كابول - يو بي آي – غداة إعلانه بدء القوات الأفغانية عملية تسلم المهمات الأمنية في 122 منطقة جديدة في أنحاء البلاد، ما يجعلها مسؤولة عن أمن 75 في المئة من السكان، أكد الرئيس الأفغاني حميد كارزاي أن ضعف الأمن في بلاده مشكلة للمجتمع الدولي كله، ويجب معالجة المسألة جماعياً. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن كارزاي قوله إن «الأمن قضية لا تتعلق بنا وحدنا، وإلا لما قدِمَ الأميركيون إلى هنا أبداً، مثلما فعلوا قبل 11 أيلول (سبتمبر) 2001». وأضاف: «إنها قضية باكستان والجيران وسلوك الغرب وروسيا والهند، وإيران أيضاً»، مشيراً إلى أن الأمن أمر يخص الأفغان، لكن الحرب على الإرهاب ليست قضية أفغانية بل قضية المجتمع الدولي الذي لم ينفذ وعده حتى الآن». ومع ترقب توقيع الولاياتالمتحدةوأفغانستان اتفاقاً خلال سنة لتحديد آلية وجود القوات الأميركية في أفغانستان بعد عام 2014، قال كارزاي إنه «يجب تواصل الوجود الأميركي في أفغانستان بطريقة أقل بكثير، ولكن بالتوافق بين البلدين في ما يتعلق بالصراع الشامل ضد الإرهاب». واعتبر أن الوضع الأمني في بلاده سيء على رغم وجود القوات الأميركية والحلف الأطلسي (الناتو) لأكثر من عقد، «لكن إنجازات كبيرة تحققت على صعيد التنمية الشاملة، وبينها التعليم والخدمات الصحية والطرقات والاقتصاد وقيمة العملة الأفغانية». وأشار إلى أن دخل الفرد يبلغ 700 دولار في أفغانستان حالياً بسبب المساعدة الدولية، مقارنة ب 180 دولاراً عام 2002، متوقعاً تأثير انسحاب القوات الأجنبية على الاقتصاد، لكنه سيكون جيداً على الشعب عموماً. يجب أن نعيش بطريقتنا، لا نستطيع الاعتماد كل حياتنا على الآخرين». وأبدى كارزاي ثقته أنه بحلول عام 2024، موعد انتهاء صلاحية الاتفاق الأميركي - الأفغاني، ستبلغ العائدات السنوية لأفغانستان 5 بلايين دولار، مقارنة ببليوني دولار حالياً. ودعا إلى التمييز بين «الإرهابيين الحقيقيين»، وغالبية مؤيدي حركة «طالبان» الذين وصفهم بأنهم «إخواننا». وأوضح أن «المنتمين إلى طالبان الذين يشكلون جزءاً من تنظيم القاعدة وشبكات إرهابية وأجهزة استخباراتية تعمل ضد الشعب الأفغاني هم إرهابيون بلا شك، لكن غالبيتهم أجبروا على ترك منازلهم أو بلادهم بسبب ظروف خارجة عن إرادتهم، ما يجعلهم غير إرهابيين. إنهم متضررون ويجب إرجاعهم إلى بلادهم». وانتقد استخدام القادة العسكريين الأميركيين والتابعين للحلف الأطلسي (ناتو) كلمة «التمرّد» لوصف من يقاتلون حكومته، «إذ يعني ذلك أن المجتمع الدولي يشهر سلاحه ضد أفغاني لمصلحة آخر، ما يشكل تدخلاً في شؤوننا الداخلية». ترحيب أميركي... وقتلى وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما رحب بإعلان كارزاي بدء المرحلة الثالثة من عملية تسليم الأمن للقوات الحكومية، معتبراً أنه «خطوة مهمة إلى الأمام في جهودنا لتحقيق أهدافنا في أفغانستان». وأكد أوباما أن القوات الأفغانية «تعزز قدراتها من خلال إبقاء عملية انتقال مسؤولية الأمن على مسارها، تمهيداً لتحقيق هدف سحب القوات الأجنبية القتالية كلها في نهاية 2014». وزاد «أتطلع إلى لقاء كارزاي وزملائي من قادة الحلف الأطلسي في شيكاغو في 21 و22 الشهر الجاري لبحث هذه الخطوات الحاسمة التي تعزز سيادة أفغانستان.