عبرت بعثات دول الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية عن «قلقها تجاه تدهور الظروف الصحية للفلسطينيين قيد الاعتقال الإداري في إسرائيل الذين أضربوا عن الطعام منذ أكثر ما يزيد على شهرين»، فيما نقلت سلطات الاحتلال الأسير عزام ذياب إلى مستشفى «أساف هاروفيه» في تل أبيب «بعد تردي وضعه الصحي». وطالب الاتحاد الأوروبي في بيان أمس الحكومة الإسرائيلية ب «توفير المساعدات الطبية كافة (للأسرى)، والسماح بالزيارات العائلية في أقرب فرصة ممكنة». وجدد «التأكيد على موقفه الواضح من استخدام إسرائيل للاعتقال الإداري من دون تهم: يحق للمعتقلين أن يتم إعلامهم بأسباب اعتقالهم ويحق لهم محاكمة عادلة من دون أي تأخير». وقال الاتحاد إنه «يتابع» عن قرب إضراب 1600 أسير المفتوح عن الطعام منذ 17 الشهر الماضي، داعياً إلى «الاحترام الكامل للحقوق الإنسانية الدولية تجاه السجناء كافة». من جهتها، اعتبرت «حركة الجهاد الإسلامي» أن إسناد الأسرى في معركتهم «واجب شرعي على كل أبناء شعبنا وجماهير الأمة العربية والإسلامية». وحض عضو المكتب السياسي في الحركة نافذ عزام على «تسخير جهودنا وطاقاتنا من أجل الانتصار لإرادة الأسرى». ورأى عزام في كلمة أمس في خيمة الاعتصام التضامني في حديقة الجندي المجهول في مدينة غزة أن «الأسرى يجسدون نموذجاً متقدماً في الاستبسال في الدفاع عن أرضنا ومقدساتنا». وأعلن القيادي في الحركة أحمد المدلل أن الحركة «تسخر طاقاتها وإمكاناتها في هذه المواجهة التي ستمتد إلى خارج السجون وتشعل فتيل انتفاضة شعبية إذا ما تدهورت الأمور وحدثت أي تطورات». وقال ذياب إن شقيقه عزام المحكوم بالسجن مدة 25 عاماً، والمضرب عن الطعام منذ 47 يوماً «نُقل منذ أسبوع إلى المستشفى»، مضيفاً أن «إدارة سجن عسقلان والمستشفى تكتمتا على الموضوع، ولم تقدما أية معلومات حول وضعه الصحي المتردي». وحمل ذياب إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة شقيقيه عزام، وبلال المضرب عن الطعام لليوم ال70 على التوالي. إلى ذلك، طالب (أ ف ب) خوان بيدرو شيرر رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إسرائيل والأراضي المحتلة، بنقل ستة معتقلين فلسطينيين مضربين عن الطعام إلى المستشفى وذلك إثر تدهور وضعهم الصحي «بحيث يمكن مراقبة وضعهم في شكل دائم ومنحهم العناية الطبية». وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مجدداً عن «قلقها الشديد» إزاء تدهور الوضع الصحي للمعتقلين الستة المضربين عن الطعام منذ 45 إلى 71 يوماً. وحذرت من أن المعتقلين الذين يطالبون السلطات الإسرائيلية بوضع حد لاعتقالهم الإداري «يواجهون خطر الموت الوشيك». وأعربت اللجنة من جهة أخرى عن «أسفها لأن السلطات الإسرائيلية علقت زيارات عائلات المضربين عن الطعام». وطالبت «بإلحاح السلطات الإسرائيلية بالسماح للمعتقلين بتلقي زيارات من عائلاتهم». في غضون ذلك، صرحت (أ ف ب) المحامية ليئا تسيمل الثلثاء بأن إدارة السجن منعت المحامين من زيارة الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام والذين يعالجون في مستشفى الرملة بحجة أنهم رفضوا الوقوف لعدهم. وقالت بلهجة مستهجنة إن «الأسرى مرضى ويعالجون في المستشفى بالأمصال، فكيف تريد منهم الوقوف». وأضافت «سنرفع التماساً للمحكمة العليا على الإجراءات غير القانونية من قبل إدارة السجن». وأشارت إلى أن من بين قائمة الأسرى المرضى الذين أرادت زيارتهم، الأمين العام ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أحمد سعدات الذي نقل إلى مستشفى سجن الرملة قبل نحو عشرة أيام.