باغت «حزب العمال الكردستاني» المحظور، الأجندة السياسية الباحثة عن تسوية جذرية للأزمة الكردية في تركيا، إذ نفذت مجموعة ضخمة من مسلحيه هجوماً من ثلاثة محاور على مخفر حراسة تركي في منطقة ضاغلجه في ولاية هكاري، على الحدود مع العراق، ما أسفر عن مقتل 8 جنود وجرح 16. وكان المكان ذاته شهد هجوماً دامياً مشابهاً قبل سنتين تقريباً، أوقع 16 قتيلاً في صفوف الجيش التركي المعسكر هناك. وقال بولنت ارينش، نائب رئيس الوزراء، إن الهجوم حدث فجراً عندما تسلل عشرات من مسلحي «الكردستاني» من شمال العراق، عبر ثلاثة محاور وأطلقوا نيراناً وقذائف على المخفر، مشيراً الى مقتل 10 مسلحين أثناء تبادل لإطلاق النار، فيما فرّ المهاجمون الآخرون الى حيث أتوا. وتفقد رئيس الأركان الجنرال نجدت أوزال وقائد القوات البرية الجنرال خيري كفريك أوغلو وقائد قوات الدرك الجنرال بكير كاليونجو، موقع الحادث، وتبعهم بشير أتالاي، نائب رئيس الوزراء مسؤول الملف الكردي، ووزير الداخلية إدريس نعيم شاهين، وذلك بعد اجتماع مصغّر للحكومة رأسه أرينش لتقويم الوضع. واعتبر الرئيس عبدالله غل إن «الكردستاني» يواصل «هجماته غير الإنسانية الدامية»، مؤكداً تصميم بلاده على «حلّ مشكلة الإرهاب من دون التنازل عن وحدة أراضيها وسلطة الدولة وحكم القانون». لكن زعيم المعارضة البرلمانية كمال كيلشدارأوغلو تساءل عن «طائرات التجسس التي اشترتها تركيا من اسرائيل، ولماذا لم ترصد تسلل المجموعة، وكيف سمح الجيش للمهاجمين بالفرار مجدداً الى شمال العراق؟». أما رئيس «حزب السلام والديموقراطية» الكردي صلاح الدين دميرطاش فطالب «حزب العمال الكردستاني» بإلقاء سلاحه وإنهاء عملياته المسلحة، كما حضّ الحكومة على وقف عملياتها العسكرية، مشيراً الى «ضرورة اللجوء الى الحوار السياسي لتسوية القضية الكردية، بعيداً من العنف». أوجلان وتزامن الهجوم مع حديث أوساط سياسية عن تسوية تُطبخ سراً في غرف مغلقة، لإقناع قيادة «الكردستاني» بإلقاء السلاح في مقابل تدريس اللغة الكردية في المدارس الحكومية وإصدار عفو عن جميع مسلحيه ونقل زعيمه عبدالله أوجلان من سجنه الانفرادي في جزيرة إمرالي الى حبس في منزله، تمهيداً لإشراكه في العملية السياسية. وأثنت السياسية الكردية المعروفة ليلى زانا على ذلك، معتبرة أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان هو الأقدر على تسوية المسألة الكردية. وأعرب الاخير عن رغبته في لقائها. وتوقعت أوساط أمنية شنّ هجمات «استفزازية»، لقطع الطريق على هذه المساعي للتوصل الى تسوية، وللتفاوض مع قيادة «الكردستاني» التي أبدت قبل أسبوع استعدادها للحوار.