نُقل الأمين العام ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» القائد الأسير أحمد سعدات المضرب عن الطعام منذ 13 يوماً، إلى مستشفى سجن الرملة بعد تدهور حالته الصحية، كما تدهورت صحة النائب الأسير المضرب عن الطعام محمد جمال النتشة، فيما واصل أكثر من 1500 أسير فلسطيني وعربي إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الثالث عشر، وأعلن 24 اسيرا في سجن «مجدو» من المرضى الامتناع عن الطعام والدواء تضامناً مع المضربين. وأعلنت حركة «حماس» أن «قضية الأسرى المضربين عن الطعام ستكون محور تحرك واسع تقوم به على المستوى الوطني والعربي والدولي». وقال عضو المكتب السياسي ل «حماس» عزت الرشق إن تحرك الحركة سيركز على حشد الموقف العربي والإسلامي والدولي مع قضية الأسرى لتوفير الدعم والإسناد لمطالب أسرانا الأبطال، وفي صدارتها إلغاء قانون شاليت الذي يشرّع لمزيد من العقوبات والتشديد، وإلغاء العزل الانفرادي. وقال وزير الأسرى عيسى قراقع إن «سلطات مصلحة السجون نقلت الأحد (أمس) سعدات إلى مستشفى سجن الرملة بعد تدهور حالته الصحية»، مطالباً الصليب الأحمر بالتدخل الفوري لمتابعة أوضاع المضربين عن الطعام مع استمرار ظروف اعتقالهم الصعبة. وشددت النائب عن «الشعبية» خالدة جرار لوكالة «فرانس برس» على أن «إسرائيل مسؤولة عن حياة سعدات لأنه في سجن إسرائيلي»، مؤكدة أنه «نقل إلى مستشفى سجن الرملة، لكن ليس لدينا تفاصيل حول حالته». وأكدت ناطقة باسم مصلحة السجون الإسرائيلية لوكالة «فرانس برس» نقل سعدات إلى مستشفى سجن الرملة في تدبير احتياطي، واصفة صحته بأنها «جيدة». وقالت: «نقل إلى منشأة السجن الطبية بسبب سنه المتقدم للإشراف عليه بشكل أقرب» مشيرة إلى أنه «في حالة جيدة». ونقلت وكالة «معا» عن مصادر خاصة للمكتب الإعلامي للجبهة أن سعدات معزول في زنازين سجن ريمون منذ أكثر من ثلاثة سنوات ويخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ 17 الشهر الجاري بهدف الضغط على سلطات السجون لوقف سياسة العزل الانفرادي بحق أكثر من 20 أسيراً ولتحقيق مطالب أخرى. وكان أسرى الجبهة رفضوا عرضاً من إدارة السجن بوقف إضرابهم عن الطعام في مقابل إنهاء عزل سعدات الانفرادي وتحويله على أقسام السجن العادية، مشددين على تمسكهم بكافة مطالبهم العادلة لتحسين ظروف اعتقالهم المزرية. إلى ذلك، ناشدت عائلة النائب الأسير محمد جمال النتشة الجهات الرسمية والحقوقية والدولية التدخل العاجل والعمل على إنقاذ حياته اثر تدهور وضعه الصحي، وتعرضه لمضاعفات صحية بسبب إضرابه عن الطعام. وعبرت زوجته في تصريح صادر عن «كتلة التغيير والإصلاح» البرلمانية التابعة لحركة «حماس»، عن قلقها وخوفها الشديدين على الحال الصحية لزوجها، وقالت: «وصلتنا أخبار من سجن نفحة الصحراوي حيث يعتقل تفيد بتدهور ومضاعفات شديدة في صحته اثر تعرضه لإصابة في رأسه». وطالبت المؤسسات الدولية بالتدخل العاجل والعمل على زيارته والإطلاع على وضعه الصحي المتدهور، مشيرةً إلى أن زوجها لا يزال بحاجة إلى متابعة علاجية وصحية كبيرة. وحملت «كتلة التغيير والإصلاح» الاحتلال كامل المسؤولية عن حياة النتشة، ودعت إلى أكبر حملة تضامن وتفاعل وتسليط الأضواء بكل الوسائل على قضيته وكل النواب الأسرى في سجون الاحتلال. واعتبر مختصون بمتابعة شؤون الأسرى أن تصدعاً كبيراً حدث في موقف مصلحة السجون الإسرائيلية التي كانت ترفض في شكل مطلق الحديث أو نقاش قضية إنهاء العزل الانفرادي للأسرى على اعتبار أنها خط أحمر يمس الأمن القومي الإسرائيلي. وقال مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش أن هذا التصدع والتنازل تم من أحد مدراء الاستخبارات في أحد السجون حين طرح حلاً لإنهاء إضراب المعتقلين ينطوي على تجميع المعزولين في قسم واحد على أن يتعهدوا عدم التدخل في أي شأن خارج السجن وعدم الإدلاء بأي تصريحات. ولفت إلى أن الأسرى رفضوا هذا العرض، مؤكدين مطالبتهم بإنهاء العزل الانفرادي من دون أي شروط. واستهجن استمرار عزل الأسرى».