كابول، باريس – رويترز، يو بي آي - افاد مكتب الرئيس الأفغاني حميد كارزاي اليوم، ان قائد قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في هذا البلد الجنرال الأميركي جون ألن، اعترف في رسالة وجهها عبر البريد الالكتروني الى كارزاي، بسقوط قتلى مدنيين خلال عمليات الحلف في الايام السبعة الاخيرة، وانه تعهد اعادة تدريب الجنود الاجانب على تجنب سقوط ضحايا مدنيين يشكل مصدر توتر بين الحكومة الأفغانية والدول الغربية الداعمة لها. ونقل مكتب كارزاي عن ألن قوله في الرسالة: «أصدرت أوامر مباشرة لكل الوحدات بإعادة التدرب على أساليب استخدامنا القوة ضد المسلحين، وحماية المدنيين الأفغان في الوقت ذاته، وستؤكد لي كل الوحدات بحلول الخامس من كانون الاول (ديسمبر)، أنها التزمت الأوامر التي تشمل ايضاً اتخاذ تدابير طموحة داخل الناتو للتحقيق في الحوادث». وجرى تشديد القواعد التي تتحكم بتنفيذ الضربات الجوية والغارات الليلية مرات خلال السنوات القليلة الماضية، لكن حوادث لا تزال تحصل. وأمر كارزاي الأسبوع الماضي بإجراء تحقيق في هجوم جوي شنته قوات الحلف الأطلسي في جنوبأفغانستان، وأسفر عن مقتل ستة أطفال ورجل. ويشكل الضحايا المدنيون خلال عمليات الحلف موضوعاً حساساً في افغانستان، حيث زاد الوجود العسكري الأجنبي في هذا البلد من مشاعر النقمة على الغرب. وفي فرنسا، اعلنت مصادر ديبلوماسية ان القوى العالمية يجب ان تساهم في كلفة تدريب قوات الأمن الافغانية بعد انسحاب القوات الاجنبية بحلول نهاية 2014، «لأنه لا يمكن تصور استمرار الولاياتالمتحدة بدفع 12 بليون دولار سنوياً لتنفيذ هذا الأمر». وتوقعت المصادر ان يوضح المؤتمر المخصص لأفغانستان والمقرر في مدينة بون الألمانية الاسبوع المقبل، وقمة الحلف الأطلسي في شيكاغو العام المقبل كيفية تمويل الجيش الأفغاني. وقال أحد المصادر: «لا نملك خياراً آخر. اذا انسحبت القوات الاجنبية بعد عام 2014 فيجب بذل جهود دولية لدعم القوات المخولة الحفاظ على الأمن». وأضاف: «اذا لم نقرر خلال الشهور المقبلة ماذا سيحدث بعد رحيلنا، فيجب ان نسأل أنفسنا ماذا نفعل في هذا البلد». ويسابق الحلف الاطلسي الزمن لتدريب قوات الجيش والشرطة الأفغانية، والتي يتوقع ان يصل عدد جنودها الى 350 ألف عنصر ينفذون عمليات القتال في حرب تزداد عنفاً. وكانت فرنسا التي تعتبر مساهمتها محدودة في التمويل ستسحب 200 جندي من قواتها البالغ عددها 3800 جندي بحلول نهاية السنة الحالية.