أصيب أمس عدد من اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري شمال شرقي الأردن بجروح إثر إطلاق قوات الدرك الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي عليهم بعد محاولتهم مغادرة المخيم احتجاجا على ظروف إقامتهم السيئة. وقالت مصادر إغاثية إن "عشرات اللاجئين حاولوا مغادرة المخيم عنوة وبتظاهرة كبيرة عن رجال الأمن وحاولوا الاعتداء عليهم". ولم تحدد المصادر عدد الإصابات. وأشارت مصادر حكومية إلى وقوع إصابات بين صفوف رجال الأمن بسبب استخدام المتظاهرين للحجارة فضلا عن محاولتهم إثارة الشغب والاعتداء على رجال الأمن. ويطالب اللاجئون بإعادتهم إلى بلادهم بسبب ظروف إقامتهم السيئة، وقال بعضهم "نفضل العيش تحت قصف المدافع على أن نبقى في هذه الظروف الصعبة"، منوهين إلى انتشار الأمراض في المخيم نتيجة سوء الظروف غير الملائمة للحياة البشرية - على حد وصفهم -. ويسكن مخيم الزعتري للاجئين السوريين حوالي 15 ألف لاجئ، ويوجد في الأردن أكثر من 150 ألف لاجئ سوري بحسب تصريحات حكومية أردنية فيما تفيد إحصاءات مؤسسات إغاثية إلى وجود 250 ألفاً. من جانبه قال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة إن استمرار تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين إلى المملكة يفوق استيعاب المخيمات. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) امس عنه القول إن ما تشهده الحدود الأردنية من ارتفاع متزايد لدخول اللاجئين السوريين يفوق قدرات المخيمات المجهزة لاستقبالهم ويحمل القائمين عليها جهودا كبيرة. وأضاف أن الأردن يتعامل مع اللاجئين السوريين انطلاقا من الواجب الإنساني والقومي مما يحمله المزيد من الأعباء الإضافية على الموارد الاقتصادية. يذكر أن عدد اللاجئين السوريين الذين دخلوا إلى الأردن ليلة الخميس/ الجمعة وصل إلى 2324 لاجئاً. الى ذلك سقط صاروخ سوري مساء السبت بالقرب من مدينة الرمثا الحدودية شمالي الاردن، في ثاني حادث من نوعه خلال أقل من أسبوع. وقال المتحدث باسم الحكومة الأردنية سامح المعايطة إن صاروخا سوريا ضالا سقط على مشارف الرمثا، على مسافة 90 كيلومتراً شمال غرب عمان وعلى بعد مئات الأمتار من الحدود، خلال اشتباكات بين القوات النظامية وقوات المعارضة مساء السبت في محافظة درعا السورية المضطربة. ولم ترد تقارير بشأن وقوع إصابات. غير أن المعايطة قال إن الحادث أثار القلق الشديد لدى عمان. وأوضح المعايطة أن هذا يمثل انتهاكا للسيادة الوطنية، سواء أكان مقصودا أم لا، مشيرا إلى أن مثل هذا الحادث غير مقبول، على حد تعبيره. واستبعد المعايطة احتمال طرد السفير السوري بهجت سليمان، مشددا على أن الأردن سيتخذ إجراء مناسبا ردا على هذا الانتهاك.