لشبونة - ا ف ب، رويترز - يتوقع ان تدعم القمة السنوية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في لشبونة اليوم، خطط سحب غالبية القوات الأجنبية من أفغانستان خلال أربع سنوات، على رغم تشكيك مسؤولين كبار في الحلف ووزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بإمكان تسلم الأفغان مسؤولية الأمن العام 2014 مع تزايد خطر مقاتلي حركة «طالبان» وضعف حكومة الرئيس حميد كارزاي. وسيصادق زعماء الحلف ال 28 اليوم على جدول زمني لبدء تسليم مسؤولية الأمن إلى القوات الأفغانية العام المقبل، والانتقال الى دور تدريبي وداعم، مع موافقتهم على رؤية جديدة لمدة عشر سنين تؤكد الحاجة لاضطلاع الحلف بمهمات في المستقبل. ويستند ذلك الى تقويمات متفائلة لدى الحلف بعمليات القتال ضد المتمردين منذ زيادة عدد القوات الأميركية في أفغانستان العام الماضي. لكن مارك سيدويل، أكبر ممثل مدني للحلف في أفغانستان، قال هذا الأسبوع إن سوء حال الأمن في بعض المناطق قد يرجئ موعد الانسحاب الكامل الى ما بعد 2014، محذراً من أن أفغانستان «قد تشهد مستويات عنف تفطر القلب» بعد انسحاب القوات الأجنبية. وتتوقف استراتيجية الانسحاب على جهود زيادة عدد القوات الأفغانية التي تستطيع احتواء التمرد المتنامي، علماً ان خطة الزيادة تهدف الى تجهيز اكثر من 300 ألف جندي بحلول نهاية 2011، والذي يعرقله ارتفاع معدلات الفرار من الجيش الأفغاني، ونظرة الشعب الى الحكومة باعتبارها فاسدة وغير مستقرة، وعاجزة عن البقاء في السلطة لفترة طويلة من دون دعم القوات الأجنبية. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بعد لقائها نظيرها البرتغالي لويس امادو: «سنتفق على بدء انتقال مسؤوليات الأمن إلى القوات الأفغانية بدءاً من العام المقبل، من اجل تسليم الحكومة والشعب الأفغانيين مسؤولية الأمن عام 2014، فيما سنواصل التزامنا الدعم المدني». وأضافت: «نقرّ ونحترم سيادة الشعب والحكومة في أفغانستان، ونعمل عن كثب مع الرئيس كارزاي الذي حدد 2014 موعداً لتسلم قوات بلاده مسؤوليات الأمن، وسنناقش مخاوفه». وفيما باتت دول الحلف مقتنعة بأن الحل في أفغانستان غير عسكري، قال الرئيس الأميركي باراك اوباما لصحيفة ال «باييس» الإسبانية: «نؤكد التزامنا المصالحة بين كابول وطالبان تمهيداً لدمج المتمردين في المجتمع، مع ضرورة قبولهم نقاطاً أساسية على غرار نبذ العنف وقطع صلاتهم بتنظيم القاعدة، والموافقة على العيش بحسب الدستور الأفغاني». معروف ان الحركة تربط إقرارها السلام بانسحاب القوات الأجنبية أولاً من أفغانستان. من جهة ثانية، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» امس ان الجيش الاميركي سينشر للمرة الاولى دبابات ثقيلة في افغانستان، في تصعيد للحرب على «طالبان». وقالت ان فرقة من دبابات «أم 1 ابرامز» ستتمركز في اقليم هلمند (جنوب)، حيث تعنف المعارك مع المتمردين.