أكد الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري في حديث له مع «الحياة»، أن ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز هو رجل خبر التاريخ وعرفه وخبره التاريخ وقدمه، رجل تولى المسؤولية منذ صغر سنه ونجح فيها وخدمها، وصاحب مواقع عظيمة ومساندة لإخوانه الملوك. ورجل مهما قلبت صفحات إسهاماته فلن تجد لها حدوداً من صفحات السياسة والإدارة والإنسانية والخيرية والعسكرية والفكرية والثقافية. وأضاف السماري: «اللافت في شخصية ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز أنه رجل اعتبره الكثيرون مرآة لوالده المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في هيئته وطريقة إدارته وفكره ومواقفه وأسلوبه وشخصيته، لأنه تمتزج فيه القوة والمحبة والعطف والإخلاص والتمسك بمبادئ الدين والحسم». وأضاف السماري: «إن وصفه بأنه المشرف على نجاح الدراسات التاريخية في المملكة، والموجّه لها والمتابع لها هو أقل ما يستحق أن يوصف به، فهو رجل إذا تحدث في التاريخ فهو أكثر من مؤرخ، وإذا تحدث في الشأن العام فهو أكثر من مواطن، وإذا واجهته أسئلة المستقبل فإجابته واثقة ومطمئنة. رجل يذكر بالوطن ومبادئه، ويحذّر من التهاون في الالتزام بها». وتابع: «عنايته بالتراث تتجلى في أبرز صورها وأجلى حسنها وجمالها، فهو رجل أحب التراث والتاريخ واهتم به، لأنه يعد التراث والتاريخ معاً سنداً للأمة لدخول المستقبل، وولي العهد كما نعرفه دائماً رجل يدرك أن من لا ماضي له فليس له حاضر. ومن خلال إشرافه على عملنا في التاريخ وفي البحث تعلمنا منه أنه رجل لا يهدأ له بال، حتى يجد ذلك العمل طريقه الصحيح بشكل جاد وفاعل ومؤثر، وتعلمنا منه الاختلاف والقبول والحوار، لأنه لا ينتصر لرأيه وإنما يشغل نفسه لوصول ذلك الرأي إلى مجاله الصحيح ليقتنع به الآخرون، وفي الوقت نفسه يستمع إلى الرأي الآخر ويستفيد منه إذا كانت به فائدة، إما تعزيزاً لرأيه، أو تعضيداً لرؤيته». وفي ما يتعلق بعنايته بالتاريخ ودراساته وعلومه من خلال دارة الملك عبدالعزيز، أكد الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري أن إشراف ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز على دارة الملك عبدالعزيز قاد إلى انضمام الدارة إلى عضوية عدد من الهيئات والمراكز العلمية الدولية، من بينها المجلس الدولي للأرشيفات، الفرع العربي الإقليمي للمجلس الدولي للأرشيفات. واتحاد المؤرخين العرب. والأمانة العامة للمراكز العلمية المهتمة بدراسات الخليج العربي والجزيرة العربية. وجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون الخليجي. والجمعية التاريخية السعودية. وجمعية التاريخ الشفوي الأميركية. وجمعية التاريخ الشفوي البريطانية. وقال السماري: «منذ أنشئت دارة الملك عبدالعزيز بموجب المرسوم الملكي في الخامس من شعبان عام 1392 ه (1972)، وولي العهد رئيس مجلسها يعتني ويتابع ويشرف ويناقش ويوجّه، وكل ذلك من أجل خدمة تاريخ وجغرافية وآداب وتراث المملكة والدول العربية والدول الإسلامية بصفة عامة، ونحن نسعى حثيثاً بناء على الجهود والتوجيهات من ولي العهد إلى تحقيق عدد من الأهداف هي: تحقيق الكتب التي تخدم تاريخ المملكة وجغرافيتها وآدابها وآثارها الفكرية والعمرانية، وطبعها وترجمتها، وتاريخ وآثار الجزيرة العربية والدول العربية والإسلامية بشكل عام. وإعداد بحوث ودراسات ومحاضرات وندوات عن سيرة الملك عبدالعزيز خصوصاً، وعن المملكة وحكامها وأعلامها قديماً وحديثاً بصفة عامة، والمحافظة على مصادر تاريخ المملكة وجمعه، وإنشاء قاعة تذكارية تضمن كل ما يصور حياة الملك عبدالعزيز الوثائقية وغيرها، وآثار الدولة السعودية منذ نشأتها، ومنح جائزة سنوية باسم جائزة الملك عبدالعزيز، وإصدار مجلة ثقافية تخدم أغراض الدارة، وإنشاء مكتبة تضم كل ما يخدم أغراض الدارة، وخدمة الباحثين والباحثات في مجال اختصاصات الدارة». وتحتوي الدارة على 15 إدارة وقسماً، من أهمها: مركز الترميم والمحافظة على المواد التاريخية، وبدأت الدارة في الترميم منذ بداية إنشائها عام 1392 ه، لتصبح مركزاً متخصصاً للترميم عام 1425 ه (2005)، ويهدف المركز إلى المحافظة على المخطوطات والوثائق التاريخية. وإدارة البحوث والنشر، التي تتولى إدارة البحوث والنشر الإشراف على جوانب البحث العلمي، وإصدار المؤلفات ذات العلاقة باهتمامات الدارة. وشمل نشاط هذه الإدارة الإشراف على إصدار العديد من المؤلفات والدراسات المتخصصة، ومن أهم المهمات المناطة بإدارة البحوث والنشر دراسة المؤلفات والبحوث المقدمة من الكتاب والباحثين، بغرض تبني طبعها ونشرها ضمن إصدارات الدارة، ومتابعة طباعة الكتب والإصدارات، وتوثيق التعاون وتبادل الإصدارات مع المراكز العلمية والمكتبات العامة والهيئات المماثلة داخل المملكة وخارجها، وتنظيم الموسم الثقافي للدارة الذي يتضمن العديد من المحاضرات والندوات العلمية المتخصصة، بمشاركة نخبة من المفكرين والأدباء والمتخصصين حول مجالات اهتمامات الدارة، وتقديم خدمات معلوماتية وتسهيلات بحثية للباحثين، وتنفيذ توصيات اللجان العلمية العاملة بالدارة، والإشراف على تنظيم المؤتمرات والندوات العلمية. وتصدر الدارة مجلة فصلية كل ثلاثة أشهر، تعنى بنشر البحوث والدراسات العلمية المتعلقة بتراث المملكة وفكرها وتاريخها وثقافتها الوطنية، وبالجزيرة العربية والعالم العربي والإسلامي بصفة عامة، وتم إصدار العدد الأول من المجلة في غرة شهر ربيع الأول عام 1395 ه. ومركز نظم المعلومات الجغرافية، الذي يضم نظم المعلومات الجغرافية تولى إعداد الأطلس التاريخي للمملكة، وذلك في مسعى لتوثيق أهم الأحداث التاريخية التي شهدتها الدولة السعودية خلال مراحل تكوينها المختلفة. ووحدة المخطوطات، التي أنشئت للعناية بالمخطوطات المحلية بالمملكة، وذلك في شهر شوال من عام 1423 ه، بعد أن كانت قسماً ملحقاً بمركز الوثائق، وكذلك توفير قاعة حفظ للمخطوطات مزودة بوسائل السلامة والحفظ، وقاعة للفهرسة مزودة بالكتب والمراجع، مع تطبيق دورة عمل متكاملة في التعامل مع المخطوط من حيث التسلّم من الأفراد أو الجهات، مروراً بالتعقيم، ثم بعد ذلك الفرز والحصر والفهرسة والتصوير والترميم والتجليد. ومكتبة الدارة التي تمثل أحد أهم أقسامها المتخصصة، التي تؤدي دوراً متزايداً في تحقيق أهدافها لخدمة تاريخ المملكة. كما تضم المكتبة مجموعات نادرة، من أبرزها مكتبة الشيخ عبدالمحسن الخيال، ومكتبة شركة أرامكو. ومركز توثيق تاريخ الأسرة المالكة السعودية: الذي أسس بتاريخ العاشر من ذي الحجة عام 1421 ه، ويعنى المركز بتوثيق جميع المعلومات التاريخية ذات العلاقة بأفراد الأسرة المالكة، وإصدار شجرة النسب وتحديثها أولاً بأول. ومركز الوثائق الذي يعد أحد أهم المصادر التاريخية، إذ يلبي حاجة مهمة لحفظ التراث وتسجيل التاريخ الوطني، ومركز التاريخ الشفوي، وهو لحصر وجمع مصادر التاريخ الوطني السعودي داخل المملكة وخارجها، لكون الوثائق التاريخية والمخطوطات والأماكن والآثار والشهادات الشفوية في مقدمة تلك المصادر، وتم تأسيس مركز التاريخ الشفوي بالدارة عام 1416 ه (1997).