كابول، موسكو - رويترز، يو بي آي - اتفقت افغانستانوالولاياتالمتحدة على وضع مسودة اتفاق طال انتظاره سيحدد طبيعة الوجود الأميركي في هذا البلد لفترة عشر سنوات تلي انسحاب كل القوات الأجنبية القتالية بحلول 2014. وقتل ميدانياً جنديان من «الناتو» في انفجار عبوة يدوية الصنع شرق افغانستان. ووقع السفير الأميركي في كابول، ريان كروكر، ومستشار الأمن القومي الأفغاني رانجين سبانتا بالأحرف الأولى على الاتفاق، ما يمهد الطريق امام الرئيس الأميركي باراك اوباما ونظيره الأفغاني حميد كارزاي لمراجعته. وقال ناطق باسم السفارة الأميركية في كابول: «بعد عمل مضنٍ، نقترب من استكمال المفاوضات في شأن الشركة الاستراتيجية. مضيفاً: «هدفنا هو انشاء شراكة مستمرة مع افغانستان تعزز سيادة هذا البلد واستقراره وازدهاره، وتساهم في هزيمة تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة. ونعتقد بأن هذا الاتفاق يدعم هذا الهدف». وأشار الى ان الصياغة المنجزة للاتفاق ستدخل مرحلة مشاورات داخلية يجريها الجانبان كل على حدة، موضحاً ان «الكونغرس الأميركي سيراجع الاتفاق، اذا تطلب الأمر، قبل ان يتخذ الرئيس باراك اوباما القرار النهائي في شأنه. وكل من الرئيس اوباما ونظيره كارزاي يريد توقيع الاتفاق قبل اجتماع قمة الحلف الأطلسي (ناتو) في شيكاغو الشهر المقبل». وسيحاول الزعماء الغربيون خلال قمة شيكاغو الاتفاق على تمويل الشرطة والجيش الأفغانيين ودعمهما بمبلغ يناهز 4 بلايين دولار سنوياً مع مساهمة الحكومة الأفغانية بنحو 500 مليون دولار من هذا المبلغ. وتفاوضت واشنطنوكابول على الاتفاق طيلة 9 شهور، وسط توتر العلاقات بين واشنطنوكابول بسبب حوادث ارتكبها جنود اميركيون، وأغضبت الرأي العام. ومهد لإنجاز الاتفاق موافقة الأميركيين على طلب الأفغان تسليمهم مهمة الإشراف على السجون الأميركية داخل بلدهم، ومسؤولية قيادة المداهمات الليلية للمنازل. ويحدد الاتفاق اطار الدور الأميركي المستقبلي في افغانستان على صعيد المساعدات وتقديم المشورة الخاصة بالحكم، ولكنه لا يتطرق الى بقاء عدد قليل من الجنود والمستشارين الأميركيين في البلاد بعد نهاية 2014، والذي سيشمله اتفاق منفصل. ويحرص الجانبان على تهدئة مخاوف الأفغان من احتمال التخلي عنهم، عبر ابرام اتفاق يهدئ التوترات قبل انسحاب القوات الأميركية وتقليص المساعدات الغربية تدريجياً. وتتفاوض كابول بشكل منفصل على ابرام اتفاقات استراتيجية مماثلة مع اعضاء آخرين في الحلف الأطلسي (ناتو) وحلفاء الولاياتالمتحدة الذين يشاركون في عمليات الحلف في افغانستان. روسيا و«الأطلسي» على صعيد آخر، ردّت الخارجية الروسية على دعوة الأمين العام للحلف الأطلسي اندرس فوغ راسموسن موسكو وبكين للمشاركة في تمويل القوات الأفغانية بعد عام 2014، بإعلان انها تقدّم مساعدة جدّية للسلطات الأفغانية في الحفاظ على أمن البلاد. وقال الناطق باسم الخارجية ألكسندر لوكاشفيتش: «ندرّب خصوصاً ضباطاً أفغاناً وشرطيين، ونساعد في تجهيزهم، كما نتعاون مع الناتو في تدريب عناصر مكافحة المخدرات». وأشار إلى أن 290 ضابطاً افغانياً تلقوا تدريبات في وزارة الداخلية الروسية والهيئة الفيديرالية لمكافحة المخدرات منذ عام 2006. كما بدأ صندوق الائتمان التابع لمجلس روسيا - «الناتو» الذي يعمل للمساعدة في تدريب التقنيين وتقديم قطع لمروحيات من طرازي «مي 17» و»مي 35» في أفغانستان العمل أخيراً.