إسلام آباد، دافوس (سويسرا) – «الحياة»، أ ف ب - عشية المؤتمر الدولي حول أفغانستان الذي يعقد في لندن غداً، ظهرت بوادر معارضة أفغانية لخطة الرئيس حميد كارزاي للمصالحة مع «طالبان»، التي يأمل الرئيس الأفغاني بأن تدعمها الدول ال60 المشاركة في المؤتمر، لتوفير موارد مالية تتيح عرض حوافز على أعضاء الحركة في مقابل تخليهم عن السلاح. وشدد عبدالله عبدالله المنافس الرئيسي لكارزاي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، على ضرورة إجراء نقاش وطني حول الحوار مع «طالبان»، قبل الشروع في اتصالات مع الحركة. وعكست تصريحات أدلى بها عبدالله خلال مشاركته في «منتدى دافوس» أمس، مخاوف الطاجيك الذين يشكلون العرقية الثانية في أفغانستان بعد البشتون ممن ينتمي إليهم كارزاي وقادة «طالبان»، من عودة الحركة الى المشاركة في الحكم، على خلفية تشددها العرقي والديني، ونزعتها الى «أسلمة» المجتمع. وجدد عبدالله الذي تولى وزارة الخارجية سابقاً وانسحب من الانتخابات الرئاسية متهماً كارزاي بممارسة تزوير واسع، هجومه على الرئيس وحكومته «الفاسدة»، في ما اعتبِر تحذيراً مبطناً لمؤتمر لندن، من ضياع الأموال التي ستخصص للمصالحة. وقال عبدالله: «لا أعارض مبدأ المصالحة، ولا يمكن أن نقاتل الى الأبد، لكن يجب إجراء حوار وطني ووضع سياسة وطنية. المجتمع ليس الحكومة فقط، يجب أن تتوافر الشفافية». وشدد على أن الشعب الأفغاني يريد أن يعرف هل سيعود الى «الأسلمة» التي انتهجها نظام «طالبان» قبل إطاحته في تدخل أميركي العام 2001. وأكد عبدالله وجود صلات تربط طالبان ب «الإرهاب الدولي»، رافضاً إشراك شخصيات مثل زعيم الحركة الملا محمد عمر في أي حكومة. وقال: «يجب ألا ندع الناس ينجذبون نحو طالبان». وسادت مخاوف لدى الطاجيك والأوزبك والهزارة (الشيعة) في أفغانستان من تداعيات خطة المصالحة، خصوصاً بعدما لمّح قائد القوات الأميركية و «الأطلسية» في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال الى عودة محتملة ل «طالبان» للعب دور سياسي في البلاد. كما أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن أن مؤتمر لندن «سيُستخدم لجمع ملايين الجنيهات الإسترلينية من أجل دفعها إلى قادة طالبان». ولبّى مجلس الأمن طلب كارزاي شطب أسماء خمسة من المسؤولين السابقين في نظام الحركة عن لائحة العقوبات التي وضعتها الأممالمتحدة ضد «داعمي الإرهاب». وفي طريقه الى لندن، توقف الرئيس الأفغاني في برلين أمس، وأجرى محادثات مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل التي أطلعته على الاستراتيجية الجديدة لسحب قوات بلادها تدريجاً من أفغانستان، وناقشا برنامج تشجيع مقاتلي «طالبان» على إلقاء السلاح. وأكدت مركل لكارزاي أن بلادها لن تتخلى عن أفغانستان بعد انسحاب القوات الدولية، مشيرة الى أن الدعم سيستمر بأشكال مختلفة لمنع «طالبان» من استلام السلطة مجدداً. وحضّت المجتمع الدولي «الالتزام بعدم نسيان أفغانستان لمجرد أن حكومتها ستتسلم المسؤولية عن بلدها بعد خمس سنوات». وشدد الرئيس الأفغاني على أن بلاده «تريد تسلّم المسؤولية عن الأمن في أسرع وقت ممكن»، معتبراً أن تحقيق هذا الهدف ممكن في نهاية ولايته الثانية السنة 2014.