولة العالم لسباقات فورمولا واحد في عامه الأول، والذي سينافس في الموسم المقبل تحت اسم «مرسيدس GP». وبدورها، أعلنت قطر عزمها الاستحواذ على نسبة 17 في المئة من مجموعة أسهم فولكسفاغن الألمانية العادية، لتصبح بذلك ثاني أكبر مساهم في المجموعة الألمانية، على أن ترفع هيئة الاستثمار القطرية حصتها في فولكسفاغن لاحقاً إلى 19 في المئة في أعقاب اندماج بورشه مع مجموعة فولكسفاغن بحلول عام 2011، وإن تخلّصت الدولة ذاتها نهاية عام 2009 من 25 مليون سهم ممتاز في فولكسفاغن، في صفقة قُدّرت قيمتها ببليوني يورو. وبمعزل عن دور العرب في الكيانات الاقتصادية الكبرى في عالم السيارات، شهد عام 2009 حدثين مهمّين، وهما معرض دبي الدولي الذي أُقيم من 16 إلى20 كانون الأول، ومعرض الرياض في دورته ال27 (من 12 إلى 16 كانون الأول). وطرحت في المناسبتين موديلات حصرية للمرة الأولى، منها «كيا كادينزا» و «بي إم في X1»، و «أودي A5 سبورتباك» و «مرسيدس SLS AMG». www.carsandspeed.com