تواصلت أعمال الشغب داخل مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن بشكل متقطع يوم أمس، احتجاجاً «على تردي أوضاع المخيم المعيشية»، حيث أكدت مديرية الأمن العام الأردنية ليل الثلثاء-الأربعاء إصابة 26 دركياً على أيدي المئات من اللاجئين. وقالت مصادر عاملة في المخيم ل «الحياة»: «إن حالة أحد رجال الدرك المصابين خطرة، وهو بين الحياة والموت». وسارعت الحكومة الأردنية إلى التنديد بالحادث على لسان المتحدث باسمها الوزير سميح المعايطة، الذي قال ل «الحياة»: «إن هناك من يثير الشغب داخل المخيم، في وقت تبذل فيه الدولة الأردنية جهوداً مضنية لتأمينهم بالخدمات». وأضاف المعايطة: «ستتعامل الحكومة بحزم مع هؤلاء وفقاً لأحكام القانون، والتحقيقات ما زالت جارية»، مشيرا إلى أن تدفق اللاجئين السوريين على الأراضي الأردنية «فاق كل التوقعات». في هذه الأثناء، كشفت جمعية إغاثية أردنية تعنى بشؤون اللاجئين السوريين ل «الحياة»، عن دراسات أعدتها ولم تعلن تفاصيلها بعد، أشارت إلى أن «خمسة بالمئة من اللاجئين السوريين في الأردن يعملون لصالح النظام السوري». وقال زايد حماد رئيس جمعية (الكتاب والسنة) الأردنية، التي تقدم الخدمة لأكثر من 70 ألف لاجئ سوري في مواقع مختلفة، في تصريح خاص ل «الحياة»: «نؤكد من خلال الدراسات والأرقام التي بحوزتنا، أن خمسة بالمئة من اللاجئين السوريين في الأردن يعملون لصالح النظام السوري». وأضاف: «الكثير ممن يثيرون الشغب في الزعتري مندسون، ويعملون في خلايا موالية لنظام دمشق». وأكد حماد أن اجتماعاً طارئاً سيجمع جهات حكومية بعدد من المؤسسات الإغاثية العاملة في مخيم الزعتري خلال اليومين القادمين لمناقشة ما أسماه «الاحتجاجات المفتعلة داخل الزعتري وتجمعات اللاجئين الأخرى في مدينتي الرمثا والمفرق (شمالي البلاد)». وأوضح أن الدراسات المذكورة «تعتمد على قصص وأرقام وشواهد ميدانية موثقة»، قائلاً: «إن هناك من السوريين من أتوا إلى مراكزنا يطلبون أسماء وأماكن تواجد اللاجئين بحجة مساعدتهم، واكتشف الأمن لاحقاً أنهم عملاء». إلى ذلك أعلن وزير الداخلية الأردني غالب الزعبي أمس، أن بلاده «منعت العشرات من اللاجئين السوريين الذين يتواجدون على أراضي المملكة من العودة إلى بلادهم، خشية على سلامتهم». وقال الزعبي خلال مداخلة ألقاها أمام أعضاء البرلمان: «إن الحكومة لا تمنع إعادة اللاجئين إلى سورية، ولكن الوضع في بلادهم لا يسمح». وأضاف: «صبرنا صبر أيوب على إلقاء العشرات من اللاجئين السوريين الحجارة على قوات الأمن والدرك، مراعين ظروفهم النفسية». وفي الثالث والعشرين من الشهر الحالي، تم استدعاء شرطة مكافحة الشغب من أجل تفريق مجموعة من اللاجئين السوريين الغاضبين في المخيم، بعد أن اصطدموا مع الحرس أثناء محاولتهم مغادرة المخيم. وقد اشتكى اللاجئون من الطقس الحار والغبار وعدم وجود الكهرباء في المخيم، حيث متوسط درجات الحرارة في فصل الصيف 40 درجة. بينما قال نشطاء إنه «لا يرقى إلى مستوى المعايير الدولية». لكن الأردن والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة يقولان إن محدودية الموارد والتدفق المستمر للاجئين يحدان من قدرتهما على التعامل مع الأزمة. وقال الأردن أمس، إنه يستضيف نحو 280 ألف لاجئ سوري، في حين تحدثت منظمات أهلية عن ارتفاع الرقم إلى 300 ألف.