استضاف الفرع النسائي لهيئة حقوق الإنسان في المنطقة الشرقية أمس الأول مستشارات في مجلس الشورى، بهدف التواصل مع الجهات الرسمية والأهلية الفاعلة في المجتمع، وتبادل الخبرات في مجالات العمل المشتركة. وأوضحت المستشارة في مجلس الشورى والناشطة الاجتماعية والعضو مؤسس للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتورة بهيجة عزي أنه لا يوجد أي نوع من الحذر في عمل المرأة السعودية في السياسة، مشيرة إلى أن المرأة السعودية تعمل في مجالات اجتماعية وصحية وتعليمية، وجميعها تندرج تحت المجال السياسي، وجميعها مجالات سياسية. وأشارت إلى أن السياسة ليست نقطة خطيرة أو مثيرة، بل إنها كأي موقع من مواقع صنع القرار. وذكرت الدكتورة بهيجة عزي أن علاقة المرأة بالشورى علاقة قديمة منذ عصر قديم. وتابعت الدكتورة عزي الحديث عن أهمية عمل المرأة السعودية في مجلس الشورى مستعينة بالآية الكريمة «المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر»، على اعتبار أهمية شراكة المرأة في جميع القطاعات، كونها نصف المجتمع ولها حقوق مساوية للرجل في المواطنة والمشاركة في المجتمع. وتابعت: هناك الكثير من الأحاديث الصحيحة عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) في مشاركة المرأة في جميع الميادين من البعد السياسي والاجتماعي وما إلى ذلك. وأشادت الدكتورة بهيجة عزي بالعصر الذي تعيشه المرأة السعودية اليوم، بدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حيث إنه قائد عصر النهضة الحضارية للنساء في المملكة بدعمه لقرارات تصب في مصلحة المرأة والأسرة، ومنها توقيع المملكة على اتفاقية القضاء على التمييز ضد المرأة (سيداو)، وأضافت أنه رغم وجود بعض من التحفظات للمملكة على بعض بنود الاتفاقية، إلا أن المجتمع السعودي بدأ يشق طريقه نحو التطور. من جهتها، أشارت المستشارة في مجلس الشورى وعضو مجلس الأمان الأسري واستشارية طب الأطفال والناشطة الاجتماعية الدكتورة نهاد الجشي إلى أن مشاركة المرأة السعودية في مجلس الشورى على الصعيدين المحلي والخارجي؛ عززت وجودها على مستوى الاستشارات الدولية في البرلمان الدولي، وحضورها لاجتماعات عالمية في هذا الشأن، وأن وجود المستشارات السعوديات أصبح أساسيا ضمن وفود البرلمانات الدولية. وأوضحت المستشارة في مجلس الشورى واستشارية طب الأطفال والأمراض المعدية والوبائية والعضو المؤسس في مجلس الأمان الأسري الدكتورة مها المنيف أن المملكة عمرها يعتبر قصيرا، وأن تجربة مجلس الشورى أيضا ما زالت حديثة في المجتمع السعودي مقارنة بالبرلمانات في الدول الأخرى. وحول انضمام سيدات سعوديات لمجلس الشورى ذكرت الدكتورة المنيف أنها خطوة أولى للمرأة السعودية ولن تكون النهاية في تطور وضع المرأة في المملكة، حيث ما زالت المستشارات يصعدن السلم بإنجازاتهن للمرأة والمجتمع. وأثنت الدكتورة مها المنيف على القرارات السياسية طيلة السنوات الست الأخيرة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التي رفعت من مستوى المرأة السعودية، واصفة إصلاحات الملك بالخطوات الجادة لتمكين المرأة وتفعيل دورها في المجتمع. وزادت «يجب ألا تتفاءل النساء السعوديات في تعادل عددهن مع عدد الرجال في الشورى السعودي، لأن هذه مشكلة عالمية وليست محلية فحسب، لكن الأهم أن المرأة السعودية استطاعت إثبات وجودها في المجلس كغيرها من نساء العالم». وانتقدت المستشارة في مجلس الشورى والأكاديمية في جامعة الملك سعود الدكتورة فاطمة بكر جمجوم جهل الإعلام الخارجي بوضع المرأة الداخلي، قائلة «الإعلام في الخارج يعتقد أن المرأة السعودية مغيبة، لكن تواجد المرأة السعودية في الميادين أثبت عكس ذلك». ودعت المستشارة في مجلس الشورى الدكتورة مي العيسى إلى ضرورة التكاتف من أجل خدمة الوطن، وعدم إحداث فرقة بين الرجل والمرأة بكثرة الحديث عن قضايا المرأة وحقوقها في كل محفل. وأضافت «الكثيرون أصبحوا يرون في ذلك دعوة إلى تغريب المرأة السعودية وإخراجها من توجهاتها وقيمها إلى تيارات أخرى غريبة ودخيلة»، وأشارت إلى أن هذا الأمر يضعف عملهن في مجلس الشورى. من جهتها، ذكرت المشرفة على الفرع النسائي لهيئة حقوق الإنسان أن المرأة مواطنة مثل الرجل لها حق العضوية في مجلس الشورى وليس الاستشارة فحسب، وأضافت «يجب منح الفرصة للأجدر، بصرف النظر عن الجنس».