وصفت إيران حظراً بدأ الاتحاد الأوروبي تطبيقه على استيراد نفطها، بسبب برنامجها النووي، بأنه «معركة»، لكنها أكدت قدرتها على «مواجهته»، متسلّحة باحتياطي من النقد الأجنبي يبلغ 150 بليون دولار. وأوقف الاتحاد أيضاً تأمين النفط الإيراني من شركات التأمين الأوروبية التي تغطي 90 في المئة من النشاط البحري النفطي العالمي. وقال محمد رضا رحيمي، النائب الأول للرئيس الإيراني «نواجه أشد العقوبات، ونطلب من المواطنين مساعدة المسؤولين في هذه المعركة». وأقرّ بأن «العقوبات الخسيسة قد تسبّب ارتباكاً ظرفياً» في السوق، لكنه أكد أن «الشعب الإيراني لن يتراجع عن مسيرة التقدم والازدهار، وسيواجه الحظر وكلّ الأطماع». وأعلن أن الحكومة «خزّنت مواد أساسية لوضعها بتصرف الشعب عند الضرورة». واعتبر وزير الاقتصاد شمس الدين حسيني أن «إعلان الاتحاد الأوروبي تطبيق الحظر يهدف فقط إلى ممارسة أكبر ضغط نفسي ممكن علي إيران، إذ إن العقوبات ليست جديدة». وأمر وزير النفط رستم قاسمي موظفي الوزارة ب «الاستنفار ضد العقوبات غير القانونية»، لكنه اعتبر أن «تطبيق أعدائنا الحظر لا يطرح أي مشكلة، إذ إنهم فرضوا عقوبات مشابهة قبل سنوات، ولم يحدث شيء. كما أن الحكومة اتخذت القرارات اللازمة، وهي مستعدة تماماً لمواجهتها». وشدد على أن «الحظر بدأ قبل سنوات، والنفط الإيراني ما زال يباع في الأسواق الدولية، وتوقّف قسم من الصادرات إلى أوروبا فقط، قبل بدء الحظر»، مؤكداً أن بلاده وجدت «زبائن جدداً». وأكد رئيس شركة النفط الوطنية الأيرانية أحمد قلعة باني «سهولة إيجاد بديل عن المستوردين الأوروبيين النفط الإيراني»، لافتاً إلى أن الاتحاد الأوروبي ما زال يشتري «ما بين 200 ألى 300 ألف برميل يومياً» من النفط الخام الإيراني، في مقابل 600 ألف برميل نهاية 2011. وقال محافظ المصرف المركزي الإيراني محمود بهمني «لم نقف مكتوفي الأيدي، بل نطبّق خططاً وبحوثاً لتلافي أضرار العقوبات، وسنواجه هذه السياسات الخبيثة». وأضاف: «إيران ادخرت 150 بليون دولار من العملات الأجنبية، وهذا رقم جيد في مقابل ما فُرض عليها من عقوبات». في المقابل، رأى وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ في الحظر النفطي «عقوبات تُعتبر سابقة»، مضيفاً «أنها التدابير الأكثر قسوة التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي ضد إيران، وتظهر تصميمنا على تكثيف الضغط الديبلوماسي عليها». وأشاد ناطق باسم البيت الأبيض بالحظر النفطي الأوروبي، معتبراً أنه يشكّل «جزءاً أساسياً» في الجهود الديبلوماسية لتسوية الملف الإيراني. وحضّ طهران على «اتخاذ تدابير ملموسة لتبديد قلق المجتمع الدولي من نشاطاتها النووية». في غضون ذلك، أعلن «الحرس الثوري» أنه سينظم اليوم «مناورات صاروخية» تستمر ثلاثة أيام، مشيراً إلى أن قواته قادرة على «محاربة العدو على بعد آلاف الكيلومترات من الحدود الإيرانية». وقال قائد القوة الفضائية في «الحرس» الجنرال أمير علي حاجي زادة: «بعض دول المنطقة وخارجها، أطلقت تهديدات ضد إيران، وهي أشبه بكذبة. وإذا شنّ الكيان الصهيوني عدواناً علينا، فستمحوه صواريخنا من الكرة الأرضية». وأشار إلى طائرة الاستطلاع الأميركية من طراز «آر كيو – 170» التي أعلنت طهران إسقاطها السنة الماضية، مشيراً إلى نيل «معلومات جديدة من أجهزتها، تشكّل مكتبة، وسيُستفاد منها في الوقت المناسب».