لشبونة، كابول، طهران –- «الحياة»، أ ف ب، رويترز - وافقت دول «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) في ختام قمتها في لشبونة، على استراتيجية لسحب معظم جنودها من افغانستان بعد اربعة اعوام، وذلك عبر نقل مسؤوليات الاعمال القتالية الى الجيش الافغاني بدءاً من صيف 2011 وحتى نهاية 2014، كما التزمت دعم كابول على المدى البعيد. وأمل الرئيس الافغاني حميد كارزاي بمعالجة «صعوبات» العمليات العسكرية الأميركية في بلاده، بعد الجدل الذي دار بين حكومته وواشنطن حول سلوك القوات الأميركية الخاصة. وفيما اعتبر الرئيس الأميركي باراك اوباما ان الحلف «في طريقه لتحقيق هدف كسر اندفاع حركة طالبان»، اعلنت الحركة ان الحلف «مصيره الهزيمة على غرار من سبقه في افغانستان»، معلنة ان «زيادة قواته وتغييرات جنرالاته واستراتيجياته ومفاوضاته ودعايته الجديدة لن يكون لها تأثير». وقال الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن: «اطلقنا العملية التي ستجعل الشعب الافغاني سيد وطنه. خلال المرحلة الانتقالية، ستدعم القوات الاجنبية الجيش الافغاني بدلاً من ان تتمركز في الجبهات الامامية، وستبقى بعد انتهائها لتنفيذ دور مساند». وزاد: «ببساطة، اذا أمِلت طالبان او غيرها رحيلنا فلتنسَ الأمر. سنبقى طالما كان ذلك ضرورياً لإنهاء العمل». واوضح مسؤول اميركي في لشبونة ان بلاده لم تتخذ بعد قراراً حول انهاء عملياتها القتالية في أفغانستان بنهاية عام 2014، متوقعاً خوض القوات الاجنبية «معارك قاسية كثيرة» قبل هذا الموعد، علماً ان ادارة الرئيس باراك اوباما ستراجع الشهر المقبل استراتيجيتها العسكرية في افغانستان. وعلق كارزاي الذي حضر القمة، الى جانب قادة 20 دولة غير عضو في الحلف تشارك في قوات الحلف الاطلسي،ورئيس الوزراء الياباني ناوتو كان والامين العام للامم المتحدة بان كي مون، على الالتزامات «الاطلسية» الخاصة ببلاده، بالقول: «وجدت تفهماً لدى القادة المشاركين في القمة». وأمل بأن تزول الصعوبات «مع التقدم الذي نحققه»، علماً انه طالب اخيراً بوقف عمليات القوات الأميركية الخاصة التي قال انها «تثير استياء الافغان وقد تزيد تفاقم تمرد طالبان»، ما دفع واشنطن الى الردّ بأن «العمليات المحددة الأهداف عنصر اساسي في جهود الحلفاء في افغانستان». وتلبية لطلب من كارزاي، أبدت المانيا استعدادها لاستضافة مؤتمر جديد حول افغانستان في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، «إذ يجب مواكبة العملية الانتقالية في هذا البلد بشكل ملموس». وفيما أدرجت قضية افغانستان على جدول اعمال قمة الحلف الاطلسي وروسيا التي عقدت في حضور الرئيس ديمتري ميدفيديف بعد انتهاء اجتماع قادة الحلف، اتفق الجانبان على نقل معدات الى افغانستان عبر الاراضي الروسية باستخدام السكك الحديد. ولم يوضح راسموسن تفاصيل الاتفاق، لكن مسؤولين كانوا كشفوا قبل القمة ان المحادثات مع موسكو تناولت مرور معدات للأطلسي مثل آليات مدرعة عبر اراضيها من افغانستان واليها. وفي لندن، تظاهر آلاف الاشخاص احتجاجاً على الاعمال العسكرية في افغانستان، مطالبين باستخدام 11 بليون دولار تنفقها حكومتهم في افغانستان في بلادهم. وفي ايران، أعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي ان السلام في أفغانستان يجب ان يتحقق على أساس الوحدة الوطنية ومطالب الشعب. وقال بعد لقائه رئيس مجلس السلام الأفغاني برهان الدين رباني في طهران: «ادى وجود المحتلين عشرات السنين في افغانستان الى تدهور الأمن وزيادة معاناة الشعب». وشدد رباني على «أهمية دور ايران في دعم مجلس السلام الأفغاني، ودعاها الى بذل مزيد من الجهود لتوطيد أسس الاستقرار والاعمار في بلاده».