علمت «الحياة» أن الرئيس محمود عباس سيطرح اليوم خلال اجتماع خاص مع القيادة الفلسطينية يعقد في رام الله، مبادرة سياسية جديدة تقوم على تدخل دولي فاعل وجدي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين، وطي صفحة الحروب فيها. (للمزيد) وكشف مسؤول فلسطيني رفيع ل «الحياة» أن المبادرة تقوم على مطالبة مجلس الأمن بإصدار قرار يحدد فيه نهاية الاحتلال الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية. وأوضح أن عباس يريد استغلال الانشغال الدولي بالحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة للمطالبة بحل ينهي ملف الصراع، ويحول دون تجدد الحرب مستقبلاً. وأضاف: «تنطلق مبادرة الرئيس من اعتراف المجتمع الدولي بفلسطين دولة غير عضو في الأممالمتحدة، وسيطالب المجتمع الدولي بممارسة مسؤولياته وحماية هذه الدولة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لها وفق جدول زمني». وقال إن عباس سيقدم المبادرة باسم الجامعة العربية، وسيعرضها على الولاياتالمتحدة أولاً، وفي حال عدم تبنيها، سيعرضها على مجلس الأمن، وفي حال رفضها، سيتجه إلى الانضمام إلى جميع المنظمات الدولية دفعة واحدة، بما فيها محكمة الجنايات الدولية. وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني ل «الحياة» أن «المبادرة الجديدة تقوم على الذهاب إلى أبعد مدى في جعل المجتمع الدولي يتحمل مسؤولياته وينخرط في إنهاء الاحتلال». وأضاف: «سيخاطب الرئيس المجتمع الدولي بأنه إذا كان لديه استعداد لتحمل مسؤولياته، فليتدخل عبر قرار لمجلس الأمن، وسيطالب الإدارة الأميركية بتحمل مسؤولياتها إذا كانت مهتمة بحماية الأمن والسلم في المنطقة». ويتوقع أن تصادق القيادة الفلسطينية على المبادرة التي بحثها الرئيس عباس مع كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي، والأمين العام للجامعة العربية، وأطلع عليها القيادات الأردنية والسعودية والقطرية. وكان عباس أعلن في مؤتمر صحافي في القاهرة قبل أيام نيته طرح مبادرة سياسية غير تقليدية. وقال مسؤول فلسطيني إن المقصود بمبادرة غير تقليدية هو ألا تقوم على المفاوضات، وإنما على تدخل دولي، وتحديد تواريخ محددة لإنهاء الاحتلال. لكن المسؤولين الفلسطينيين يتوقعون أن تلاقي المبادرة الفلسطينية رفضاً اسرائيلياً، وتردداً دولياً.