أوضح رئيس لجنة المقاولين في الغرفة التجارية الصناعية في جدة المهندس عبدالعزيز حنفي ل«الحياة» أن كميات المياه الجوفية تختلف من منطقة لأخرى في جدة، مشيراً إلى أن بعض المناطق يرتفع فيها منسوب المياه الجوفية المختلطة بمياه الصرف الصحي، وفي أخرى تكون المياه المالحة «البحر» هي الأعلى، خصوصاً في المخططات القريبة من البحر. وأكد على أهمية إجراء اختبار للتربة للتأكد من نوعيتها ونسب المياه فيها قبل تشييد أي منشأة، مشدداً على أهمية أن توضع أساسات أي بناء في موقع يتناسب مع طبيعة التربة. وقال: «للأسف لا تدرس نوعيات التربة قبل تشييد كثير من المشاريع الصغيرة، مثل الفلل والمباني الصغيرة، في حين لابد من اتخاذ هذه التدابير قبل بناء العمائر والمباني الكبيرة». محذراً من تجاهل الاهتمام بأساسات البيوت والعمائر في جدة «خصوصاً أن مستوى المياه الجوفية فيها يرتفع بمجرد هطول أمطار». وأضاف: «تكمن خطورة المياه الجوفية في أنها مخلوطة بالصرف الصحي ومياه البحر، وهذه النوعية من المياه تأكل الخرسانة والحديد اللذين يصنع منهما أساس المباني». لافتاً إلى أن المباني المنشأة على أساسات غير سليمة تتعرض في البداية لهبوط في أجزائها، مشيراً إلى أنه من الممكن أن ينهار المبنى في حال تزايده. وألمح إلى أن طبيعة أرض جدة تأخذ شكل تموجات، ما يسهم في تفاوت نسب المياه الجوفيه فيها من منطقة لأخرى «قد لا يفصل بينهما 50 متراً»، مشدداً على أهمية التأكد من خلو تربتها من المياه، وطالب باتخاذ العديد من التدابير منها شفط المياه بالكامل، ووضع مواد عازلة لها، وتغطية الأسطح بمادة الإسفلت لمنع تسربها لأساس المبني، إضافة إلى استخدام نوعية معينة من الحديد والأسمنت المقاوم للماء في قواعد المبني، في حال ارتفاع منسوبها في الأرض. واتفق المهندس المعماري فهد الرشودي مع سابقه حول تشبع التربة بالمياه الجوفية، حاضاً على تنفيذ عملية سحب المياه وتخفيفها من التربة، قبل بدء عملية الإنشاء وصب الخرسانة. لافتاً إلى أن هذه العملية تهدف للتأكد من سلامة المبنى وعدم حدوث تصدعات، ربما تتسبب في انهياره بعد مرور فترة من الزمن. وذكر أن تشييد المباني في تربة مشبعة بالمياه الجوفية تحتاج لصيانة دورية، والتأكد من وجود شبكة صرف صحي وأخرى لتصريف مياه الأمطار والسيول، وصيانتها بشكل دائم لتلافي ارتفاع منسوب المياه تحت المبنى. وتوقع أن يشكل افتقار المنطقة لشبكات الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار خطورة على المباني مع مرور الوقت، مضيفاً «قد يعرضها لانهيار في حال عدم مراعاة وضع الأساسات الأسمنتية للمبني بعد تجفيف الأرض بشكل كامل».