حذّر خبراء في قطاع المقاولات من تزايد عمليات بيع الأسمنت المغشوش والمخلوط بالتراب في الفترة الأخيرة، لافتين إلى انعكاساته السلبية على المباني، اذ يؤدي إلى تشققات فيها وقد يكون سبباً رئيساً في انهيارها. وأوضح هؤلاء الخبراء في تصريح الى «الحياة»، أن خلط الأسمنت بالتراب يساهم في عدم تماسكه ويؤثر في قوته ولا سيما عند استعماله في أساسات المباني. وحذروا من أن إضافة التربة ذات الملوحة يؤدي مباشرة إلى تآكل حديد التسليح في أساسات المباني، مشيرين الى أن شح الأسمنت في الأسواق هو أحد أسباب الغش. وقال رئيس جمعية المهندسين السعوديين نبيل عباس «خلط مادة الأسمنت بالتراب وبيعه على أنه أسمنت خالص له آثار خطرة في عمليات البناء والتشييد، إذ إن المباني تكون عرضة للانهيار في أي وقت». وأضاف «في حال استُخدم الأسمنت بنسبة غش خمسة في المئة فستكون هناك آثار سلبية في المبنى، ولكن لن تؤدي إلى انهياره، وفي حال تعدت 30 في المئة، فإن هناك احتمالاً لحدوث تشققات كبيرة تؤدي إلى الانهيار، أما إذا كانت نسبة الغش 50 في المئة فأكثر فإن هذا سبب رئيس لانهيار المبنى». وأشار إلى أن احتمالات وجود تشققات في المباني أو انهيار يعتمد على مقدار الغش في هذه المادة، وإلى أن العمر الافتراضي للمباني يمكن أن يصل إلى النصف في حال استخدام أسمنت مغشوش، ولا سيما أن الحسابات الهندسية تحدد مقدار الأسمنت ووجوده في المباني بشكل دقيق، وحدوث خلل في هذه الحسابات له آثار وخيمة. وتابع عباس: «نوعية التربة المخلوطة بالأسمنت تؤثر في نوعية الأخطار التي يمكن أن تتعرض لها المباني، وأكثر الأنواع خطورة هي تلك التي تحتوى على نسبة من الأملاح». وزاد: «في حال خلط الأسمنت بتربة تتزايد فيها نسب الملوحة، فإن هذا يعمل على تآكل حديد التسليح المستخدم في أساسات المبنى، وتكون له آثار خطرة على المباني وساكنيها، لأن معدلات انهياره تكون أعلى منها في حال استخدام تربة غير مالحة». وحول انتشار ظاهرة بيع الأسمنت المغشوش في بعض المدن السعودية، لا سيما جدة، قال عباس: «نقص مادة الأسمنت بين الحين والآخر في الأسواق المحلية ساهم في انتشار تجارة الأسمنت المغشوش بالتراب لدى بعض بائعي التجزئة»، مشدداً على أهمية التأكد والحرص من المقاول على شراء مادة الأسمنت من المصانع مباشرة أو من تاجر موثوق به. واتفق معه عضو لجنة المقاولات في غرفة جدة رائد عقيلي، بقوله «إن عمليات غش الأسمنت من أخطر أنواع الغش التجاري، ولا سيما أن انتشار هذه المادة في عمليات البناء سيكون له آثار وخيمة في الأرواح والممتلكات». ولفت إلى أن أكبر خطر يمكن أن يواجه المبنى هو انهياره في أي لحظة، بسبب استخدام أسمنت مغشوش، مضيفاً: «من المهم أن يحرص المقاول على إجراء اختبار لمادة الأسمنت في الموقع... وفي حال الشك في نوعية الأسمنت يمكن إرسال عينة منه للمختبرات المتخصصة».