شهدت المرأة السعودية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز توسعاً في أدوار لم تتمكن من نيلها قبل سابق عهده، كما ارتقت من الدور التنفيذي إلى الدور القيادي، فأصبحت مستشاراً بمجلس الشورى ونائبة وزير، إلى جانب مشاركتها في الانتخابات البلدية، لتثبت من خلال ذلك هويتها الصادقة بعد أن تجردت من الرواسب الحائلة بينها وبين قدراتها، وتحررها من قيود الفكر المحدود إلى العطاء اللامحدود، ولم يأتِ ذلك إلا إيماناً بقدرة المرأة على تحقيق ذلك، إذ عبر الملك عبدالله عن قدرتها بذلك حينما قال: «ما يأتي من النساء إلا خير». واتفقت مجموعة من سيدات المجتمع السعودي التقت بهن «الحياة» على أن عهد الملك عبدالله يوصف بالعهد الذهبي، كونه فعّل دور المرأة في المجتمع والدولة، واعتبرت المستشارة بمجلس الشورى السعودي المديرة التنفيذية لبرنامج الأمان الأسري الوطني الدكتورة مها المنيف أن التغيّر الذي حصل في المجتمع السعودي في عهد الملك عبدالله هو تغيّر جذري وإيجابي وسريع بصفة عامة، مرجعة ذلك إلى وجود الدعم، وتمكين لدور المرأة بالمجتمع، كونه لم يعد ذكورياً بحتاً من ناحية العمل والأسرة، إذ إن عمل المرأة سيدعم الدولة من ناحية اقتصادية ويحسن وضع الأسر. وأشادت المنيف بقرارات الملك عبدالله التي وصفتها بالروعة بدءاً من القرار (120) الذي فتح أبواب العمل للمرأة لتكون في كل القطاعات الحكومية مثل الموانئ والجمارك وغيرهما، إذ لم يعد عملها تقليدياً ومقتصراً في مجال الطب أو التعليم فقط، بل أصبحت موجودة أيضاً في محل بيع المستلزمات النسائية. وأوضحت المنيف أن جميع قرارات الملك عبدالله توّجت بقرار وجود المرأة عضوة فاعلة بالشورى ومنتخبة في المجالس البلدية، إذ ترى أن هذا القرار لم يمكّن المرأة فقط، بل يمكّن الأسر السعودية، وبتمكين الأسر التي هي نواة المجتمع سيتمكن الوطن اقتصادياً أكثر. وأكدت المنيف أن المرأة السعودية في طريقها لتكون صانعة قرار لا منفذة له فقط، إذ ترى أن وجود وكيلة وزارة ونائبة وزير هي بداية طريق المرأة في الحصول على مناصب تضعها في القدرة على صنع القرار، معتقدة أن فتح باب الشورى للمرأة جعلها صانعة قرار في عهد الملك عبدالله. واختتمت حديثها بقولها: «أتمنى أن يستمر هذا النهج نهج الملك عبدالله في تمكين المرأة كعضو فاعل ليس في الأسرة فقط ولكن في المجتمع، وكعضو عامل في سياسة الدولة الداخلية والخارجية» ومن الجهة ذاتها ترى خبيرة العقار سيدة الأعمال ازدهار باتوبارا أنه منذ تولي الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم حلّ على هذا الوطن نوع جديد من عطاءات أبناء عبدالعزيز اتسمت بسمات حضارية رائدة، جسّدت ما اتصف به من الحنكة والتميز، مشيرة إلى تفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه في تعزيزهم وتمكينهم في كل المجالات المحلية، وعلى كل المستويات الدولية المتمثلة في حوار الأديان والحوار الوطني وغيرها، ليحقق العدالة ويؤكد نظرته بعيدة المدى. وتقول: «بتعزيز وثقة من خادم الحرمين الشريفين، مكّن المرأة السعودية المكانة التي أعطاها لها الإسلام والتي لطالما حلمت بها, فلمسنا في عهده نمواً متواصلاً في الاقتصاد وقوة في البنية التحتية لأنظمة وتشريعات القطاعات الاقتصادية والمالية، وشهدنا في عهده اهتماماً ورعاية وعطاء للنواحي التعليمية ببناء الأجيال التي ستبني الأوطان». وأشارت خلال حديثها إلى اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالمرأة من جانب الأعمال، إذ سمح لها في عهده الناضج بدخول انتخابات مجلس إدارة الغرف التجارية، إذ خاضت المرأة السعودية في مجال العقار والمقاولات والمحاماة والخدمات، إلى جانب عملها في المصانع والعمل في بائعات المحال. واختتمت باتوبارا حديثها بقولها: «لا يمكن لنا في هذه السطور أن نحصر القرارات التي أعلنها الملك عبدالله في مجالات الحياة كافة، فمنها ما كان متصلاً بشكل مباشر بتحسين واقع المرأة، ومنها ما كان ضمن منظومة المؤسسات الحكومية والأهلية». ووصفت المحامية فريال كنج عهد الملك عبدالله بالعهد الذهبي، كون المرأة السعودية حققت حلمها الذي ظلت تحلم به أعواماً عدة، وحظيت بتكريم وتقدير منه، وتوّجها بقراراته وبلّغها مكانة مرموقة باهتمامه بشؤونها، مستشهداً بقوله عنها إنها «هي أمي وهي أختي وهي ابنتي»، وبذلك حقق لها كل شيء في عهده الذي اتسم بالرخاء والعطاء. وأوضحت كنج خلال حديثها إلى أن الملك عبدالله لم يهمل جانب المرأة خلال تطويره الهرم القضائي، إذ كان التطوير في جانب المرأة السعودية، منوهة إلى أنه في عهده تم افتتاح أقسام دراسة القانون للطالبات في الجامعات، فحظيت بدور لم تحظ به من قبل، مشيرة إلى أن الملك عبدالله سعى لتطوير الهرم القضائي بكل الإمكانات.