بحث مجلس الامن القومي التركي في نتائج عملية القصف الجوي التي نفذتها مقاتلات على معسكرات حزب «العمال الكردستاني» شمال العراق. وشرح قائد الاركان الجنرال نجدت أوزال أنه تم قصف 60 هدفاً بالطائرات و 168 هدفاً آخر بالمدافع من الحدود التركية. وأكد بيان لقيادة الاركان أن العمليات «استهدفت معسكرات الحزب. ولم تطاول المناطق السكنية أو المدنيين»، وأشار الى «عزم الجيش على استمرار العمليات طالما بقي حزب العمال الكردستاني متمركزاً في شمال العراق وينطلق من هناك لشن هجمات داخل تركيا». وأيد مجلس الامن الخطوة العسكرية، وبحث في خطوات اخرى سياسية، وصفت ب»الحازمة من أجل التصدي للحزب وهجماته ومن يعاونه». في المقابل انتقد سياسيون أكراد العملية العسكرية وقال صلاح الدين دميرطاش، زعيم حزب «السلام والديموقراطية» إن أنقرة «لم تفهم بعد أن أساس ومركز القضية الكردية ليس في جبال قنديل في شمال العراق وانما في اسطنبولوأنقرة ودياربكر»، وعلق على التسريبات الاعلامية التي تفيد باحتمال شن حملة اعتقالات واسعة في صفوف الاكراد بعد العيد بتهمة دعم الحزب الكردستاني على الارض ، وقال أن هناك «من يسعى لإيجاد حرب أهلية في تركيا». و حذر من أي «تراجع عما تم تحقيقه من خطوات ديموقراطية». وفي اطار العلاقة بين الجيش والحكومة لفت الانتباه الجو الودي الذي طغى على اجتماع مجلس الامن القومي الذي حضرته القيادة الجديدة لهيئة الاركان، بعد ترتيب جلوس الحضور بشكل جديد يختلط فيه المدني بالعسكري، بدلاً من الترتيب السابق، إذ كان العسكر في جهة والمدنيون في جهة أخرى كأنهم انداد أو خصوم ، وأثنى سياسيون على سرعة تجاوب الجيش هذه المرة مع الحدث وسرعة تنفيذه عملية شمال العراق. وكان رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان أعلن مقتل ثمانية جنود وعضو ميليشيا كردية موالية للحكومة الاربعاء في جنوب شرقي تركيا في مكمن نصبه متمردو حزب «العمال الكردستاني». وقال اردوغان: «لقد طفح الكيل»، معلناً ان القتلى ثمانية جنود وأحد حراس القرى، وهي ميليشيا شبه عسكرية موالية للجيش، كما اصيب 11 جندياً. واضاف رداً على سؤال عما يمكن ان تتخذه الحكومة من تدابير:»سترون عندما يحصل ذلك». وحصل الهجوم في جوكورجا في محافظة هكاري جنوب شرقي تركيا، على الحدود مع العراق. وأفاد مصدر محلي ان تعزيزات ارسلت الى المنطقة متحدثاً عن معارك. وافادت المصادر ان انفجارين على الاقل حصلا لدى مرور قافلة عسكرية على طريق سريعة يرجح انهما نجما عن لغمين موجهين عن بعد. في العراق، أعلن ناطق باسم رئاسة إقليم كردستان في بيان عن «إدانة رئاسة الإقليم للهجوم الذي ِأسفر عن مقتل ثمانية جنود أتراك»، مشيراً إلى أن «المواجهات المسلحة والقصف، سيعقد من المشكلة وستلحق الضرر بالمساعي السلمية»، داعياً الطرفين إلى «الابتعاد عن شن الهجمات واللجوء إلى الحوار لحل الخلافات».