توقعت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، ارتفاع أسعار الغذاء العالمية هذا الشهر بعدما سجلت تراجعاً على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، بفعل المخاوف من تأثير الطقس الجاف في محاصيل الذرة وفول الصويا الأميركية، وبالتالي في الأسعار في الأسواق العالمية. ولم يستبعد كبير الاقتصاديين ومحلل الحبوب في «فاو» عبد الرضا عباسيان في تصريح إلى وكالة «رويترز»، تسجيل «مزيد من الزيادات والتقلبات في الأسعار، إلى حين جني المحاصيل الأميركية»، لافتاً إلى أن الشهرين المقبلين «سيشهدان صعوبات كثيرة». وأشارت «فاو» إلى أن مؤشرها لأسعار الغذاء الذي يقيس التغيرات الشهرية في أسعار سلة من الحبوب والبذور النباتية ومنتجات الألبان واللحوم والسكر، «بلغ 201 نقطة في المتوسط الشهر الماضي، في مقابل 205 نقاط معدلة في أيار (مايو) الماضي». وخفضت «فاو» توقعاتها لإنتاج الحبوب العالمي هذه السنة، إلى «2.396 بليون طن بتراجع 23 مليون طن عن التقديرات السابقة، وعدّلت توقعاتها خفضاً لإنتاج الذرة في الولاياتالمتحدة إلى 350 مليون طن بانخفاض 25 مليون طن عن التقديرات السابقة، لكن الإنتاج لا يزال مرتفعاً 36 مليوناً أو 11.5 في المئة عنه عام 2011. الصومال وحذرت «وكالة غوث الأطفال» أمس من أن الصراع وندرة سقوط الأمطار التي تنذر بحصاد متأخر، يهددان بتعريض مئات الآلاف من الصوماليين مرة أخرى إلى الجوع، ما يقوّض جهود المساعدات التي بذلت أثناء فترة الجفاف التي عانى منها الصومال العام الماضي. وأكدت الوكالة أن كثيرين من بين 1.4 مليون نازح صومالي بسبب الصراع والجفاف، سيدفعون ثمن الأزمة الجديدة لحاجتهم إلى حصاد جيد يؤدي إلى انخفاض أسعار السلع الغذائية. وقالت مديرة المساعدات الإنسانية في برنامج «وكالة غوث الأطفال» في الصومال، سونيا زامباكيدس «أزمة العام الماضي تركت عدداً هائلاً من الأسر الصومالية غير قادرة على التكيف مع آثار الجفاف طوال سنة». وطالبت الوكالة بمزيد من الأموال وبذل جهود جديدة من قبل المجتمع الدولي لمعالجة الأسباب الرئيسة لأزمات الغذاء التي تعصف بالصومال دورياً. وأضافت «نريد تغييراً جذرياً في المنهج تجاه الصومال وتحولاً من التعامل السطحي مع أزمات الغذاء الطارئة إلى تعهد بعيد المدى لمعالجة الأسباب المؤدية لظهور هذه الأزمات».