على الرغم من تعيين 11 امرأة من القيادات النسائية السعودية لمجلس الشورى كمستشارات غير متفرغات يستعين بهن المجلس للمشاركة في الكثير من الموضوعات خاصة التي ترتبط بقضايا المرأة إلا أن المطالب ما زالت مستمرة لتفعيل دور المرأة ومنحها حق عضوية المجلس الكاملة وبالتالي حق التصويت. ما يعني أن دورها لن يكون محصورا بإبداء الرأي فقط دون التصويت، فتتساوى بذلك صلاحياتها مع صلاحيات زملائها الرجال.. فتحت "عناوين" ملف هذه القضية والتقت مع عدد من الإعلاميات والأدبيات اللواتي طرحن أفكارهن حول المرأة ومجلس الشورى.. حيث تؤيد الروائية حسنة القرني بشدة وجود المرأة في المجلس بعضوية دائمة، وتتوقع أن قرار الملك عبدالله حفظه الله بدخول المرأة للمجلس كعضو أصبح وشيكا جدا، وذلك لما عرف عنه من انحياز وتغليب للشرع على حساب بعض الأعراف والتقاليد الاجتماعية التي تنتقص من المرأة ككيان إنساني قادر على العطاء من جهة، ومن جهة أخرى لأن المرأة هي الأقدر على عرض كل المشكلات التي تعانيها، وبعضها يسلبها حقوقها، لاسيما في ما يختص بقضايا الأحوال الشخصية ومشكلة عمل المرأة وتعليمها مع القدرة على طرح حلول مناسبة تضمن لها كرامتها. وتواصل قائلة: في السابق لم تكن المرأة مؤهلة لدخول المجلس وذلك بسبب وضعها الاجتماعي المتردي وحرمانها من التعليم في تلك الفترة. أما الآن فالوضع اختلف ومع ذلك نرى استمرارية حرمانها من حق دخول المجلس كعضو، لأن هناك من يفهمون (ما أفلح قوم ولو أمرهم امرأة) بغير المعنى المراد منها، متجاهلين قول الله عز وجل في كتابه الكريم بصيغة العموم (وأمرهم شورى بينهم). مشيرة إلى أن هذا القرار المنتظر أصبح ضرورة اجتماعية وشرعية و"نحن بحاجة إليه تنمويا من أجل المرأة والأسرة والمجتمع والوطن". إلى ذلك، ترى الكاتبة الصحفية أسماء المحمد أن مشاركة المرأة بعضوية كاملة في مجلس الشورى هي استحقاق وتمكين سياسي له أهميته، ولغيابه تأثيرات نراها ونشهد على تداعياتها داخل المجتمع وتنامي الظواهر السلبية فيه. وتستطرد قائلة: يأتي على رأسها النظرة الدونية للمرأة وإقصائها والتعامل معها كناقصة للأهلية.. مع استمرارية الاعتراف بمشاركتها في المجتمع.. والواقع يقول إنها شريك عند أداء الواجبات.. وعندما نبحث عن استحقاقاتها نراها في آخر القائمة إن لم تكن ليست ضمن جداول الأعمال والاهتمامات.. لا نحتاجها في مجلس الشورى فقط.. بل في كل مكان يدعم قضايا المجتمع وازدهاره.. نتطلع إلى حقبة من التمكين السياسي والاجتماعي تليق بمكانة بلادنا ومكانة المرأة السعودية المسلمة.
أما الكاتبة الصحفية فوزية النعيم فهي تقف إلى جانب وجود المرأة في المجلس لأنها على دراية بحوائج النساء وأكثر أمانة في المطالبة بها. وتقول: لا أعتقد أن هناك أي عائق يمنع المرأة من المشاركة بعضوية كاملة في المجلس سوى هيمنة الرجل على كل شيء، ليس بسبب الرجل بشكل مباشر، إنما السيادة التي منحها إياه المجتمع والتقاليد البالية، ثم تنازل المرأة عن حقوقها ورضاها بالواقع دون محاولة في التغيير. وختمت حديثها قائلة: آن الآوان لأن تأخذ المرأة حقها.. ولكن أتمنى أن تدرك المرأة هذا الحق وتحافظ عليه. من جهتها، تتفق الإعلامية فوز الخمعلي مع النعيم وتقول: هناك أمور الرجل لا يفهمها فيما يخص شؤون المرأة، لذا أجد أن المرأة أقرب إلى بنت جنسها كونها أنثى مثلها؛ وبرأيي إن ما يحرمها من المشاركة بعضوية كاملة هو نظرة البعض على أنها ناقصة في نظرهم؛ لذا لابد من اختيار المرأة بشكل غير عشوائي وقائم على دراسة خاصة تؤهلها اجتماعياً ونفسياً وقياديا على أن تمثل المرأة بالمجلس. وتؤكد الخمعلي أنه حان الوقت لأن تأخذ المرأة حقها بالكرسي في مجلس الشورى، وإن لم تأخذه اليوم فلن تأخذه غداً فالفرص لا تأتي إلا مرة واحدة فقط. أما الكاتبة وفاء عبدالله العمر فترى أنه لا بأس من مشاركة المرأة في مجلس الشورى لأنه من حقها أن تشارك.. وتقول: أضعف الأيمان في تقرير ما يمسها على الأقل مساً مباشرا وإيضاح ما يميع من حقوق شرعية جلية واضحة هي أكداس في المحاكم.. هذا جانب، والجانب الآخر ما يناقش في مجلس الشورى قضايا منها ما يهم الأجيال سواء تعليم أو صحة... إلخ والمرأة جزء من ذلك ولها وجهة نظر وأفكار لماذا لا يستفاد منها؟ وبينت أن للمرأة رؤية قد تكون أدق وأكثر حساسية تجاه ما يخص الجيل... وأن المانع الذي يحرم المرأة من المشاركة بعضوية دائمة هو أن الأمر قد يأخذ وقته كغيره ولكن ببطء. الأديبة زكية القرشي تؤكد أن المرأة السعودية أثبتت جدارتها في شتى المجالات.. وتقول: إن رغبنا الاستدلال فلدينا أسماء بريقها وصل سماء الغرب منذ زمن طويل حتى إنهم عرفوا بها قبل أن يعرفها مجتمعها السعودي، فلماذا لا تشارك في المجلس؛ لا أجد ما يمنع وجودها بين الأعضاء! وتواصل قائلة: أما عن المانع فأعتقد أن السبب الأول هو ذكورية مجتمعنا التي أبت أن تنزاح رغم تطور البلاد؛ فمشكلتنا أن الرجل دائماً ينظر إلى المرأة بنقص العقل دون أن يعي تفسير الحديث، فإذا كانوا يعارضون بها في وظائف أقل أهمية من المجلس فكيف به هو. وأضافت: من حق المرأة أن تحظى بعضوية كاملة ودائمة في المجلس ولكن البعض لا يثقون بها أو يخشونها لذا ينكرون عليها أمراً هو من حقها، وهؤلاء عليهم أن يعودوا إلى زمن قدوتنا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ويبحثوا في الروايات ليعلموا دور سيدتنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؛ فقد حان الوقت من زمن مضى ولكن لدينا من يعكسون عقارب الساعة لكي يتأخر هذا الزمان؛ ونأمل من سيدي خادم الحرمين الشريفين مليكنا العادل الذي أنصف المرأة كثيراً وجعل لها مكانتها المميزة وأباح لها الكثير من حقوقها أن يشرفها بمكانها بجوار الرجل في المجلس فنحن نعيش عهد عبدالله الذي تتحقق به الأحلام.. أما الكاتبة حنان أبوحيمد فقد تساءلت عن عدم وجود المرأة في مجلس الشورى بعضوية كاملة وعدم مشاركتها في اتخاذ القرارات خاصة المتعلقة بحقوق المرأة والطفل.. وقالت: جميعنا يعرف مدى أهمية مرئيات المرأة في القضايا النسائية على كافة المستويات؛ وقد يكون المانع الذي يحرم المرأة من المشاركة هو كونها عاطفية أحياناً في اتخاذ القرار مما يجعلها متحيزة لبنات جنسها ، ولكن هذا لا يحدث مع الجميع على العكس؛ فهناك نساء يتميزن بالحكمة والحنكة والقدرة على اتخاذ القرار السليم بمنطقية وموضوعية ولنا في الرسول عليه الصلاة والسلام أسوة حين استشار أم سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية وأشارت عليه بالقرار الصائب. وختمت حديثها قائلة: آن الأوان لذلك، ولكن أرى أن يتم اختيار العضوة وفق معايير ثابتة ودقيقة جداً على المستوى الديني، العلمي، الاجتماعي ، والنفسي حيث ستكون هذه المرأة في منصب هام وفعال. وأتمنى للمرأة السعودية خاصةً والعربية بشكل عام الوصول لأعلى المراتب والمناصب التي أثبتت اليوم وتثبت كل يوم جدارتها واستحقاقها لها. من جهة أخرى أكد الدكتور نجيب الزامل عضو مجلس الشورى أن مشاركة المرأة كعضو دائم في المجلس أمر مطلوب وأنه شخصيا يأمل ذلك.. وقال ل"عناوين": أتصور أن الأشياء التي تأتي تدريجيا يتقبلها الناس بالتدريج وبسهولة أكثر من الصدمات المفاجئة؛ فالمجتمع لازال محافظا جدا حتى من النساء أنفسهن؛ ومع الوقت يتغير الإنسان ويتقبل المرحلة الثانية، ثم يصبح جاهز للمرحلة الثالثة ثم بعد ذلك تكون الانطلاقة الكبرى وتمر كما يمر السكين في قالب الزبدة كما يقال! وأضاف: أعتقد بأن الإستراتيجيين الذين وضعوا المجلس، وضعوه ليمثل المجتمع بأكمله؛ فالرجل لا يستطيع أبدا أن يمثل المرأة بكامل أمورها وشؤونها لأنه يبقى هناك أمور خاصة بالنساء فقط؛ وبالتالي فإن نظرة المرأة تختلف عن الرجل، فالمرأة أكثر عناية بالتفاصيل والرجل أكثر عناية بالشموليات والعموميات وهذه هي تركيبة عقل الرجل. فكما نحتاج للشموليات فإننا نحتاج للجزئيات الصغيرة كي تكتمل الفكرة. وبيّن الزامل أن اللعب على وتر العاطفة شيء عظيم وأنه لا يمكن أن يكون العقل مجردا من العاطفة ولا يمكن أن تكون العاطفة مجردة من العقل؛ فهذه ميزة تلقائية نحتاجها في بناء المجتمع. وتساءل عن سبب تذمر البعض من عاطفة المرأة، واستطرد قائلا: العاطفة بحد ذاتها عبقرية، وهي مطلوبة فالعاطفة والوجدان يشاركان في صنع الفكرة والرأي؛ ولوما العاطفة لضاع الأبناء.. لافتا أنه قد حان الأوان منذ زمن بعيد أن تأخذ المرأة نصيبها أسوة بالرجل؛ لأن المرأة متعلمة وناضجة ومتفوقة على الرجل؛ ولكننا نتحدث عن ذائقة اجتماعية هي التي يحتاج إليها الزمن. وأوضح أننا دولة حديثة في استيعاب الشيء الجديد؛ فلا يوجد لدينا نمو طبيعي أو كما يسمى خلق المراحل والقفز فوق النمو المرحلي؛ فالمجلس في بداياته وضع مستشارات.. إذن، النساء موجودات ولهن دور فعال وأي مرحلة تبدأ لا بد أن تليها خطوة أخرى.