بعدما كشفت بلدية بريمان الفرعية عن ضبط مصنعين جديدين لخلط الاسمنت بالتراب وبرادة الحديد وإعادة توزيعه في الأسواق، حذر عدد من المختصين من خطورة الأسمنت المغشوش والذي قد يتسبب في انهيار البنايات الخرسانية بشكل سريع جراء فقدانها للتماسك بسبب خلطها بالمواد الأخرى والتي تقلل من تكلفتها الإنتاجية. وتأتي التحذيرات الجادة وسط مخاوف انتابت المواطنين جراء انتشار الاسمنت المغشوش في الشوارع والأحياء خصوصا تلك التي تشهد نهضات عمرانية والواقعة في شرق وشمال جدة. وطالب عدد من المختصين بضرورة تكثيف الرقابة على محلات بيع الاسمنت العشوائية والتي يكثر فيها الغش والتسويف من قبل العمالة الأجنبية حيث يباع الاسمنت المغشوش دون أي شعور بالمسؤولية تجاه ما يترتب عليه من خطورة على الأرواح والممتلكات. من جهته طالب المهندس عبدالله العجمي رئيس بلدية بريمان الفرعية المواطنين عبر «عكاظ»، بضرورة الابتعاد عن شراء الاسمنت من الشوارع والاعتماد على نقاط التوزيع الرئيسية والتي لا يمكن أن تمارس الغش على المواطن، مشيرا إلى أن أساليب الغش التي تمارسها العمالة الوافدة تتنوع، حيث يعمد أغلبهم إلى التخفي بعيدا عن الأنظار داخل الاحواش ومن ثم الحصول على أكياس أسمنت مزورة وتعبئتها بالمادة الإسمنتية وإضافة التراب وأحيانا برادة الحديد وذلك يؤدي بالتأكيد إلى خفض تكلفة الكيس الواحد من 10 ريالات إلى ثلاث ريالات فقط ومن ثم بيعه في السوق بسعره العادي دون أن ينتبه المواطن. ورأى أن الخطر يتجاوز أكياس الاسمنت ليصل إلى البلك الأسمنتي الذي يتم انتاجه من الاسمنت المغشوش وقال: في السوق الان بلك أسمنتي رديء للغاية بسبب اعتماده على تلك النوعية من الاسمنت واعتقد أنه لا يمكن أن يصمد أي منزل يستخدم فيه هذا النوع من البلوك الخطير على الأرواح والأنفس. من جانبه حذر مدير عام الإدارة العامة للجودة النوعية في أمانة جدة وأمين عام هيئة الخرسانة الجاهزة في جدة الدكتور حامد الغامدي من خطورة استخدام الاسمنت المغشوش في بناء المنازل أو السقوف، مشيرا إلى أن النوعية المغشوشة لا يمكن أن تصمد لفترة طويلة بل قد لا تتجاوز العام الواحد ومن ثم تنهار أو تبدأ بالتشققات المخيفة على أقل تقدير. وأضاف أن جودة الاسمنت في الأساس تقع على عاتق شركات الاسمنت الرئيسية في حين تتحمل شركات الخرسانة التأكد من نوعية الاسمنت وجودته من خلال المختبرات مع التزامها بالمعايير القياسية والتي تضمن جودة المنتج. وكشف المدير التنفيذي لشركة جودة الخرسانة هشام بن ردة الحارثي ل «عكاظ» عن الخطورة الشديدة التي تتعرض لها المباني في حال تم استخدام الاسمنت المغشوش مشبها إياه بالطبخة المسمومة. وقال إن المشكلة تكبر عندما تتعلق بشركات الخرسانة والتي تقوم بصب السقوف والأعمدة وأساسات المباني حيث يتحدد نوعية الاسمنت وفقا لضمير الشركة وخوفها من الله حيث تغيب الرقابة الحقيقية من قبل الوزارات المعنية. واستطرد قائلا إن الاسمنت يأتي بشكل سائب وبكميات كبيرة واكتشاف الاسمنت المغشوش لا يمكن عن طريق النظر بل من خلال مختبرات متخصصة تستطيع اكتشاف المغشوش من غيره واكتشاف ذلك بعد الانتهاء من الصب حيث تتحول الخرسانة المصبوبة إلى اللون الأبيض. أما محمد الغامدي أحد موزعي الاسمنت المعتمدين في محافظة جدة فقال: إذا أراد المواطن أن يبتعد عن المغشوش فعليه شراء الاسمنت المشار على أكياسه من الخارج بالشركات المعتمدة مثل شركة رابغ وينبع والجنوب والشمالية وغيرها مشيرا إلى أن بعض مؤسسات إعادة التعبئة تقوم بتوزيع أسمنت بدون اسم وبسعر يقل بنصف ريال عن السوق لتضمن بيعه. وكشف عن أن بعض مقاولي العمائر التجارية وشقق التمليك لا يبحثون عن الاسمنت الأكثر سماكة بل الأقل سعرا مهما كانت رداءته النوعية وهذا بالتأكيد يؤدي إلى ضرر بالمباني وتغرير بالمشترين الجدد.